انتزع فريق المنامة فوزاً ثميناً من جاره فريق الأهلي، وزاد من معاناته عندما تغلب عليه بهدف للاشيء أمس على استاد نادي المحرق بعراد ضمن الأسبوع الثامن لدوري كأس خليفة بن سلمان لكرة القدم.
ويأتي هذا الفوز تأكيداً لصحوة فريق المنامة التي بدأها بتعادله المفاجئ أمام الرفاع ليتقدم خطوة نحو المنطقة الدافئة، إذ رفع رصيده إلى 8 نقاط متساوياً مع الأهلي بالرصيد نفسه، فيما زادت الخسارة الثانية على التوالي من وضع فريق الأهلي سوءاً، إذ مازال الفريق يبحث عن نفسه منذ فوزه على الحالة في افتتاح الدوري، إذ ظل يدور في دوامة التعادلات والهزائم ما جعله يبتعد كثيراً عن أجواء المنافسة، وهو ما لا يتناسب مع الطموحات والآمال الأهلاوية.
ولم يفلح تغيير مدرب الفريق الألماني غيدي وتعيين الكابتن جاسم محمد في إنقاذ وضع الفريق الذي أصبح اللغز الأكبر في الدوري الكروي!
«واقعية المنامة»
جاءت مباراة الجارين المنامة والأهلي متوسطة فنياً وغلب عليها الحماس الزائد الذي أدى إلى التوتر و»النرفزة» وشد الأعصاب وفقدان التركيز وخصوصاً من جانب الأهلي نظراً إلى أهمية المباراة، كما أن التحركات في الملعب كانت سيئة وخصوصاً في التمريرات.
نجح المنامة بقيادة مدربه الوطني خالد تاج التعامل مع المباراة بواقعية تامة ووضع التشكيلة والطريقة المناسبة لإمكانات وقدرات لاعبيه، فلعب بأسلوب واحد طيلة المباراة بالاعتماد على دفاع المنطقة وتكثيف وسط الملعب وتضييق المساحات على لاعبي الأهلي الأفضل مهارياً.
وكان هناك انضباط وتركيز عال من جانب لاعبي المنامة وخصوصاً في الدفاع والوسط، فيما اعتمد الفريق على الكرات المرتدة والمباغتة في الهجوم التي يقودها لاعب الأهلي السابق علي أحمد حبيب ودينامو الوسط الصربي الكسندر الذي يقوم بدور كبير في ضبط إيقاع الفريق وإسماعيل عزيز والمحترف الصربي الآخر ميلان وهاني البدراني، واستغل مهاجمو المنامة ارتباك مدافعي الأهلي.
وكانت ابرز الهجمات المنامية النادرة فرصة ميلان الذي وجد نفسه منفرداً ومر من الحارس علي سعيد، لكن محمد حسين أنقذ الموقف في الدقيقة 24، بيد أن ميلان نفسه عوض الفرصة بتسجيله هدف الفوز بعد 4 دقائق.
وظل المنامة محافظاً على استراتيجيته التكتيكية طيلة الشوط الثاني، ولعب خط دفاعه بقيادة عدي عمران وإبراهيم شوقي دوراً في إحباط الكثير من الكرات الأهلاوية، فضلاً عن تألق الحارس، وحتى التبديلات الثلاثة التي أجراها خالد تاج في الشوط الثاني صبت في استراتيجيته نفسها التي نجحت في النهاية.
«الأهلي هزم نفسه»
في المقابل، يمكن القول ان الأهلي هزم نفسه بيده لعدم قدرته على ترجمة سيطرته الميدانية وفرصه الكثيرة وخصوصاً في الشوط الثاني، وذلك بسبب الضغط النفسي والتوتر الذي دخل به الفريق المباراة من أجل الفوز فقط.
واعتمد مدرب الأهلي جاسم محمد على العناصر الأساسية التي خاضت المباريات السابقة، واستطاع الفريق فرض سيطرته على الثلث الأول للمباراة بفعل نشاط خط وسطه بتحركات محمد حبيل وحسن حميدة والعراقي حسان تركي وحسين الشكر، لكن المشكلة ظلت في طريقة إنهاء الهجمات أمام تكتل دفاع المنامة.
ووسط السيطرة الأهلاوية فوجئ الفريق بما لم يعمل حسابه وهو هدف المنامة الذي احدث إرباكاً للأهلاوية الذين سنحت لهم فرصتان ولا أحلى لمحمد حسين وعباس عياد.
وفي الشوط الثاني، امتزج الأداء والرغبة الهجومية الأهلاوية بالتسرع والتوتر على رغم التبديلات الهجومية التي أجراها جاسم محمد، إذ وضح توتر بعض الأوراق المهمة للفريق وانشغالهم مع الحكم الدولي جعفر العلوي.
وتعددت الفرص الأهلاوية الفعلية في هذا الشوط وخصوصاً للمحترف النيجيري فيكتور غير الموفق فأهدر كرات حقيقية أمام مرمى المنامة.
ومع مضي دقائق المباراة ازدادت درجة التوتر التي أدت إلى طرد البديل الأهلاوي محمود عباس لضربه المتعمد لمدافع المنامة، فيما كاد مرمى الأهلي يلدغ بهدف ثانٍ من الكرات المنامية المرتدة الخطيرة على رغم ندرتها.
أدار اللقاء الحكم الدولي جعفر العلوي ونجح في إدارتها على رغم حساسيتها والتوتر الذي شهده الشوط الثاني، وكانت قراراته موفقة وأشهر البطاقة الصفراء 4 مرات?
العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ