وضع سترة قدما في دوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل بعد فوزه الثمين والمستحق على شريكه السابق في الصدارة الرفاع الشرقي بهدفين مقابل هدف في ختام الجولة السادسة عشرة من الدرجة الثانية.

تقدم سترة أولا عن طريق عباس الساري «11» وعادل الهولندي ريكو التعادل للرفاع الشرقي «15»، وأعاد محمد عيسى التقدم لسترة من جديد بالهدف الثاني «24».، وأكمل سترة المباراة بصفوف ناقصة قرابة الـ52 دقيقة نتيجة طرد لاعبه أحمد السكي.

فوز «بحارة» سترة قربهم كثيرا من بلوغ حلم الصعود وقطع بطاقة التأهل المباشرة لدوري «الأضواء» بعد أن وصل رصيدهم إلى 38 نقطة، وهم بحاجة لنقطة الأمان من مباراتيه المتبقيتين مع الأهلي والاتحاد، في حين تبدو فرصة الرفاع الشرقي معدومة وتلاشت بنسبة كبيرة بعد أن تجمد رصيده عند 35 نقطة وتبقت له مباراة واحدة وأخيرة مع الأهلي.

قدم الفريقان 38 دقيقة ممتعة حافلة بالندية والإثارة والفرص والهجمات المتبادلة وتميزت بالسرعة من الجانبين وخصوصا مع الاندفاع الهجومي من لاعبيهما، إلا أن ذلك لم يستمر في ظل حالة النقص العددي الذي منيت به صفوف سترة ليفرض مدربا الفريقين بعض الجوانب التكتيكية والفنية لتهدأ مجريات اللعب ويتراجع الأداء والمستوى في غالبية إن لم يكن مجمل الوقت المتبقي من المباراة.

جاءت بداية المباراة حذرة بسبب التحفظ الذي أبداه الفريقان ولمدة 10 دقائق كانت بمثابة جس نبض من الفريقين، واعتمد سترة في أسلوب لعبه على فتح اللعب عن طريق الأطراف وخصوصا محمد عيسى وسيدمحمد موسى، في حين تواجد الثلاثي علاء حبيل وعباس الساري وأحمد السكي في العمق مع تبادل للأدوار فيما بينهم، ولعب الثنائي سيدمحمد عباس وحسن خميس كلاعبي ارتكاز في حين تواجد الثلاثي اديمو وميشيل في الجانب الثلاثي.

أما على الجانب الآخر، فإن الرفاع الشرقي اعتمد على الطريقة التقليدية المعروفة بأسلوبه عن طريق تقدم الظهيرين وخصوصا محمد خليفة في الجانب الأيسر ليشكل مع رواد الحكيم ثنائيا، في حين تواجد في الطرف الآخر محسن الصقري والنيجيري مارتينيز، ولعب الثنائي ريكو وعبدالله يوسف في العمق الهجومي، وكان الأداء يتركز في منطقة المناورات على الثنائي علي ياقوت وصالح فريد.

بدأ سترة الأسبقية في الهجوم وأثمر ذلك عن هدف التقدم بعد خطأ جانبي نفذه محمد عيسى داخل المنطقة وسط تمركز خاطئ من لاعبي الرفاع الشرقي ليستثمر عباس الساري ذلك ويضع فريقه في المقدمة «11».

وجاءت ردة فعل الرفاع الشرقي سريعة عندما توغل ريكو في العمق الدفاعي وسدد كرة أرضية من خارج منطقة الجزاء عانقت خلاله الكرة الشباك هدفا أعاد المباراة لنقطة الصفر من جديد «15».

وعاد ريكو وسدد كرة طائشة بعيدة عن المرمى «17»، ليرد عليه أحمد السكي بانفراد واضح وصريح بعد تمريرة من علاء حبيل وضعته في مواجهة المرمى ولكنه أطاح بالكرة عاليا بعيدا عن المرمى «20»، ولعب محمد عيسى كرة عرضية إلى المتابع سيد محمد موسى ولكن الأخير رفض استثمار الكرة وسدد بعيدا عن الخشبات الثلاث «22».

وعوض محمد عيسى الفرص المهدرة من زملائه واستغل التوغل الذي قام به عباس الساري في الجهة اليسرى ولعب كرة أرضية وضعها عيسى في الشباك هدفا ثانيا لسترة «24».

وعاد الرفاع الشرقي للهجوم بحثا عن التعديل ولعب اللبناني رواد الحكيم كرة مقصية ظلت طريقها للمرمى «25»، وسارت المباراة وسط تبادل الفريقين للسيطرة والهجدمات وسدد محمد عيسى كرة أرضية جاورت القائم الأيمن «29».

نقطة التحول

وأشهر الحكم الدولي نواف شكر الله البطاقة الحمراء في وجه لاعب سترة أحمد السكي بعد دخوله الخاطئ على الصربي بوبان «38»، لتبدأ بعدها لعبة المدربين والجوانب الفنية، وأدخل مدرب الرفاع الشرقي هدافه حسين عيسى بدلا من صالح فريد غير الموفق «40»، وانتهى الشوط الأول بتقدم سترة.

الشوط الثاني

كانت التوقعات جميعها تشير لضغط هجومي شرقاوي يقابله دفاع ستراوي، إلا أن ذلك تبخر مع دقائق الشوط الثاني الأولى وخصوصا أن مدرب سترة موسى حبيب بدأ لعبته الفنية من خلال بناء جدار دفاعي صلب ومتماسك وقف حائلا أمام لاعبي الرفاع الشرقي البعيدين عن مستواهم الفني في هذه المباراة.

ونجح موسى حبيب في تكتيكيه الفني في جر لاعبي خصمه لاستخدام الكرات العشوائية عبر الكرات العرضية غير الموفقة وهو ما نجح فيه لاعبوه وخصوصا الدفاع الثلاثي محمود الخردوي واديمو وميشيل في طقع كل الكرات التي وصلت داخل المنطقة.

وحاول مدرب الشرقي عيسى السعدون في تغيير واقع مستوى وأداء فريقه عبر التغييرات التي قام بها بدخول الشقيقين أحمد ومحمد عبدالله، إلا أن ذلك لم يغير من الواقع على الأرض في شيء، وبقيت الخطورة بعيدة جدا عن مرمى سترة.

واعتمد حبيب على الكرات الطويلة التي هي الأخرى لم تجدي نفعا عدا فرصتين الأولى للساري الذي سدد كرة أرضية جاورت فيها القائم الأيمن «65»، والثانية للبديل حسين الصافي في الدقائق الأخيرة بعد مواجهته للمرمى، ولكنه تباطأ وسدد في جسم المدافع وضاعت فرصة تعزيز التقدم «88»، وانتهت المباراة بفوز سترة.

حضور جماهيري رائع

شهدت المباراة حضورا جماهيريا رائعا ربما لم ولن تشهده غالبية مباريات دوري الدرجة الأولى «الأضواء»، وكان الحضور الستراوي لافتا وكبيرا على يمين المنصة وصدح أبناء سترة بأهازيجهم المميزة وفي مؤازرة لاعبيهم وخصوصا في اللحظات الأخيرة وسط فرحة كبيرة مع لاعبيهم بعد نهاية المباراة، على الطرف الآخر تواجدت الجماهير الشرقاوية ولكنها فضلت الصمت والسكوت وخصوصا مع حالة الفريق الفنية التي أفسدت فرحتهم.

مكافأة خاصة

رصد «الوسط الرياضي» الفرحة الكبيرة لأبناء سترة وخصوصا بعدما أعلن رئيس النادي علي السواد عن مكافأة خاصة للاعبين نتيجة المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون، وتواجد رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي في المنصة الرئيسية لملعب النادي الأهلي، بالإضافة إلى غرفة تغيير الملابس، ما يؤكد وجود توافق وتعاون كبير من جميع أعضاء النادي.

فرحة هستيرية ستراوية

بدأت احتفالات «البحارة» منذ إعلان حكم المباراة نواف شكر الله صافرته معلنا نهاية المباراة، وعلت البسمة ولافرحة وجوه جميع أبناء الجزيرة «الحالمة»، وامتدت الفرحة لتصل إلى غرفة تغيير الملابس التي شهدت فرحة هستيرية كبيرة بعد اقتراب الفريق الستراوي من بلوغ هدفه والصعود لدوري الأضواء من جديد. ويبدو أن أبناء «البحارة» بدأوا احتفالاتهم وستستمر وخصوصا مع الثقة الكبيرة التي يتمتع بها جميع اللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري، ويبدو أن صعود الفريق ما هي إلا مسألة وقت سيترجمها أبناء سترة سواء في المباراة المقبلة للفريق مع الأهلي أو التي تعقبها مع الاتحاد والتي ستكون تتويجية واحتفالية.