وأردف توفيق «ليس من المبالغة إذا قلنا ان بعض الآباء لا يعرف في أي سنة دراسية هم أبناؤه، ولا يعرف أبلغ أبناؤه وبناته أم لا، كل هذا لا يعرفه، بل يوجد منهم من يعدد الزوجات ويأتي بالأولاد والبنات ويضيعهم في النفقة والرعاية والتربية، بل لعله لا يحفظ حتى أسماءهم»، مشيرا إلى أن «الرعاية تقتضي أن يقوم كل فرد من الأسرة بدوره، والعجيب أن نجد الرجل يسعى ويشغل فكره في كيفية استثمار أمواله، ويضع الخطط والاستراتيجيات ودراسة الجدوى، وخطة سنوية أو خمسية، كل هذا لينمي أمواله، ولم يضع خطة واحدة أو يشغل فكره في تربية أبنائه».
قال خطيب الجمعة في مسجد الإمام علي ببني جمرة الشيخ محمد علي المحفوظ إن «رحيل الشيخ ترك أثرا بالغا على الشارع الاجتماعي والسياسي، لما لسماحة الشيخ من موقعيه متميزة على الساحة الإسلامية و السياسية»، مشيرا إلى أن «سماحة الشيخ يمثل رجل الدين الذي يسعى لتربية الناس وحثهم على الالتزام بقيم الدين والأخلاق، كما أنه اهتم أيضاً بالشأن العام وعمل من أجل الناس فالتفوا من حوله وخصوصاً عندما حمل آمالهم وآلامهم فيما يرتبط بتنظيم الحياة السياسية التي كانت تعاني أزمات شتى ضمن قوانين أمنية جائرة ألغت حظور الناس».
كما تحدث المحفوظ عن مقاطعة كتلة الوفاق النيابية للجلسة الإجرائية لمجلس النواب، مشيرا إلى أن «الحركة الاحتجاجية لأسباب تحدثت عنها بشأن تدخل جهات في توزيع مناصب المجلس النيابي وتوزير بعض من ذكر اسمه في تقرير مثير للرأي العام واحتجاجاً على التوزيع الطائفي للدوائر الانتخابية وهي قضايا ليست جديدة للمتابعين في الساحة وحتى للناس».
وأكد المحفوظ أن «من حق الوفاق أن تعبر عن رأيها واحتجاجها بما تراه مناسبا، ولكننا بحاجة إلى دراسة كل قضية وكل خطوة نقوم بها بجدية وعمق؛ لأن المرحلة أصبحت معقدة والدخول في اللعبة السياسية يحتاج إلى وضوح أكثر، وكما أن الوضوح مطلوب من الحكومة فإنه مطلوب كذلك من المعارضة»، مشيرا إلى «ضرورة الرجوع إلى الناس ومشاورتهم والأخذ بآرائهم لكي يكون شركاء في القرار، فالناس هم الأصل في أية معادلة سياسية، ومن جانب آخر لكي نرتقي بالناس في صياغة وعي سياسي متقدم».
وأكد المحفوظ «ضرورة وجود برنامج السياسي الواضح لكي يستطيع الناس أن يواكبوا التحرك السياسي ويتفاعلوا معه خطوة بخطوة»، منوها إلى أن «ما حصل من توزيع للمناصب الرئاسية في المجلس قضية بحاجة إلى إعادة النظر فيها وبحاجة إلى تسوية سياسية بغض النظر عما اتخذته الوفاق من موقف سياسي صائب عند البعض وخاطئ عند الآخر، لأن هذا التوزيع بهذه الصورة من شأنه أن يأزم الأمور في المراحل المقبلة... يكفينا طائفية تلقي بثقلها على كثيرا من مرافق هذا الوطن، وتبقى المسألة المهمة: ماذا بعد؟».
تناول المحفوظ البرنامج الحكومي للأربع سنوات المقبلة مشيرا إلى أن «برنامج الحكومة تحدث عن توفير 30 ألف فرصة حل مشكلة الإسكان والقضايا الأخرى نتمنى أن تكون مجرد كلام إنشائي كما الماضي، والمشكلة أن الحديث عن 30 ألف فرصة عمل في مقابل كم من العاطلين الذي تحدثت عنهم ندوة ولي العهد الذين قدروا بين 80 و100 ألف عاطل خلال السنوات المقبل»، مضيفا « كما أن الملاحظ أن الوجوه الحكومية لا تتغير مع كثرة الأحاديث عن أموال تقدر بالملايين تضيع بين فترة وأخرى وهي من مسئولية الحكومة»، منتقلا للحديث عن الفائض المالي لدول مجلس التعاون «فحسب تقرير صندوق النقد الدولي يتوقع أن تحقق دول مجلس التعاون الخليجي فائضا ماليا يبلغ 239 مليار دولار، والسؤال: هل سينعكس هذا الفائض على التنمية في دولة المجلس»?
العدد 1569 - الجمعة 22 ديسمبر 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1427هـ