واصل «الملكي الأحمر» انطلاقته القوية نحو الصدارة بعد فوزه الثمين الذي حققه على المالكية بهدفين مقابل هدف عائداً إلى مسقط رأسه في عراد بالنقاط الثلاث، مقترباً من المتصدر الرفاع الذي احتفظ بصدارته بعد فوزه على سترة أيضاً يوم امس.
ولسان حال المحرقاوي يقول: اجتزنا الملكاوي و»مش حاسيبك ياسماوي» الذي رفع نقاطه إلى (17 نقطة)، محتفظاً بوصافة المتصدر قبل أن يتوقف الدوري عند الأسبوع الـ(8) من دوري كأس خليفة بن سلمان، وبقي المالكية على نقاطه السبع.
لم يظهر الشوط الأول بالأداء الفني المطلوب، إذ تأثر كثيراً بالأداء الخشن والدخول القوي على الكرة بالتحام الأجسام وخصوصاً من المالكية الذي تعامل دفاعه مع هجوم المحرق بحده شديدة وقوة رجولية في الدخول على الكرات التي تصل إليه بالاحتكاك الجسماني، ولم يعطه الفرصة في التصرف بحرية بالكرة مشتتاً ذهنه، واستطاع المالكية من خلالها فرض أسلوبه الدفاعي على المحرق الذي لعب بحذر شديد خوفاً من تعرضه إلى الإصابة من جراء الاحتكاك المستمر.
المحرق لعب بطريقة 3/5/2 معتمداً على عبدالله عمر في الجهة اليمنى بالانطلاقة إلى الهجوم ومن ثم العودة لتغطية هذه المنطقة، ما حرمه من النزعة الهجومية التي كان يتمتع فيها هذا اللاعب، أضف إلى ذلك لم يستطع أن يوازن بين واجباته الدفاعية والهجومية لتشتت ذهنه بين هذين المركزين، وكان بإمكان شريدة إشراك احد المدافعين وإعطاء الحرية له في الانطلاقة إلى الهجوم، فصارت هذه الجهة غير فاعلة بعكس الجهة اليسرى التي كانت أكثر فاعلية بوجود فوزي مبارك ومحمود جلال ومحمود عبدالرحمن، الذين استطاعوا أن يدخلوا كثيراً في هذه المنطقة ولكن الأسلوب الدفاعي القوي لم يعطه فرصة الاختراق.
والوسط المحرقاوي لم يستطع أن يتصرف بالكرات الهجومية بشكل جيد؛ نتيجة الضغط الذي قام به وسط المالكية الذي لعب بطريقة دفاع المنطقة الضاغط، فكانت معظم كرات الوسط غير مركزة، وأما هجومه فغابت عنه الخطورة للسبب نفسه.
أما المالكية فلعب بطريقة 4/4/2 في دفاع المنطقة من الوسط وبالأسلوب الضاغط والقوي على الكرة، وشتت به ذهنية وفكر لاعبي المحرق، ونجح إلى حد بعيد في فرض أسلوبه على المحرق الذي لم يجد الحلول في اجتياز جدار المالكية الدفاعي.
كان الهاجس الدفاعي لدى المالكية طاغياً على النزعة الهجومية، وكان يخشى فتح صفوفه لكي لا يتيح الفرصة للاعبي المحرق بالتحكم بالكرة من دون مضايقة.
دفاع المحرق كان مكشوفاً وخصوصاً في العمق، ولم يستفد منه المالكية على أساس أنه كان حذراً في التقدم إلى الهجوم، ولكن وضح هذا الأمر من خلال الكرة التي لعبها سيدحسن عيسى إلى شقيقه سيدعيسى الذي تقدم بالكرة ولعبها عرضية أمام المرمى ليودعها سيدحسن عيسى في المرمى عند الدقيقة 28. ولكن المحرق استطاع أن يخرج من الشوط الأول بالتعادل في الوقت بدل الضائع عن طريق علي عامر بالكرة الثابتة التي لعبها محمود جلال أمام المرمى لتتهيأ لعامر الذي أطلقها قوية في المرمى.
الشوط الثاني
الشوط الثاني لم يتغير كثيراً في أموره الفنية عن سابقه من خلال القوة والتوتر الواضح بين اللاعبين داخل الملعب، ولكن مع ذلك شهد هذا الشوط سيطرة محرقاوية على مجرياته، وامتلك الكرة كثيراً، ووصل لمنطقة جزاء المالكية في ظل التبديلات الاضطرارية الثلاثة التي أجراها مدرب المالكية، بخروج سيدحسن عيسى متأثراً بضربة في ضلعه خلال الشوط الأول نقل على إثرها وقت الاستراحة إلى المستشفى بالإسعاف، ودخل مكانه جمال فقير الذي لم يعمل أي شيء خلال هذا الشوط وكان عالة على الفريق، والتبديل الآخر دخول جعفر درويش بدلاً من حبيب نصيف (المصاب) وأيضا لم يستفد المدرب من هذا التبديل؛ إذ تعرض درويش إلى الإصابة، بالإضافة إلى محمد علي الذي أكمل المباراة وهو متحامل على إصابته، فكل هذه الأمور أعطت المحرق الأفضلية عندما تحرر عبدالله عمر من الدفاع إلى الهجوم، بينما أعطى شريدة لأنور يوسف مهمة الظهير الأيمن مع الدخول للوسط لفك حصار المالكية، ونجح المحرق خلال هذا الشوط في تجاوز حصار المالكية كثيراً عبر الجهتين، واستفاد من التعب والإرهاق الذي كان عليه لاعبو المالكية في النصف الثاني من هذا الشوط، وأحرز هدفه الثاني عند الدقيقة 17 من كرة اخطأ فيها دفاع المالكية الذي لعبها إلى عبدالله عمر الذي لعبها عالية داخل منطقة الجزاء، أبعدها الحارس الملكاوي لتجد قدم محمود عبدالرحمن الذي أطلق منها رصاصة الرحمة قوية في مرمى المالكية.
أجرى مدرب المحرق بعض التبديلات في سبيل تغيير الوضع الفني، ولكن لم يكن هناك أي جديد في الأسلوب مع انكشاف وسط المالكية كلياً في منتصف هذا الشوط.
ولم تكن هناك بوادر حقيقية في نوايا المالكية لإحراز هدف التعادل، فظل الوضع كما هو عليه، وأنهاه الأحمر بهدفين عند صافرة الحكم الدولي عبدالحميد عبدالعزيز.
أدار المباراة الحكم الدولي عبدالحميد عبدالعزيز وساعده الدولي جعفر القطري وعبدالرحمن عبدالرزاق والدولي جاسم محمود حكماً رابعاً.
في فترة الاستراحة تم نقل قائد ونجم المالكية سيدحسن عيسى إلى طوارئ مجمع السلمانية الطبي اثر ضربه تلقاها في الضلعين في الجهة اليمنى عند الكلى خلال الشوط الأول في بدايته فتحامل عليها حتى نهاية الشوط.
وقام «الوسط الرياضي» بالاتصال الهاتفي بنجم المالكية سيدحسن عيسى للوقوف على صحته فقال: الحمدالله كانت التحاليل والأشعة كلها سليمة وجيدة، وكشفت الأشعة عن رض في الضلعين بالجهة اليمنى، وكان الخوف من تأثر الكلى ولكن التحاليل أظهرت سلامتها، وتبين أنه رض من دون أن تكون هناك أي كسور ولله الحمد?
العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ