أفتى علماء مسلمون بفرنسا بإمكان مشاركة المسلمين بفرنسا والغرب على وجه العموم في احتفالات الغربيين والفرنسيين وفرحتهم بأعياد الميلاد المسيحية باعتبارها لا تتعارض مع مشاركة أهل الكتاب فرحتهم بمولد رسلهم.
كما اعتبر هؤلاء العلماء في تصريحات خاصة لشبكة إسلام أون لاين أن الاحتفال بأعياد الميلاد بفرنسا وبغيرها هو «واجب ديني وأخلاقي»، فضلاً عن كونه يمثل مظهراً من مظاهر اندماج المسلمين مع محيطهم.
وتشهد الكثير من الأحياء ذات الغالبية المهاجرة في فرنسا مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد المسيحية ويعمد الكثير من أصحاب المحلات العربية إلى إبراز شجرة أعياد الميلاد أو مجسم للبابا نويل في واجهة محلاتهم فيما لا تتوانى الكثير من العائلات المسلمة في تبادل الهدايا ليلة عيد الميلاد والتي تتوافق مع يوم 24-12-2006.
وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت، قال الشيخ : مدير دار الفتوى التابعة لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا (كبرى المنظمات المسلمة بفرنسا)أونيس قرقاح: «إن مشاركة مسلمي فرنسا في الفرحة بنويل والأعياد المسيحية تعتبر واجباً أخلاقياً ودينياً».
وأضاف قرقاح أن ميلاد المسيح يعتبر ميلاداً لأحد الأنبياء الذين يعترف بهم الإسلام وبالتالي فإن مشاركة أهل فرنسا والغرب فرحتهم بأعياد الميلاد تعتبر من «تعظيم شعائر الله».
ورأى أنه من ضمن مظاهر الاحتفال هذه تأتي «مبادرة الجيران والأصدقاء من غير المسلمين وتهنئتهم بالعيد ومشاركتهم الفرحة بشرط ألا يكون في هذه الفرحة ما يعارض التقاليد والالتزام الإسلامي فيما يتعلق بالمشروبات أو المأكولات أو غيرها من مظاهر الفرحة التي لا تتناسب مع الالتزام الديني».
تلاقي الأضحى والميلاد
واعتبر قرقاح أن اقتران عيد الأضحى (الموافق 30 ديسمبر/ كانون الاول) بأعياد الميلاد المسيحية هذه السنة في فرنسا وفي الغرب يمثل فرصة لإبراز هذا التقارب ومشاركة الفرحة. ويضيف قائلا: «وسواء تباعد عيد الأضحى وأعياد الميلاد زمنياً أم تقاربت -مثل هذه السنة- فإن المشاركة في الاحتفالات ومبادلة الجيران والأصدقاء ورفاق العمل من غير المسلمين التهنئة يعد من قبيل مبادلة التحية بأحسن منها، وهو الأمر الذي حض عليه القرآن في أكثر من موضع حيث يقول الله تعالى :»وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها»(النساء:86).
وختم الشيخ أونيس قرقاح كلامه قائلا: «إن مشاركة المسلمين لغير المسلمين في فرنسا وغيرها من بلاد الغرب أفراحهم وأعيادهم واجب أخلاقي وديني».
من جهته اعتبر «الكاتب العام لمجلس الأئمة بفرنسا» الشيخ ضو مسكين أن لا ممانعة من مشاركة مواطنينا الفرنسيين من غير المسلمين فرحتهم بأعيادهم سواء تعلق ذلك بأعياد الميلاد أو استقبال السنة الميلادية الجديدة طالما لم يتعارض ذلك مع المبادئ والأخلاق الإسلامية في إظهار هذه الفرحة.
وبين الشيخ ضو مسكين أنه «على رغم من اختلاف المؤرخين في تاريخ مولد النبي عيسى عليه السلام وعلى رغم من تعارض رؤيتنا الدينية الإسلامية للرؤية المسيحية في منزلة عيسى بن مريم ورسالته فإننا كمسلمين لا نرى ضيراً في مشاركة هذه البلاد فرحتهم بما لا يمس أسس ديننا».
«نحن أولى بها»
وفي السياق ذاته قال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا التهامي إبريز: «إذا كان المقصود بالاحتفال بأعياد الميلاد المسيحية الاحتفال بعيد ميلاد عيسى ابن مريم فنحن أولى بالاحتفال به من غيرنا عملاً بحادثة دخول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة عندما وجد اليهود يحتفلون بنجاة النبي موسى من فرعون وغرق الأخير فقال «نحن أولى بموسى من غيرنا».
وأضاف إبريز: «طبيعة المسلمين كأقلية مسلمة في الغرب تفترض مشاركة غيرهم - من غير المسلمين في البلاد التي يعيشون فيها- أفراحهم وأتراحهم وضرورة التقارب والمشاركة في المواطنة فإن واجب المسلمين المشاركة في الفرحة وإبداء التحية لجيرانهم كما يفعل غير المسلمين في فرنسا عندما يبادرون بتقديم التهاني للمسلمين في عيدي الفطر والأضحى».
وأعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول هو أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يترافق هذه السنة مع أعياد الميلاد وحلول بداية السنة الميلادية الجديدة 2007?
العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ