العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

أحمد النهام... ما ذنب نور عينك؟

وقعٌ عظيم جدّاً على والده وهو يعيش الحدث الحي حينما تهاوى فلذة كبده وأمله الوحيد في هذه الدنيا الفانية أمام ناظريه، ﻻ لذنب يذكر وﻻ جرم سوى مشاركته والده في بيع السمك ومصدر رزقهم، كان يسرح ويمرح حول ثلاجات السمك ويناول أباه الأكياس لوضع السمك بداخلها حين شراء الزبون ذلك، كان كعادته اليومية يقوم بصحبة أبيه ولم يتوقع أبدا في يوم من الأيام هذا الحدث المقزز المهول وﻻسيما أن الرجل معروف بجلوسه الدائم في هذا المكان مع ابنه لطلب الرزق وينأى بنفسه وبابنه عن أي مواجهات، وعلى رغم ذلك فإن الحماية والاحتياط لم تجد نفعاً إذ جاءت شظايا الشوزن وفقأت عينه اليسرى بلا استئذان واستقرت داخلها وأريق ماء نورها.
والحدث الأكبر والأكثر تأثيراً على النفوس والأفئدة هو عملية استئصال عينه اليسرى مع طبيبه التي شوهدت على شاشات التليفزيون ومواقع التواصل اﻻجتماعي، ما ذنب هذا الطفل البريء حقا أن يخدش ويفقد نور عينه وهو ذو 4 الأعوام! نسأل الله أن يساعد أمه وأباه.

 

مصطفى الخوخي


العسيري... من مثلك؟!

أحمد العسيري رحمة الله عليه، عرفته وأنا في سن صغيرة نسبيا بين المراهقة والشباب. كنت صديق مدرسة لأكبر أولاده عادل. وبطبيعة الحال عرفه كثيرون غيرى قبلي بسنوات، ولا أحسب أيا منهم يخالفني الرأي فيه.

في وجهه وروحه نقاء البحيرات المسكونة بالشفافية. وقلبه كبير ويانع الخضرة كالغابات المترامية الأطراف. عاش يتيم الابوين وطفولة معذبة في الازمنة الصعبة. حينما كان صغيرا عمل في مختلف الأعمال ليوفر لقمة العيش، في زمن كان الناس فيه يجمعون نوي (طعام) البلح من شدة الأزمة والقحط.

وجاهد كثيرا في الدنيا منذ أن كان طفلا صغيرا، ثم شابا، وهزمها بتعليم نفسه في مدارس الكتّاب بما لديه من رزق زهيد في ذلك الزمن الصعب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فأتقن عدة لغات، وتعلم الكثير من المهارات بإصرار وحب متناه للعلم والاجتهاد، مصراً على الخروج من حياة العوز الى رحاب الاعتماد على النفس، في زمن كان المتاح فيه من الموارد قليلا، والمعوقات كثيرة ومتنوعة ومن رحم المعاناة والظلم استطاع أن يفتح أبوابا للنجاح في مختلف مراحل حياته.

لا يعرف أحد ممن عرفوه وعاشروه أو يتذكر أنه قد اخطأ على أحد في حياته متعمداً، واذا بحثت إن كان قد رفع صوته على أحد، فلن تجد. نقي السريرة... صافي القلب... طاهر النفس بأقصى درجات المبالغة.

راكم عبر مراحل حياته مزايا تقدم بها كثيرا على وقته وزمانه. في شبابه انفتح على القراءة والسفر. من خلاله قرأ أولاده في سن مبكرة مجلات آخر ساعة والمصور والحوادث وروزاليوسف، ومجلات الاطفال سوبرمان وميكي وسمير والسندباد. وكان هو دون جميع أفراد الأسرة يصطحب أبناء العائلة الكبيرة كلها وليس أبنائه فقط في رحلات الترفيه الى النخيل والبر. وعشق أم الدنيا مصر. ولأسباب لا نعرفها أحب حرف العين. فهو أبوعادل وعفاف وعدنان وعدلي وعلي ومحمد الذي كان اسمه عيسى، بجانب حسام ومها اللذين ولدا في مصر.

عمل في شركة نفط البحرين، ومستشفى الإرسالية الاميركية، وتعرف في «بابكو» على أحد اصدقاء عمره يوسف بن علي العبيدلي، الذي صار لاحقا خال أولاده. وعمل لدى بنك البحرين الوطني منذ بداية تأسيسه، وكان اول مدير تجاري فيه. وتشهد قامات من رجال الأعمال في ذلك الوقت على معدن هذا الإنسان المتعاون والمتسامح.

وعمل بين البحرين والسعودية في تجارة وصرف العملات شريكا لعدد من خيرة أصحابه، وظل بقية حياته المهنية يدير أعمال أحد التجار المعروفين (بيت أكبر علي رضي)، إلى أن أجبره السن وصحته على التقاعد.

علم أولاده وزرع فيهم الكثير من خصاله... كالحب والنقاء والعلو في الخلق، وأحب أهله والناس بلا ثمن. يعرفه الكثير من علية القوم، وهو يعرف كل الناس البسطاء في حيه والمسجد ويحبهم. كره تفاهات الدنيا، وترفع عن ترهاتها. وعفا وطهر نفسه من إساءات أشخاص سببوا له آلاما كثيرة رغم ضعفه وقوتهم، وحاجته ورغدهم. وحين يتحدث نادراً عن قسوة بعض أصحابه عليه، يظل راضيا وقنوعا بما آلت إليه الحال. صافي السريرة، قلبه أبيض دائما، راضي النفس، لم يسمح لوسخ الدنيا بأن يلوث نقاء واحات حياته. ولا أتذكر طيلة سنوات قربي منه أن الحقد أو الكراهية سكنتا لحظة جنبات نفسه، أو كان لهما أثر في أخلاقياته. قنوع بلا حدود، وصافي الذهن والقلب كالبحيرات المتجمدة المكتظة بالبياض.

أحيانا، يتساءل المرء، أية آلية تمكن الإنسان من توريث ما يؤمن به وما يمارسه للناس الذين حوله، كأولاده وبناته وأفراد أسرته. وأتصور أن آلية هذا الرجل المتميز كانت الطيبة والبساطة المتناهيتين، وهما اللتان مكنتاه من دخول تلابيب قلوب من عاشروه، دون حاجة لطرق أبواب قلوبهم للاستئذان.

ويا للروعة... أن يتشكل الانسان من عجينة بها كل الخصال الإنسانية الحميدة. كحب الإنسان كإنسان، وحب الخير للخير المجرد، بدون أنانية، أو مصالح ضيقة، ولا ضغينة لعرق أو طائفة، أو تمسح لأحد لجاه أو مال. ويا لروعة مخرجات هذه الممارسات الإنسانية.

عائلة متماسكة، كل فرد منها ورث في دمائه جزءا من هذا العجين. بحر عائلته يموج بتنوع جميل، بفضل قدرته الإنسانية على زرع كل ما هو جميل فيه، أو أكبر قدر منه بكل واحد فيهم.

وكقوس قزح... تشكل عائلته كل ألوان الطيف المبهرة، وحينما تمزجها كفريق ترى الضوء الناصع البياض ينير الكون حول الجميع.

في حياتنا الطلابية، وحماسنا الوطني عندما كنا شبابا، احتوى توقنا لخلق وطننا الجميل. وتحمل في صبر وصمت أعمال العسف والاعتقال التي تعرضنا لها في ذلك الوقت بالسبعينيات.

ولأن موج فيض الحب ليس له ضفاف، لم يبخل في حياته على محتاج من زكاة ماله المحدود. ومسجد أبوكوارة خير شاهد له على أعماله. ظل مصليا فيه أغلب الفروض، متمسكا بصلواته فيه حينما كان يذهب إليه ماشيا من بيته... ثم بالعكاز... وبعدها على كرسيه المتحرك. ولم يوقفه عن أداء صلواته فيه إلا المرض حينما ألزمه مجبرا الفراش. وظلت بعد ذلك صلواته وفيض نفسه يرفرف وينشر عبق روحه على من حوله في البيت. كان قارئا دائما للقرآن الكريم. وعندما كان أحد الابناء يقرأ له من كتاب (رجال حول الرسول) عن تضحيات الصحابة ومواقفهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة، كانت الدموع تسيل على وجنتيه ومعالم التأثر الشديد تطغي على محياه.

رحمة الله عليك يا العسيري... في ألبوم صور قديم جدا سجل فيه تواريخ ولادة أولاده الذين ولد أغلبهم في بيت صديق عمره، وخال أولاده يوسف بن علي العبيدلي، كتب بخط يده المنمق الجميل: «أولادي الأعزاء... أطفال اليوم... شباب الغد... ورجال المستقبل. لعلكم تجدون عزاء وتسلية في هذه المجموعة من الصور، عندما اصبح في عالم النسيان، كذكرى لطفولتكم» والدكم احمد العسيري.

من يستطيع أن ينسى رجلا كالعسيري، لقد كان إنسانا من خيرة النخب. وطيف روحه سيظل يزرع ويجدد التوق فينا للخير والحب بلا حدود. حب الناس... وحب هذا البلد الجميل.

جاسم محمد سيادي


طالبات ثانوية يشكون من غموض أسئلة الامتحانات الاختيارية

أنا طالبة في إحدى المدارس الثانوية للبنات، أحب أن أشير الى مدى الإهمال الذي يجده الطالب من قبل وزارة التربية والتعليم، وخاصة فيما وقع خلال الفترة الاخيرة، اذ تتعمد الوزارة طرح اسئلة في الامتحانات وتصوغها بشكل مبهم، كما تتعمد إدراج اجابتين صحيحتين في السؤال كما تتكرر الأخطاء في كتابة اسئلة الامتحانات...على سبيل المثال يتم ادراج اجابتين صحيحتين في الاسئله الاختيارية كما يتم احتساب اجابه واحدة فقط صحيحة من كلتا الاجابتين، وعلى إثر ذلك تخسر فئة من الطالبات الدرجة على رغم صحة الاجابة، كما يتم احتساب الاجابة الصحيحة على حسب نموذج الامتحان، وكأن النموذج هو القرآن المنزل الذي لا يعتريه الخطأ والتبديل . أستغفر الله .

فأنا أنقل إليكم الآن تجربتي:

لدينا مادة علمية وهي الجيولوجيا، في الأسبوع الماضي قدمنا امتحان المنتصف الذي كان غير مفهوم وبأسلوب غير مباشر، كانت أسئلة الامتحان مكونة من 5 صفحات ويجب إنجازه خلال ساعة واحدة فقط، كان هناك سؤال في الاختياري وهو عبارة عن نوع نسيج التلك (التلك عبارة عن صابونة الخياطة) وكانت تحتوي الاختيارات على اجابتين صحيحتين وهما (نسيج صابوني ونسيج شحمي) وكان يوجد في النموذج أن النسيج الشحمي هو الاجابة الصحيحة.

ولكن معلمات المادة اعترضن على هذه النقطة، اذ لا يمكن احتساب اجابة واحدة في حين أن كلتا الإجابتين صحيحتان.

في البداية تم عمل الاتصالات مع المعلمة التي وضعت الامتحان، وأشارت إلى أنه على المعلمات الرجوع لاستشارة الموجه، وقامت المعلمات بسؤاله، فطلب منهن سؤال الاخصائية في علم الجيولوجيا، اذ قالت الاخصائية إن الاجابة صحيحة في كلتا الحالتين ويجب احتساب الاجابتين. في حين ان الموجه لا يعلم ما يحتويه الكتاب الا انه أبلغ المعلمات في يوم الأحد بأن يحتسبوا النسيج الشحمي إجابة صحيحة، والنسيج الصابوني اجابة خاطئة، ويعود السبب الى ان بعض المعلمين في المدارس الاخرى اكملوا التصحيح ولم يحتسبوا الا اجابو واحدة وهي النسيج الشحمي.

هذا نموذج يؤكد الظلم الكبير الذي طال بقية الطالبات اذ لا يجوز ولا يحق لهم انه يحتسبوا اجابة صحيحة واحدة فقط .

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


أسد جريح يستنجد بفأر!

هل سمعتم أن ملك الغابة الأسد الذي تهابه جميع الحيوانات استنجد يوماً بفأر لمساعدته على أعدائه، أو ذبابة استغاثت يوماً بأسد عليل مثخن بالجراح لينشلها من مستنقع أوقعت نفسها فيه، أم هي مصداقاً للآية الكريمة «ضعف الطالب والمطلوب «من دستوره المخلد، أم هذا هو نهاية الكبار حينما يشيخون أو يخرفون، حيث ينهارون ويتساقطون أمام المستضعفين بفعل الضربات التي تلقتها من أعدائها المتكاثرين عليها بسبب تقلبات سياستها ومعاداتها للمسلمين أو إمساكها بالعصا الغليظة عليهم ومدها الجزرة للصهاينة، فمستنقع شبه القارة الكورية ومياه كورية الشمالية الآسنة قد قض مضجعها ونووي طهران قصم ظهرها وتسونامي المالي قد سلبها أمولاً ومراكز قوى وإلا ما مغزى تصريح وزير خارجية أكبر دولة في العالم جون كيري عن تخليها لملف الشرق الأوسط وتركه لتركيا لحمله لما لها علاقة ونفوذ قوي بين الدول العبرية والفلسطينية والعرب، فمتى أصبحت تركيا هي المنقذ حتى تستغيث بها أميركا لحل معضلة الشرق الأوسط المشكلة الفلسطينية مع الدولة العبرية، مستبعدة بذلك قوة الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية واللجنة السداسية ومجموعة بريكس، متى أصبحت تركيا والصهاينة على وئام حتى تجتمع على طاولة اللعب على الذقون والورق وبينها وبين الدولة العبرية ثأر قديم لدماء ضحايا وشهداء سفينة مرمرة، ومتى صار العدو اللدود بالأمس واليوم صديقاً حميماً... أسئلة حائرة وأجوبة عائمة

مهدي خليل

العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً