وهج الكتابة يطاردني... فلماذا أكتب؟
في الواقع الذي أعيشه باعتباري مبتدئا في الكتابة أحتاج إلى تقويم الخبراء والاختصاصيين وذلك بحكم عدم اختصاصي في اللغة العربية، لذلك قد يجد المدققون اللغويون وحتى القراء في مقالاتي الكثير من الأخطاء في استخدام الكلمات والتعبيرات وكذلك الأخطاء الإملائية، ولكني هنا أقف لأستفسر من القراء عن سبب انبعاث رغبتهم في الكتابة، والذي أتمنى من الكتاب الهواة الذين يشاركون في هذه الصحيفة أن يشاركوني الرأي من خلال الردود والمشاركات.
أما عن نفسي وبكل اختصار فقد نبعت عندي هواية الكتابة موازاة لهواية أخرى ألا وهي التأمل، إذ إني وجدت ما في الكون، كل شيء في الكون يستحق أن يكون موضع تأمل... ونتيجة للتأمل يأتي دور الكتابة، إذ أستطيع حفظ الإبداعات والأفكار والملاحظات وحتى المشاعر من خلال تدوينها في دفتر مذكرات قد ألجأ إليه مستقبلا.
وجدت أن معظم تأملاتي تنصب على الإنسان وحاجاته الجسدية والنفسية والاجتماعية، فهذه الحاجات تتحول إلى سلوك يمارس به حياته ويتفاعل مع الآخرين لتحقيق حاجاته السالف ذكرها.
فالاستغراق في تأمل سلوك الإنسان وتفاعلاته المعقدة مع المنظومة الجسدية والنفسية والاجتماعية يمثل ساحة يجد فيها كل كاتب مادة للكتابة وقد تكون هذه المادة دينية أو نفسية أو جسدية أو اجتماعية أو اقتصادية أو كل هذه الجوانب.
بالإضافة إلى ما يحمل الإنسان من مشاعر وأحاسيس تجعل كل حدث يمر به مؤثرا فيه وعلى سلوكه وفكره فهو يعيش حالات الغربة ويشعر بها وقد يسجلها ويدونها، وقد تمر من دون تسجيل... وهنا يكمن الفرق بين الكاتب وغيره قد تجيش بصدره حرقة تتحول إلى دمعة تنهمر من العين على الخد، هذه الدمعة تحمل قيما ومعاني، هي الشعر والنثر وهي الأدب، لكن لمن تكون له أيضا القدرة على رصدها.
ومن بعض ملاحظاتي على الكتابة أن أي شيء ساكن أو متحرك حول الإنسان كما ذكرت يكون مصدرا للكتابة، مثلا مر الإنسان بأمر كرهه فكتب عنه مبينا استنكاره هذا الأمر... ومر الإنسان بنقيض ذلك... بحدث أو شخص أحبه فألف فيه قصيدة مدح وكتب في حقه كلمات إعجاب.
طبعا، هنا تكمن أمور قد يطرحها البعض ومنها أنه قد يكون الكاتب يعبر عن قيم ملتبسة أو خاطئة فيمدح المنكر ويذم المعروف بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وعندما يسأل يجيب أنكم حملتموه على معنى وهو يقصد المعنى الآخر وما إلى ذلك من الحجج، فكثير من النقاد ينتقد الكتاب لهذه الأسباب أو لأسباب أخرى.
من أهم جوانب القصور التي أعانيها شخصيا في الكتابة أنني لا أستطيع تحويل كل ما يمتلئ به قلبي من مشاعر إلى كلمات راقية تعبر بدقة عما يجتاحني من هذه المشاعر.
وفي رأيي فإن الكاتب الحقيقي هو الكاتب الذي يعتبر قلمه مرآة لشخصه وشخصيته إذ يقف وقفة صدق مع نفسه ويكتب مقالا بكل موضوعية وأخلاقية ومهنية، فالذي يستطيع الوصول إلى هذه المرحلة سيكون على الأقل مقاله مؤثرا على الناس لأنه نبع من قلبه، ونتيجة لذلك يجد طريقه بكل سهولة وعفوية إلى قلوب القراء، بل يكون مؤثرا ومغيرا لأفكارهم إلى الأحسن فيكون حافزا إيجابيا اليهم.
أود من خلال هذا المقال أن أسجل ملاحظة على واقع الكتاب الهواة أو كتابات القراء، فالذي لاحظته من بعض قراءاتي لمقالات كتاب هواة أنهم يرسلون المقال لإلى ثلاث أو أربع أو يمكن خمس صحف في الفترة نفسها وبالحرفية نفسها وبالصيغة نفسها وحتى بالاسم نفسه، فقد قرأت مقالا لإحدى الطالبات في صحيفة محلية معينة وبعد أربعة أيام بالضبط وجدت هذا المقال في صحيفة أخرى فأثار في نفسي بعض الملاحظات والنقاط لهذه الكاتبة الهاوية .
في الواقع إني لا اعلم لم هذا السلوك من كاتبة هاوية في مقتبل حياتها الصحافية والتي نتمنى لها النجاح الباهر في حياتها المهنية المستقبلية، وكيف بها ذلك وهي مازالت طالبة إذ تتعلم أصول الكتابة وضوابطها وأخلاقياتها؟
أنا لا أطعن في أنها لم تكتب المقال بنفسها ومن وحي بنات أفكارها و بأناملها» حفظ الله أناملها»، إنما أريد أن أعرف هل كان هذا التصرف لأنها تريد أن تنشر المقال لأهميته في كل صحف البحرين أو لأنها كانت تخشى ألا ينشر مقالها في صحيفة معينة فوزعته على أكثر من صحيفة، وهل يصح هذا التصرف؟ في الحقيقة أخذت أفكر بيني وبين نفسي وقلت كأن هذه الكاتبة الهاوية بهذا التصرف تريد خداع القراء على رغم أن القارئ البحريني يتابع أكثر من صحيفة في اليوم الواحد فما الذي سيعلق في ذهنه عندما يرى المقال في صحيفة ثانية؟! إني لا أرى في هذا التصرف إلا حجز مساحات هي في الأصل ضيقة بالنسبة إلى عدد الكتاب الهواة» القراء المثقفين» الذين يريدون نشر إبداعاتهم الأدبية والاجتماعية والسياسية وبث رؤاهم وأفكارهم، وأجد أن الكاتبة الهاوية بهذا التصرف تريد فرض نفسها على الصحف ليس بالفكر والإبداع، وإنما بالتكرار... وكأن كاتب المقال يكتب لمجرد الكتابة لا للإبداع، ليقال فلان من القراء كثير المشاركة ومقالاته تملأ الصحف ولذلك فهو يستحق التعيين.
إني لا انتقد القارئة ولا أمنعها من بث أفكارها، فهذا حق طبيعي لها وخصوصا إذا كانت مبدعة، بل بالعكس من ذلك أنا الذي أستفيد من هذه الأفكار التي تخلق لدي وهجا من أفكار جديدة وموضوعات إبداعية أتحف بها إخواني وأخواتي القراء، ولكني ضد فرض النفس بتكرار الموضوع في أكثر من صحيفة بشكل غير منطقي يحتاج إلى ذاكرة مؤقتة وليس إلى ذاكرة طويلة المدى لملاحظته.
علاء الملا
هذي يا ربي نفسي
هي ملك للذي أرسى الجبال
هذي يا ربي التي تسحبُ
يوم الوعد صدقاً من لدن ذي الجلال
وستسأل أي فستانِِ ارتدت؟
وستُخبر أي حانوتٍ من الممكن حتى المحال
أي ظلم جرع زيدٌ نوالا
أي كابوسٍ ظل في جنحانِ ليلٍ كالضلالة
ربي هذي نفسي تصعد البرزخ جبالا
بل هي تدنو من سماء وتلال
وتحوم الروح تدوي كدويِ النحل أشبه
وتَعدّى النحل نخراً في العضال
«ليت قومي يعلمون» قالها الكافور للزهر ربيعاً
يعصف الريحان بالورد نسيجاً بالحلال
آه رحمة الرب تسرع تستقي
الأشجار في الثمر خَلالا
تعتري الأرواح لا
الأجساد حسناً ودلالا
ليتكم تعلمون همهمات النفس اكتب
وقريباً تُلقَط المرضيةُ العشرينَ عاماً أو تقال
فاطمة حسين - طالبة حقوق
توفي عبدالله، أصيب بإعاقة... كلمات اعتدنا عليها وأصبحت عادية بالنسبة إلينا ففي كل يوم أصبحنا نسمع هذه الكلمات، والسبب وراءها الحوادث المرورية. أصبحت حوادث الدهس مشكلة تؤرق الجميع، وخصوصاً داخل المدن والاحياء، وفي الطرق الرئيسية كما أصبحت تحدث في كل وقت في أوقات الذروة، في الصباح الباكر، وعند الظهيرة، عند بدء وانتهاء الدوام الرسمي. تشير الدراسات المرورية إلى أن معدل الوفيات الحقيقي في السعودية الناتجة عن حوادث السير يقدر بنحو قتيل كل ساعة. فالخسائر البشرية الناتجة عن الحوادث في السعودية أكثر بكثير من البلدان التي تجتاحها الحروب والأزمات والزلازل. وباستعراض سريع لنسب أسباب الحوادث يتضح لنا أن السرعة مازالت تمثل العامل الرئيسي في وقوع الحوادث اذ تعزى إليها أكثر من ثلث الحوادث المرورية، بالإضافة الى قطع الإشارة الذي يسبب حوادث مهلكة. وهكذا نجد أن السرعة وقطع الإشارة معاً يمثلان نحو 40 في المئة من الحوادث المرورية. كما أن مخالفات السير مثل التجاوز غير النظامي والدوران غير النظامي يشكلان أكثر من خمس الحوادث. وتشير الدراسات الى ان أكثر من ثلث السواق المتسببين في الحوادث تقل أعمارهم عن 30 سنة، وأن مايقارب 10 في المئة منهم دون 18 سنة. وبما أننا وضعنا أيدينا على أسباب المشكلة فيجب علينا السعي لوضع الحلول لها، حتى نتفادى خسارة أفلاذ أكبادنا بين عشية وضحاها وأول هذه الحلول الصرامة في تطبيق القوانين من قبل إدارة المرور، تصميم الطرق بما يوفر أكبر قدر من الامان، عدم منح رخص القيادة لمن هم دون سن العشرين، زيادة التوعية بمخاطر السرعة، طرح مقررات دراسية توعي الشباب وتثقفهم مرورياً.
علينا أن نتخذ خطوة إيجابية في هذا الشأن ونعمل بجد من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي قد تحول مجتمعاتنا من مجتمعات فتية الى مجتمعات لا يوجد بها غير الشباب، وصغار السن، والمعوقين فالشباب أمل الغد، وذراع المستقبل، لذلك يجب علينا المحافظة على حياتهم وألا نحول السيارات الى قبور لأبنائنا.
أزهار صالح القطان
يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع) «غيرة الرجل إيمان، وغيرة المرأة كفر»، وقد شرحها المحدثون بالقول إن الرجل يغار على المرأة من باب حفظ العرض والشرف، بينما تغار المرأة على الرجل (زوجها) بأن تمنعه من حقه ومما أحل الله له وهو (الزواج من امرأة ثانية) وهو بمثابة كفر بما انزل الله وشرعه في كتابه العزيز. كما أن هناك بعض الرجال أيضا من يقول بفم ملآن «إنني لا أتقبل ولا أرتاح لفكرة الزواج من أكثر من واحدة» وهو بذلك وبجهالة يضع رأيه في مقابل رأي الشريعة وكأنه وصل إلى مرحلة يستطيع فيها أن يقبل أو يرفض حكم الله تعالى. مناسبة هذا الحديث هو أن مجتمعنا يعاني من مشكلة متفاقمة خطيرة تتمثل في (العنوسة)، إذ بلغت نسبة 20 في المئة بحسب بعض المصادر، وإذ إن المجتمع مشغول بالسياسة وأكل العيش فإنه لا أحد يلتفت إلى هذه المشكلة لوضع بعض الحلول والتي منها أن تقبل الزوجة أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها كـ (ضرّة)! وذلك قطعاً بشروط وضعها الشرع، وان يكون أهمها القدرة على الإنفاق. أتذكر أنني قرأت قبل عامين أن مجموعة من النساء الكويتيات حثثن أزواجهن على الزواج بأخرى وذلك للتقليل من حالات العنوسة في المجتمع. فالمرأة المتزوجة ترفض فكرة أن يتزوج زوجها بأخرى (عليها) ولكنها ربما تقبل برجل متزوج لو وجدت أن القطار فاتها أو يكاد!
والمرأة المتزوجة غالباً لا تشعر بالفتاة التي لم تحصل على زوج، فهي لا تدرك أن تلك الفتاة تعيش الوحدة والملل في حياة فارغة وتتوق إلى أن يكون لها بيت وأسرة وأولاد وحياة لها معنى.
مثل كثير من الحقوق فإن الزواج بأكثر من واحدة أيضاً، حق أسيئ استخدامه وأصبح اليوم فكرة ينفر منها المجتمع نظراً إلى الآثار السلبية التي أفرزتها بعض الزيجات من تشتت للأسرة وضياع للأولاد وظلم للزوجة الأولى بهجرانها أو عدم الإنفاق عليها.
ولكن أعود فأقول كما ذكر بعض الخطباء، أن المرأة قد تتجاوز وتتسامح مع زوجها لو اتخذ خليلة مرة واثنتين وربما تغض الطرف عن علاقاته العابرة لبعض الوقت، ولكنها تعتبرها إهانة وتطالب بالطلاق لو طرق الرجل الباب الشرعي وتزوج بامرأة ثانية!
لاشك في أن تشجيع الشباب العازب على الزواج ودعمه مادياً و(معنوياً) سيكون الخطوة الأولى والأهم، ولكن في ظل متطلبات الزواج الكثيرة وغلاء الأسعار والبطالة وارتفاع أسعار الإيجارات وغيرها من المشكلات الاقتصادية التي يواجهها الشاب الذي بدأ للتو حياته العملية، فإن الشاب إما أن يعزف عن الزواج كلياً أو يؤجّله إلى أن تنفرج! إذ كيف يمكن لهكذا شاب أن يفتح بيتاً وينفق على زوجة وأطفال براتب 150 أو 200 دينار، وهو إلى جانب ذلك يريد أن يعيش كبقية خلق الله ويشعر بطعم الحياة؟
هذا جانب... ومن جانب آخر، فإن الشاب العشريني لن يقبل بفتاة تجاوزت الثلاثين من العمر، ولذلك فإنه من الإنسانية الالتفات إلى الفتيات ممن تجاوزن عمراً معيناً، وهو بالمناسبة لم يعد كما كان (في مصر يعتبر سن العنوسة ما فوق 35)، ولم يحصلن على الزوج المناسب. ولا يتأتى ذلك إلا بأن تتقبل الزوجة فكرة أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها مادام قادراً على التوفيق والإنصاف والإنفاق.
ومن فضل الكلام تكرار أن الله عز وجل ما شرع أمراً إلا لمصلحة العباد وخيرهم.
جابر علي?
العدد 1563 - السبت 16 ديسمبر 2006م الموافق 25 ذي القعدة 1427هـ