أنهى نادي المحرق آمال منافسه نادي النصر البحريني بتحقيق لقب البطولة الخليجية (32) للكرة الطائرة، وذلك بعدما خطف منه نقطة لتصبح كل المؤشرات لصالح الهلال السعودي الذي على رغم خسارته بالأمس من العربي بحاجة للفوز بثلاثية نظيفة لكي يحقق لقبه الرابع في البطولة.

وقدم المحرق مستوى فنيا يعد الأفضل له بالبطولة. وهذا الامر أتعب النصراوية كثيراً وخصوصاً أنهم كانوا يلعبون تحت ضغط عال جداً لأن خسارة أي شوط تعني فقدانهم لفرصة التتويج باللقب.

نتيجة الأمس تعني أن هناك إمكانية لرؤية المنصة من دون نادٍ بحريني لأول مرة منذ العام 2009. إذ بات النصر مطالباً بالفوز أو الخسارة بنتيجة (3/2) من كاظمة الكويتي لكي يصعد للمنصة كثالث الترتيب.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء الذي أداره طاقم مكون من القطري فهد العوضي والعماني أحمد العجمي بواقع: (22/25، 25/23، 22/25، 25/23، 15/10).

شوط أول محرقاوي

بدأ الفريقان بأداء متكافئ مطلع الشوط الأول بسبب تبادل تحقيق النقاط. فالمحرق كان يعول على جاسم النبهان من مركزي (4 و2) فيما كان اعتماد النصر على ثنائي مركز (4) صبيح إبراهيم وجاكسون ريفيرا (3/3).

غير أن النصر نجح في أخذ الأسبقية سريعاً بفضل فعالية جاكسون أولاً بالصد أمام محمود العافية وثانياً بالهجوم من مركز (4) دون نسيان الأداء السريع الذي ظهر عليه حسين خليفة وقبله حسن ضاحي (8/6).

لكن المحرق سرعان ما استعاد عافيته ليعدل النتيجة ومن ثم يخلق الأفضلية. إذ برز في صفوفه جاسم النبهان الذي حقق نقاطا متتالية من الهجوم والصد وهذا أربك نوعاً ما النصراوية الذين ارتكبوا أخطاء مباشرة (11/9).

حافظ المحرق على أدائه فيما معاناة النصر الهجومية استمرت. إذ برع الثنائي محمود العافية وأحمد مشرف في تحقيق النقاط من الصد أمام جاكسون تارة وصبيح إبراهيم في أخرى دون نسيان الأخطاء المباشرة التي ارتكبها لاعبو النصر (16/13 ثم 18/14).

واصل «الذيب» استغلال حالة الضغط التي يعاني منها النصر ليحافظ على أفضليته مع ارتفاع أداء كيسولا في الشق الهجومي. وعلى رغم محاولات النصر بتقليص الفارق إلا أن حسن عقيل حسم الشوط بكرة هجومية من مركز (4).

عودة نصراوية

بدأ الفريقان بأداء متكافئ نسبياً والسبب يعود لتبادل تحقيق النقاط من الفعالية الهجومية. لكن سرعان ما أخذ المحرق الأسبقية مستفيداً أولاً من أخطاء منافسه الهجومية وبالذات من يونس عبدالكريم وكذلك فعالية جاسم النبهان وكيسولا في الشق الهجومي من الأطراف (6/3 ثم 8/4).

واصل المحرق بسط سيطرته على مجريات الشوط مع استمرار معاناة النصر في كافة المهارات. إذ امتاز أداء فريق المدرب نزار الشكيلي بقوة الإرسال واليقظة الدفاعية ومن ثم الفعالية الهجومية. إذ كان أداء جاسم النبهان مثالياً جداً ومعه أحمد مشرف من وسط الشبكة (16/10).

غير أن النصر بدأ يستفيق تدريجياً وذلك بفضل تحسن حوائط صده ودفاعه الخلفي ومع الأداء السريع الذي عول عليه المعد محمود حسن نجح لاعبو المدرب رضا علي في تقليص الفارق حتى عدلوا النتيجة بعد أخطاء مباشرة بالاستقبال والهجوم ارتكبها كيسولا ويوسف عبدالغفار.

حافظ النصر على أدائه التصاعدي وتمكن من أخذ الأسبقية مع ارتفاع في أداء جاكسون ريفيرا حتى حسم ضاحي الشوط بكرة هجومية سريعة (25/22).

المحرق يستعيد تفوقه

في الشوط الثالث، كان الأداء المتكافئ عنوان النقاط الأولى. إذ حاول النصر أن يعتمد على التسريع عبر ضاحي وحسين خليفة مع استغلال الأطراف من أجل خلخلة حوائط صد المحرق. فيما واصلت كتيبة «الذيب» اعتمادها على المجازفة بالإرسال وتنظيم حوائط الصد أمام مفاتيح القوة وخصوصاً محمود العافية وكيسولا، فيما تركز الاداء الهجومي على الإيطالي وجاسم النبهان الذي قدم مباراة مثالية من الناحية الهجومية (11/11).

الأداء المتكافئ استمر بين الفريقين. فالنصر ركز إعداده على حسن ضاحي من وسط الشبكة فيما كان المحرق يعتمد على كيسولا وجاسم النبهان. طبعاً دون نسيان مثالية الصد لديه وخصوصاً عندما يدافع منافسه جيداً (13/13 ثم 15/15).

لكن المحرق نجح مرة أخرى من أخذ الأسبقية مستفيداً من إرسال العافية المؤثر وتراجع أداء النصراوية. وعل رغم يونس عبدالكريم اجتهد من أجل إعادة فريقه إلا أن المحرق كان قوياً في النقاط الأخيرة حتى حسم الشوط بنتيجة (25/23) عن طريق كرة هجومية رائعة لجاسم النبهان.

النصر يعدل النتيجة

في الشوط الرابع، كان المحرق وفياً لأدائه القوي. توجيه إرسال وتنظيم في حوائط الصد مع تنويع في مصادر تحقيق النقاط هذه المرة، فتارة تراه يفعل مركز (3) في أخرى مركزي (1 و 4). أما النصر فعانى من الأخطاء المرتبكة في الاستقبال والهجوم والتغطية الدفاعية (8/4).

مرة أخرى نجح النصر بالعودة من بعيد بعدما قلل أخطاءه وأجرى مدربه تغييراً بإخراج صبيح إبراهيم وإشراك أمين محمد. إذ كان للاستماتة الدفاعية دور كبير في هذا التحسن فيما عانى المحرق من هبوط في المستوى الفني.

مع تألق الجانب الدفاعي حافظ النصر على سياسته وهي التركيز على التسريع وتشغيل يونس عبدالكريم حتى أنهى الشوط لصالحه بصعوبة بنتيجة (25/23).

النصر يفوز بالفاصل

في الشوط الفاصل، بدا النصر بقوة بغية تحقيق الفوز. فامتاز أداؤه بتنظيم حوائط الصد ومن ثم الفعالية الهجومية عبر حسين خليفة ويونس عبدالكريم. ومع ارتكاب النبهان للأخطاء المباشرة نجح النصر في رفع الفارق أكثر وأكثر.

حاول المحرق تحسين أدائه لكن تميز ضاحي بالهجوم السريع ومن ثم حسين خليفة مكن النصر من الحفاظ على أفضليته حتى انهى خطأ بالإرسال لجاسم النبهان الشوط لصالح «النصراوية» بنتيجة (15/10).