تجمع مئات المحتجين في بروكسل أمس السبت أمام البرلمان الاوروبي وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان. جاءت المظاهرة بعد ساعات من دعوة أردوغان إلى وقف اعنف مظاهرات ضد الحكومة منذ سنوات في الوقت الذي اشتبك فيه محتجون مع شرطة مكافحة الشغب في اسطنبول لليوم الثاني واندلاع احتجاجات في العاصمة أنقرة.
وتفجرت الاضطرابات بسبب خطط الحكومة التركية بناء مجمع في ميدان تقسيم الذي كان لفترة طويلة مكانا للاحتجاجات السياسية لكنها اتسعت إلى استعراض للتحدي ضد أردوغان وحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية الذي ينتمي اليه. وقالت السياسية البلجيكية المحافظة بولدوك بيريا المولودة في تركيا انها قررت تنظيم الاحتجاج للتنديد بالطريقة التي قمعت بها الشرطة التركية المحتجين. وقالت لرويترز "نأسف للطريقة التي تم التعامل بها مع الاحتجاج. الشرطة تلعب لعبة مهمة للسلطة . لا نستطيع قبول هذا لان الطريق للديمقراطية لا يمكن معه قمع الناس بهذه الطريقة." وذكر الناشط سيلين بارمان "قطعت اتصالات الانترنت تماما ولم يتمكن الناس من استخدام موقع تويتر او مواقع الاعلام الاجتماعي. وتقدم وسائل الاعلام المحلية في تركيا برامج وعروض غبية طوال الوقت ولا يمكن ان ترى اي اخبار." وشهدت تركيا خلال عشر سنوات أمضاها اردوغان في السلطة تغيرا كبيرا حيث حول اقتصادها من اقتصاد يعاني من أزمة مزمنة إلى الاقتصاد الأسرع نموا في أوروبا. وما زال أردوغان السياسي الأكثر شعبية في البلاد لكن منتقديه يشيرون إلى تسلطه وما يصفونه بتدخل حكومته في الحياة الخاصة. وأدت القيود الأكثر صرامة على مبيعات الخمور وتحذيرات من تبادل العواطف علنا في الأسابيع الأخيرة إلى احتجاجات. ويشعر كثير من الأتراك أيضا بالقلق من أن تؤدي سياسة الحكومة إلى أن يجر الغرب تركيا للصراع في سوريا.