نجا رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أمس الإثنين (29 أبريل/نيسان 2013) من محاولة اغتيال بانفجار سيارة مفخخة استهدف موكبه في دمشق، وهو المسئول السياسي الأعلى الذي يتعرض لاعتداء منذ التفجير الذي أودى بأربعة مسئولين أمنيين كبار العام 2012.

من جهة ثانية، أعلنت فرنسا أنها في صدد التأكد من «المؤشرات» التي يملكها الأميركيون والبريطانيون بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سورية.وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن «تفجير إرهابي وقع صباحاً قرب حديقة ابن رشد على تقاطع طرق بمنطقة المزة في دمشق»، ونقلت عن مصدر مسئول أنه «كان محاولة لاستهداف موكب رئيس مجلس الوزراء»، وأن «وائل الحلقي بخير ولم يصب بأي أذى».

وأشارت «سانا» إلى أن الاعتداء «أسفر عن وقوع ضحايا وأضرار مادية». وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار نتج عن سيارة مفخخة تم تفجيرها على الأرجح عن بعد.

وأشار إلى مقتل أحد مرافقي رئيس الوزراء، وإصابة آخر إصابة خطيرة. كما أصيب سائق إحدى السيارات في الموكب.

وأكد مصدر أمني سوري لـ «فرانس برس» مقتل أحد الحراس الشخصيين.ويعتبر حي المزة الواقع في غرب العاصمة من الأحياء التي تتمتع بحراسة مشددة وتوجد فيه سفارات عديدة ومبان حكومية ومقار أمنية، ويقيم فيه العديد من المسئولين السياسيين.

وشاهد مصور وكالة «فرانس برس» سيارات محترقة بينها حافلة، أو محطمة الزجاج، في حين أقدمت أجهزة الأمن على إغلاق المنطقة.

وروى شاهد الحادث قائلاً «كنت أسير في الشارع حين وقع انفجار قوي فجأة وشاهدت سيارة تحترق والناس يركضون. وسمعت أصوات تناثر الزجاج».

وعين الحلقي رئيساً للوزراء في التاسع من أغسطس/ آب 2012 بعد انشقاق سلفه رياض حجاب وانضمامه إلى المعارضة.

ودان الحلقى في وقت لاحق، بحسب ما نقلت عنه «سانا»، «التفجير الإرهابي»، مؤكداً خلال ترؤسه اجتماعاً للجنة الاقتصادية أن «هذه التفجيرات الإرهابية دليل إفلاس وإحباط المجموعات الإرهابية والقوى الداعمة لها بسبب بطولات وانتصارات الجيش العربي السوري في ملاحقته وسحقه لفلولها».

وشدد الحلقي على أن «هذه التفجيرات الإرهابية لن تزيدنا إلا تصميماً وثباتاً على المزيد من العمل والعطاء والبناء وإعادة الأمن والاستقرار.

من جهة أخرى، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد بواعث القلق الأميركية بشأن الأسلحة الكيماوية السورية في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الإثنين).

وتحاول الولايات المتحدة تحديد الحقائق بشأن الاستخدام السوري المزعوم لأسلحة كيماوية. وقال مسئولون أميركيون الأسبوع الماضي إن لديهم «درجات متفاوتة من الثقة» في أن مثل هذه الأسلحة استُخدمت في سورية وهو ما يمكن إذا ثبت بصورة مؤكدة أن يثير تحركات غير محددة ضد الحكومة السورية.

وقال بيان للبيت الأبيض: «استعرض الرئيس أوباما والرئيس بوتين الوضع في سورية مع تأكيد الرئيس أوباما على القلق بشأن الأسلحة الكيماوية السورية».

واتفق الزعيمان على البقاء على اتصال بشأن القضية على أن يواصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف المناقشات بشأن سورية. ومن المقرر أن يجتمع أوباما وبوتين بصورة ثنائية مرتين في الشهور المقبلة وذلك أثناء قمة الثماني في ايرلندا الشمالية في يونيو/ حزيران ثم في سبتمبر/ أيلول في قمة أميركية - روسية في روسيا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس(الإثنين) في حديث إلى إذاعة «أوروبا 1» بشأن هذه المسألة «نحن لا نملك تأكيدات. هناك مؤشرات قدمها البريطانيون وكذلك الأميركيون. أما نحن، فإننا في صدد التحقق من ذلك».

وأضاف الوزير الفرنسي أن لا «ادلة حتى الآن وطلبنا من الأمين العام للأمم المتحدة أن يأمر بإجراء تحقيق في كل أرجاء سورية لنرى ما هي عليه الحال. إلا أن الأمر الذي يحمل دلالات هو أن سورية رفضت السماح لمحققين بالدخول إلى أراضيها».

وجددت موسكو من جهتها تحذيرها من تكرار السيناريو العراقي، أي استخدام الأسلحة الكيميائية كذريعة للقيام بتدخل عسكري في سورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تدعم بلاده النظام السوري، إن طلب الأمين العام للأمم المتحدة إجراء تحقيق في سورية «يذكرنا (...) بممارسة مماثلة لتلك التي حصلت في العراق عندما بدأت عمليات البحث عن أسلحة دمار شامل».

إلى ذلك، قال مسئول أردني أمس أن أكثر من 45 ألف لاجئ سوري عادوا طواعية إلى بلادهم منذ يوليو الماضي 2012.