العدد 2467 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ

80 ألف متر مكعب من المخلفات تُرمى بخليج توبلي يوميا

كشف نائب رئيس مجلس بلدي المحافظة الوسطى عباس محفوظ أن محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي تضخ يوميا 80 ألف متر مكعب من مياه المجاري مباشرة في خليج توبلي من دون معالجتها في الغالب، وذلك بسبب التدفقات الإضافية المتجاوزة للقدرة الافتراضية للمحطة.

وذكر أن «المحطة تستقبل حاليا 280 ألف متر مكعب يوميا في الوقت الذي لا تتسع فيه الا إلى 200 ألف متر مكعب فقط، ولذلك تضطر إلى تحويل كميات كبيرة من المياه إلى الخليج مباشرة».

واستمرت محطة توبلي للصرف الصحي حتى يوم أمس (الأحد) في ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي الممزوجة بالمياه غير المعالجة مباشرة في الخليج.


مخاوف بيئية من تعطل محطة توبلي للصرف الصحي... بسبب التدفقات الإضافية

رمي 80 ألف متر مكعب من «المجاري» في خليج توبلي يوميا

توبلي - صادق الحلواجي

أكد نائب رئيس مجلس بلدي المحافظة الوسطى عباس محفوظ أن محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي تضخ يوميا 80 ألف متر مكعب من مياه المجاري مباشرة في خليج توبلي من دون معالجتها في الغالب، وذلك بسبب التدفقات الإضافية المتجاوزة للقدرة الافتراضية للمحطة.

وذكر أن «المحطة تستقبل حاليا 280 ألف متر مكعب يوميا في الوقت الذي تتسع فيه إلى 200 ألف متر مكعب فقط، ولذلك تضطر إلى تحويل كميات كبيرة من المياه إلى الخليج مباشرة، باستثناء بعضها التي تعالج بالطرق السطحية والثانوية الجزئية التي تتسبب في أضرار كبيرة أيضا على الخليج».

جاء ذلك في الوقت الذي أبدت فيه فعاليات بيئية مخاوفها من تعطل محطة توبلي لمعالجة مياه المجاري، الأمر الذي سيتسبب في حدوث كارثة بيئية ليس على مستوى خليج توبلي فقط، بل حتى على سواحل البحرين المحيطة به بسبب التدفقات الإضافية على المحطة التي لا تنقى وفقا للمعاير والاشتراطات البيئية والصحية العالمية.

واستمرت محطة توبلي للصرف الصحي حتى يوم أمس (الأحد) في ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي الممزوجة بالمياه غير المعالجة مباشرة في الخليج. كما بدأت أيضا بقع سوداء ملوثة بالظهور في عرض الخليج، والناتجة عن طفح الترسبات والأوساخ الصادر من مياه المجاري، في حين استمر نفوق بعض الأسماك على بعض السواحل للأسباب نفسها.

وعلى ذلك طالب محفوظ وزارة شئون البلديات والزراعة ووزارة الأشغال بالكشف عن التفاصيل الحقيقية للمياه غير المعالجة المضخة في الخليج، معتبرا تفاقم روائح المجاري المتصاعدة من الخليج مؤخرا وازدياد حجم الترسبات ومخلفات المجاري أبرز دليلا على ذلك. وملوحا إلى أنه إذا كان الحل في حماية البيئة البحرية للخليج يأتي عن طريق الشكوى لدى المنظمات الدولية التي وافقت على البحرين بالانضمام إليها وتعهدت لديها بالاتفاقيات، فإنه سيتم اللجوء إليها لتكون آلية ضغط على وزارات الحكومة لتدارك الوضع المزري للخليج.


المهندي: الحياة في «الخليج» صفر

وعن جمعية أصدقاء البيئة، قالت رئيسة الجمعية خولة المهندي إن نسبة الحياة الفطرية والكائنات الحية الموجودة في خليج توبلي أصبحت صفرا في أكثر من 70 في المئة من مناطقه.

وأوضحت أن مشكلة المياه المعالجة أكبر سبب وراء حدوث ذلك، فالمواد العضوية العالية في المياه المعالجة ثانويا وجزئيا تتسبب في تغير توزيع نسب المواد اللازمة لنمو وتكاثر الكائنات الفطرية والأسماك، وبمعنى آخر أن أي مسطح مائي فيه توزيع طبيعي معين من الكائنات الحية تضخ له مياه تتضمن مواد عضوية مختلفة سواء كانت بالزيادة أو النقصان تغير من المكونات الغذائية في المياه، وتكون بالتالي نسبة الأكسجين فيه منعدمة كإحدى النتائج، ما يؤدي إلى تغير التوزيع الطبيعي للأنواع الحية وبالتالي نفوقها وانعدامها.

واستشهدت رئيسة الجمعية على ذلك بوجود دراسات بيئية من باحثين من جامعة الخليج العربي وجامعة البحرين أظهرت نتائج «مروعة»، فهناك مناطق في الخليج نسبة الحياة فيها صفر وذلك لعدم تفاوت وتناسق درجة ملوحة المياه وغيرها من المواد العضوية.

وقالت المهندي: «إنه على رغم أن مشكلة خليج توبلي ليست بحديثة وتم التحرك نحو العمل على حمايته عدة مرات سابقة من قبل الجهات البيئية والأطراف ذات العلاقة، فإن مشكلة نفوق الأسماك كانت علامة ملفتة لوجود خطر حقيقي يواجه خليج توبلي، إذ كان ذلك الأمر بمثابة نداء استغاثة من الخليج للمسئولين والبيئيين وكل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة».

وأشارت إلى أن «خليج توبلي يعتبر محمية لا تُحمى، وأن على المسئولين في هذه الحالة ضرورة تعريف مصطلح المحمية بالمعنى العلمي الصحيح، لأن إطلاق اسم محمية على مكان ما بحاجة لحمايته حتى مما حوله وليس هو في حد ذاته فقط، وهو ما لا يُلتفت إليه في خليج توبلي نظرا الى وجود المصانع بمختلف اختصاصاتها، ناهيك عن أنابيب الصرف الصحي التي تصب ليلا ونهارا في الخليج، في الوقت الذي لا تكفي المنافذ المغذية للخليج لتجدد المياه».

وفي تعليق لها على الاهتمام الحكومي والرسمي الفعلي لحماية الخليج، شددت المهندي على ضرورة وجود تحرك فعلي وحقيقي لحماية الخليج، قائلة إن «أول الأمور التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار من جانب الحماية الحكومية ضرورة وجود آليات محددة، وذلك وفقا لقرارات مدروسة علميا. كما لابد من تعين جهة مسئولة رسميا مع وجود شراكة مباشرة للهيئة العامة لحماية الثروة البحرية ومؤسسات المجتمع المدني وكل الأطراف ذات الشأن، إذ تكون الجهة الرسمية مسئولة ومحاسبة حيال الأمور المتعلقة بحماية الخليج وكل ما يتعلق به».

كما رفضت جمعية أصدقاء البيئية أية حلول ترقيعية لخليج توبلي، وأكدت أنه لابد من دراسات علمية تبنى على أساسها أية إجراءات أو قرارات متبعة لحماية الخليج، وهو ما لا يتوافر في ملف الخليج منذ تفاقم مشكلته على رغم أهمية ذلك.

واستبعدت الجمعية ما تتناوله المجالس البلدية بشأن استثمار خليج توبلي، وقالت إن «المحمية يجب أن تكون على طبيعتها وبعيدة عن أية استثمارات أو أمور أخرى، لما في ذلك من ضرر مباشر على الحياة الفطرية والبيئية في الخليج. وإنما يجب أن تتحرك كل الجهود نحو كيفية إنقاذ خليج توبلي باعتبارها قضية اهم من الاستثمار فيه وهو في الوضعية الحالية، وأنه لابد من وجود حل حقيقي لذلك».

«التكتل»: مياه الخليج لا تتجدد

وطالب التكتل البيئي بضرورة توسعة المنافذ المغذية لخليج توبلي بما يتلاءم مع المساحة الكلية له، مشيرا إلى أن الخليج ينذر بمشكلة صحية خطيرة ستتعرض لها المناطق المحيطة له مع تفاقم التلوث فيه.

وأوضح عضو التكتل غازي المرباطي أنه «على رغم ان المساحة الكلية لخليج توبلي تتراوح ما بين الـ 13 و14 كيلومترا مكعبا، فإن المنفذين الوحيدين اللذين يغذيان الخليج بأكمله لا تتجاوز مساحتهما سوى الـ 225 مترا مكعبا، وهي غير كافية نهائيا باعتبار أن الخليج نظرا للوضعية البيئية السيئة التي يمر بها بحاجة إلى منفذ تبلغ سعته نحو 500 متر مكعب، أي ما يعادل ضعف المنفذين الحاليين».

وفقا للمرباطي، فقد كان المنفذ الجنوبي المغذي للخليج قبل أكثر من عقدين من الزمن يبلغ نحو 110 أمتار، في حين يبلغ حاليا نحو 25 مترا فقط أو أقل حتى، وذلك إثر أعمال الدفان والردم العشوائي التي تمارسه الشركات التجارية المحيطة بالمنفذ والجهات المعنية بأعمال الردم من دون أية دراسة علمية لذلك. فيما لا يتجاوز المنفذ الشمالي للخليج الواقع عند جسر سترة سوى 200 متر فقط، وهو مغلق حاليا لأعمال إنشاء الجسر الجديد». وأفاد أن ضخ كميات تفوق الـ 80 ألف متر مكعب من المياه المعالجة ثانويا جزئيا من قبل محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي أمر خطير ولا يعتبر عذرا مقبولا من الوزارة في آلية التخلص من هذه الكمية التي تفوق القدرة الاستيعابية للمحطة والبالغة 200 ألف متر مكعب.

«لجنة المعامير البيئية»: الخليج سيُدفن

ومن جانبه، قال رئيس اللجنة الأهالي لمكافحة التلوث في المعامير جاسم حسين «إن ما يحدث في الخليج الآن لا يبشر بالخير، إذ إن غالبية النشطاء البيئيين لا يرون أي أمل في الأفق عن احتمال إنقاذ هذا الخليج، وخصوصا أن المخطط النهائي لخليج توبلي الذي تم الإعلان عنه نهاية العام 2007 لم يتم العمل به، في الوقت الذي مازالت عمليات الدفان مستمرة في الخليج».

وتوقع حسين أنه «بعد 4 أو 5 أعوام لن يكون هناك خليج يسمى خليج توبلي»، مشيرا إلى أن أنابيب غسيل الرمل التي تمتد على طول الخليج، إلى جانب وجود محطة مياه الصرف الصحي التي أدت إلى ارتفاع نسبة الوحل والطمي سيؤدي إلى تصحر بعض الأماكن في الخليج، مبينا أنه نتيجة التصحر فإن مساحة الخليج ستتقلص خلال الأعوام المقبلة». ولفت إلى أن ماء خليج توبلي أصبح يشكو وقت حال الجزر من جفاف أرضه، منوها إلى أن هذه الظاهرة هي المرة الأولى التي يمر بها الخليج.

وأكد حسين في نهاية حديثه أن ما يقارب 25 إلى 28 نوعا من الأسماك اختفت من الخليج بسبب ضخ مياه المجاري المعالجة ثانويا جزئيا. لافتا إلى أن الخليج كان مبحرا أساسيا للروبيان في البحرين في حين أنها اختفت منه حاليا نهائيا.

العدد 2467 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً