في لحظة من لحظات النشوة حينما تقدم منتخبنا الوطني على الهند في آسياد الدوحة سقط نجم المنتخب المحترف في أهلي دبي محمود عبدالقادر مصابا بقطع في الرباط الصليبي سيؤدي إلى ابتعاده عن الملاعب لفترة لا تقل عن 6 أشهر.
وعلى رغم هذه الخسارة التي لا تعوض وستؤثر على عطاء المنتخب في دورة الألعاب المصاحبة لدورة كأس الخليج، كما تأثر بها المنتخب في الآسياد، فإنها أصبحت المشكلة التي تؤرق حياة هذا النجم المتألق، لأن الإصابة حرمته من عقد العمر مع أهلي دبي والذي كان سيغير حياته ويعطيها من الزخم الشيء الكثير.
ونعود إلى أصل القضية والتي بدأت بعد أن نجح اللاعب في إنهاء صفقة العمر بالتعاقد مع أهلي دبي لمدة موسم واحد يبدأ مع بداية يناير/ كانون الثاني المقبل وينتهي في شهر مايو/ أيار المقبل مقابل مبلغ 28 ألف دينار يحصل فيها اللاعب على 19 ألف دينار و9 آلاف هي حصة ناديه باربار. ولأن النادي الدبياني كان مهتما بإنهاء عقد اللاعب بشكل ناجح فقد قام بتحويل مبلغ (60 ألف درهم) حصة اللاعب من توقيع العقد، كما حول مبلغ (90 ألف درهم) حصة نادي باربار، أما بقية المبلغ فقد تم الاتفاق على أن يصرف بشكل رواتب شهرية، إلا أن نادي أهلي دبي وبعد أن سمع بالإصابة التي لحقت باللاعب وهو يلعب مع المنتخب في آسياد الدوحة، ولأن العقد لم يبدأ سريانه بعد، عاد واتصل بنادي باربار مطالبا باسترداد المبلغ وفسخ العقد كنتيجة طبيعية، لأن النادي لن يتمكن من الاستفادة من هذا اللاعب في هذا الموسم.
إلا أن هذا القرار بدأ يؤثر على نفسية اللاعب بعد أن تعطلت أحلامه التي كان يحلم بتحقيقها بعد الحصول على المبلغ والذي كان يمثل للاعب ثروة تحقق جزءا من طموحاته الكبيرة، كما أصابت نادي باربار بربكة حقيقية ستؤثر على عطاء الفريق هذا الموسم، لأن الإدارة كانت عازمة على توقيع عقد احترافي مع نجم الفريق جعفر عبدالقادر مقابل مبلغ 10 آلاف دينار وهو المبلغ الذي ستحصل عليه من عقد اللاعب محمود، إلا أن هذه الأحلام تبخرت بعد إصابة اللاعب مع المنتخب وأصبحت تمثل مشكلة حقيقية للطرفين، ما جعل إدارة نادي باربار تسارع في إرسال خطاب إلى اتحاد كرة اليد تطالبه بتعويض المبلغ بالكامل (28 ألف دينار) وعدم الاكتفاء بعلاج اللاعب وهو الأمر المفروغ منه بعد أن تم التأمين على لاعبي المنتخبات.
«الوسط الرياضي» يطالب اللجنة الأولمبية وهي الجهة الرسمية التي رعت مشاركة منتخب البحرين في آسياد الدوحة، أو يطالب مجلس إدارة اتحاد اليد بصفته المسئول الأول عن المنتخبات الوطنية بسرعة اتخاذ قرار التعويض الكامل، وعدم المماطلة لأن هذه القضية إذا لم تحل بشكل يرضي طموحات اللاعب وناديه فإنها ستفتح موضوعا غاية في الخطورة لن يقف عند لاعبي منتخب كرة اليد فحسب، بل باقي المنتخبات الوطنية، وأولهم لاعبو منتخب كرة القدم الذين يحصلون على عقود احترافية متميزة يفوق ما يحصل عليه لاعبو باقي الألعاب الرياضية بأضعاف، إذ إننا لو طلبنا مناقشة إصابة محمود عبدالقادر من الناحية القانونية فإنها تعد بمثابة إصابة عمل، كان خلالها اللاعب يؤدي واجبه الوطني كأفضل ما يكون، بالإضافة إلى أن عقده الاحترافي مع أهلي دبي مصدق رسميا من المؤسسة العامة للشباب والرياضية واتحاد اليد، وبالتالي - على الجهة المسئولة - أن تعوضه وتقدره خير تقدير?
العدد 1568 - الخميس 21 ديسمبر 2006م الموافق 30 ذي القعدة 1427هـ