العدد 1569 - الجمعة 22 ديسمبر 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1427هـ

حشود جماهيرية تبكي الجمري في مسيرة الوداع

قاسم: أبو جميل لم يمت فهو قضية

انطلقت ظهر أمس مسيرة رثائية لفقد الشيخ المجاهد عبدالأمير الجمري، وشارك في المسيرة عشرات الآلاف الذين أجهشوا بالبكاء على الراحل الكبير. وانطلقت المسيرة من دوار سار وسلكت طريقها مروراً بقرية الدراز وصولاً إلى مقبرة بني جمرة حيث يرقد الفقيد الجمري في مثواه الأخير.

وفي نهايتها ألقى رئيس المجلس الإسلامي العلمائي الشيخ عيسى قاسم كلمة رثائية قال فيها: «الجمري لم يمت فهو قضية، وهو وعي، وكل ذلك لا يقبل أن يموت».

ووسط بكاء الجماهير، قال قاسم مخاطباً الفقيد: «أخي وعزيزي أبا جميل أيها الراحل الكبير كنت رجلاً وحق الرجال، رجل المحراب والصلاة، رجل العلم والقلم، رجل المنبر والخطابة، رجل الجهاد والساحة، رجل الصمود، رجل الكبرياء والإيمان، ورجل الإصرار والقضية، ليست القضايا الدونية أو الثانوية، إنها القضية الكبرى قضية الإسلام الحبيب والتوحيد الحق».

وتابع قاسم «أحببت شعبك فأحبتك قلوب هذا الشعب، أحببت وطنك فاندغمت بحبك كل حبة تراب في الوطن، أحببت الجهاد فأحبك المجاهدون، أحببت الصلاة فأحبك المصلون، وأحببت العلم فأحبك العلماء، لم تكن لهذا الوطن بل كنت لأمة من أكبر الأمم».

وخاطب الجماهير قائلاً: «ودّعتم رجلاً أحبكم وأحببتموه، وعاش لكم فعرفتموه، عرف آلامكم وآمالكم وطموحاتكم، وصدقكم الرجل فصدقتموه، وكان دائماً معكم على الطريق فلا تفارقوه، أعطاكم يده وأعطيتموه أيديكم، هذا الرجل الذي عاش بينكم وبين ظهرانيكم أكبر ما فيه إيمانه، ودّعتم رجلاً تحتاجون إليه فكراً وإيماناً وصدقاً وحضوراً فاعلاً في الساحة»، وأضاف «ودّع الجمري الحياة مخلفاً من أبناء شعبه رجالاً، وما ودع الحياة إلا بعد أن فرض وعيه على الساحة».


خاطب الفقيد: أحببت وطنك فاندغمت بحبك كل حبة تراب في الوطن

قاسم في رثاء أبي جميل: الجمري لم يمت فهو قضية

سار، بني جمرة - علي العليوات

قال الشيخ عيسى قاسم في كلمة رثائية ألقاها في نهاية مسيرة أمس حزناً على فقد الشيخ عبدالأمير الجمري: «صاحبكم لم يمت فهو قضية، وهو وعي، وكل ذلك لا يقبل أن يموت».

ووسط بكاء الجماهير، قال قاسم باكياً الفقيد: «أخي وعزيزي أبا جميل أيها الراحل الكبير كنت رجلاً وحق الرجال، رجل المحراب والصلاة، رجل العلم والقلم، رجل المنبر والخطابة، رجل الجهاد والساحة، رجل الصمود، رجل الكبرياء والإيمان، ورجل الإصرار والقضية، ليست القضايا الدونية أو الثانوية، إنها القضية الكبرى قضية الإسلام الحبيب والتوحيد الحق».

وتابع قاسم «أحببت شعبك فأحبتك قلوب هذا الشعب، أحببت وطنك فاندغمت بحبك كل حبة تراب في الوطن، أحببت الجهاد فأحبك المجاهدون، أحببت الصلاة فأحبك المصلون، وأحببت العلم فأحبك العلماء، لم تكن لهذا الوطن بل كنت لأمة من أكبر الأمم».

وخاطب الجماهير قائلاً: «ودّعتم رجلاً أحبكم وأحببتموه، وعاش لكم فعرفتموه، عرف آلامكم وآمالكم وطموحاتكم، وصدقكم الرجل فصدقتموه، وكان دائماً معكم على الطريق فلا تفارقونه، أعطاكم يده وأعطيتموه أيديكم، هذا الرجل الذي عاش بينكم وبين ظهرانيكم أكبر ما فيه إيمانه، ودّعتم رجلاً تحتاجون إليه فكراً وإيماناً وصدقاً وحضوراً فاعلاً في الساحة»، وأضاف «ودّع الجمري الحياة مخلفاً من أبناء شعبه رجالاً، وما ودع الحياة إلا بعد أن فرض وعيه على الساحة».

وذكر قاسم أنه «فراق لابد منه، رحلة حتمية، ومغادرة لهذه الحياة، لتكون الحياة معبراً إلى الجنة، وما قيمة هذه الحياة إلا في كلمة صالحة وعمل صالح، إنما نحيا لما بعد الحياة، ونموت لتحيا بموتنا الحياة، نحيا للآخرة وخلودها وهنائها وسعادتها».

وفي موضوع آخر، قال قاسم: «صلاح الأوضاع السياسية ليس هو القضية، المجلس النيابي ليس هو القضية، تحسين الأوضاع المعيشية ليس القضية، القضية هي الإسلام الذي يحرك الحياة على الخط الصحيح، ولا تقدم إلا بالإسلام».

وبين قاسم أن «تحرك العلماء على الدخول في المجلس النيابي وتعديل الأوضاع الاقتصادية والسياسية كل ذلك من أجل أن يقترب الوضع إلى الإسلام، لنكون أقرب من القيم التي تتقدم بها الحياة، ومن أجل أن تسود المحبة والتفاؤل». إلى ذلك، اكد قاسم أن «الوطن والأمة بحاجة إلى تعزيز الكفاءات وحملة الوعي الصادقين، وهو بحاجة إلى تخريج أجيال قادرة على قيادة خطى التطوير، نحتاج إلى اجتماعيين وسياسيين واقتصاديين وإعلاميين، وإلى جميع التخصصات، ولن تكونة نهضة حقيقة إلا بتوافر جميع الاختصاصات التي يتطلبها التقدم الحقيقي». وشارك في التأبين الذي أقيم عصر أمس بعد انتهاء المسيرة بالقرب من مرقد الشيخ الجمري عدد من الشعراء الذين ألقوا قصائد رثائية في الجمري.


الآلاف يشاركون في «مسيرة وداعية» إلى مرقد الجمري

شاركت حشود جماهيرية في مسيرة رثائية لفقد الشيخ المجاهد عبدالأمير الجمري، وانطلقت المسيرة في حدود الساعة الثانية والنصف ظهراً من دوار سار وسلكت طريقها مروراً بقرية الدراز وصولاً إلى مقبرة بني جمرة حيث يرقد الفقيد الجمري في مثواه الأخير.

ولم تخل المسيرة من مشاركة الأطفال والنساء، كما اكتست المسيرة بالأعلام السوداء وصور الشيخ الجمري التي رفعها المشاركون حزناً على فقد أبي جميل، وتخلل المسيرة إلقاء لطميات رثائية على فقد الجمري.


المبارك: الجمري كان رمزاً للشجاعة والصمود ورقي الأخلاق

سار - حيدر محمد

قال رئيس محكمة الاستئناف الجعفرية الشيخ حميد المبارك إن «الفقيد الكبير كان يتميز بعدة خصال، منها: الشجاعة والصمود ورقي الأخلاق وحسن المعشر، فلذلك كان له تأثير على من يعرفه عموماً، وعلى القريبين منه خصوصاً (...) مضيفاً أن الفقيد كان يحيط بكل الزائرين له بالعناية ويشعرهم بالاهتمام، سواء كان الزائر له صغيراًَ أو كبيراً.

وأضاف المبارك أن «هناك خصلة مهمة في حياة الشيخ يجب أن نتوقف عندها، مبيناً أنه رحمه الله كان بخلاف الكثيرين ممن يتبوأون مراتب عالية في الجاه والشهرة والحظوة الاجتماعية تراهم يترفعون على عموم الناس، وينظرون للناس بفوقية وعلى أساس من الخصوصية ولكن الفقيد الكبير لم يكن من هؤلاء، بل كان في أوج مجده الاجتماعي والديني من سنوات حياته شخصاً متواضعاً ومتفاعلاً مع كل من يزوره ويتعامل معه». وأوضح المبارك في حديثه عن علاقته مع الشيخ الفقيد قائلاً: «في الحقيقة لقد سافرت إلى إيران في سن مبكرة، ولكني رأيته قبل ذلك في بعض المجالس، والمعرفة الحقيقية كانت بعد رجوعنا من إيران إذ تبادلنا بعض الزيارات، وكانت لنا صداقات قريبة مع عائلته والمحيطين به» مضيفاً «منذ صغرنا كنا نسمع كثيراً أن الشيخ الفقيد دخل القضاء بمباركة من بعض مراجع التقليد ولأهداف نبيلة، فكان ذلك يؤكد صدقية شخصيته لدى الجميع».


عادل فخرو: الجمري رمز من الرموز الوطنية

وصف رجل الأعمال عادل فخرو فقد الشيخ الجمري بأنه «خسارة لشعب البحرين جميعا وليس فقط لعائلته»، مؤكدا ان «الجمري كان رمزا من الرموز الوطنية وقضى عمره في خدمة عقيدته ووطنه وشعبه».

من جانبه، قدم رجل الأعمال جاسم الزين تعازيه إلى أسرة الشيخ الجمري «الذي نذر عمره في خدمة الوطن».


العرادي: الفقيد الكبير أسس للتسامح والوحدة الوطنية

قال الطبيب الاستشاري علي العرادي «لقد فقدنا الإنسان العظيم الذي أسس للتسامح وللوحدة الوطنية، وفقدنا عنصراً عاماً لتصفية النفوس وتقريب وجهات النظر»، موضحاً أن «تاريخ الشيخ كان حافلاً في المجال الوطني ونحن سنفتقده بشكل ملحوظ، ولكن لنا أسوة في أبنائه، وأنا أتطلع أن يحذو العلماء كافة حذو هذا الإنسان العظيم الذي كان أساساً فاعلاً في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك».


الخور: الجمري حقق ما لم يستطع أحد أن يحققه

أكد رجل الأعمال ورئيس مأتم بن زبر فيصل الخور أن «سماحة الشيخ الجمري قام بواجبه في خدمة دينه ووطنه وحقق ما لم يستطع أحد أن يحققه في حبه الناس وحب الناس له، وأدى ما عليه من واجب ورحل عزيزاً محبوباً عند الجميع».

وتحدث الخور عن علاقته العائلية مع الشيخ الجمري (خاله لأمه) قائلا: «الشيخ الجمري كان حريصاً على علاقته العائلية وزياراته، وكان يزورنا حتى في أحلك الظروف، إذ زار العائلة في الفترة التي كان محاصراً ومراقباً فيها».


التحو: الجمري كان قائداً متميزاً بعطائه الإنساني

قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين وعضو «شورى الوفاق» أحمد التحو: «إن الشيخ الجمري كان والدَ الجميع بزعامته الدينية وعطائه الإنساني، ولكن ما تميز به الشيخ بشكل بارز هو العطاء السياسي الواسع الذي بذله، وهذا ما ميزه من بقية علماء الدين».

وأضاف التحو أن «الشيخ الجمري عايش الواقع السياسي عن قرب منذ باكورة المجلس التأسيسي ومن ثم المجلس الوطني، وما ميز الشيخ أيضاً روحه الوطنية العالية المتسامية على الطائفية، ونذكر هنا زيارته الشهيرة لجمعية الإصلاح في المحرق بدعوة من رئيسها الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، وكنت حاضراً حينها، ورؤيته الوَحدوية كانت منعكسةً على خطاباته؛ لذلك كان محبوباً لدى الجميع، ولا غرو في ذلك بسبب عطائه ونضاله وتضحيته بنفسه وماله وعياله، وكان الرمز الأكبر في تلك الفترة، وهذه الخصلة نادرة في غيره من العلماء».


الحاجي: الجمري رمز المحبة والإخلاص والإصلاح

قال عضو مجلس الشورى فؤاد الحاجي إن الجمري كان رمزا للمحبة والتلاقي والصفاء والإخلاص، مضيفا ان «ما يميز الشيخ الجمري هو شخصيته التوافقية المنفتحة»، مشيرا الى انه رمز محبة وإخلاص وإصلاح واعتدال ورمز مبادر للعمل الوطني ما جعل من شخصيته نقطة تلاق وإجماع من الجميع.

وركز الحاجي على الجانب الديني في حياة الشيخ قائلا: «الفقيد كان خطيبا حسينيا بارعا عرفته المنابر مبكرا، وكان خادما للشريعة الإسلامية ونعم القاضي ونعم المدافع عن أهل البيت (ع)، وهو من الشخصيات القليلة التي ذكرت في فصل كامل في موسوعة خطباء المنبر الحسيني»، موضحا انه «عرف الفقيد قبل وبعد عضويته في الهيئة العامة للمواكب الحسينية شيخا جليلا مثابرا».


أجرى له عملية في العين أثناء اعتقاله...

الريفي: الجمري تمتع بالنور العظيم والبصيرة الكبيرة

روى استشاري جراحات العيون ورئيس الأطباء السابق في المستشفى العسكري مؤمن الريفي عن علاقته الطبية مع الشيخ الجمري قائلاً: «في الواقع تجمعني بالمغفور له بإذن الله تعالى العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري علاقة خاصة أثناء الأزمة التي مر بها في مرضه حين قمت بزيارته وهو في المحنة وأدخلته المستشفى العسكري، وأجريت له عملية استئصال المياه البيضاء حيث عاد النور إلى عينه بفضل الله على رغم وجود النور العظيم والبصيرة الكبيرة في قلبه». مضيفاً «أنه كان رجلاً مجاهداً عظيماً، وكان وسيبقى لنا القدوة في الجهاد والصبر والإصرار» سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته?

العدد 1569 - الجمعة 22 ديسمبر 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً