العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ

ألونسو حسم «صراع الجبابرة» وشوماخر اعتزل بعد 16 عاماً من التألق

بطولة العالم للفورمولا1 إثارة وأبطال تتجدد

كان 2006 عام “صراع الجبابرة” بين مستقبل رياضة سباقات فورمولا واحد الاسباني فرناندو الونسو وماضيها “المجيد” الألماني مايكل شوماخر فحسمه الأول في صالحه للعام الثاني على التوالي فيما اكتفى الثاني بمركز الوصيف وودع 16 عاما من التألق على حلبات رياضة الفئة الاولى.

وكان عام 2006 مختلفا عن الذي سبقه من حيث المنافسة، اذ استمر الصراع على اللقب المرموق حتى المرحلة الأخيرة وعلى جبهتي السائقين والصانعين بين الونسو وشوماخر من جهة وبين فريقيهما رينو وفيراري من جهة ثانية، وكانت الغلبة للعام الثاني على التوالي من نصيب رينو وابن مدينة اوفييدو الذي ودع فريقه بأفضل طريقة ممكنة قبل الانتقال إلى تحد جديد مع ماكلارين مرسيدس اعتبارا من الموسم المقبل.

وبدأ موسم 2006 بصورة مشابهة للذي سبقه من حيث التعديلات التي أدخلت على أنظمة البطولة، إذ لعب الاتحاد الدولي لرياضة السيارات “فيا” وبإشراف “عراب” البطولة بيرني ايكليستون دورا في السيناريو الذي شهدته منافسات 2006 باعادة العمل بقانون تبديل الاطارات بعد أن منع الفرق من استخدام اكثر من مجموعة واحدة من الإطارات خلال 2005.

كما شملت تعديلات 2006 حجم المحرك الذي أصبح من 8 اسطوانات وسعة 4ر2 ليتر عوضا عن 10 سعة 3 ليترات في خطوة تهدف الى خفض الكلف، بالإضافة إلى تعديل قانون التجارب التأهيلية عبر تقسيمها إلى 3 مراحل، ما جعل تجارب يوم السبت أكثر حماسا بالنسبة للمشجعين الموجودين في الحلبة والمشاهدين خلف شاشات التلفزة، ما اثر ايجابيا على النقل التلفزيوني لهذه التجارب التي لقيت أيضا استحسان السائقين والفرق.

وبدأ موسم 2006 بتوقعات ان يكون الفنلندي كيمي رايكونن سائق ماكلارين مرسيدس المرشح الاوفر حظا للحصول على اللقب بعد أن كان منافسا شرسا لالونسو خلال 2005،

إلا أن “ام بي 4-21” لم تكن على مستوى طموحات سائقها الشاب، فخذلته الأعطال الميكانيكية والحظ السيئ الذي رافقه منذ انطلاق الموسم ما جعل المنافسة ثنائية بين الونسو وشوماخر الذين حصد كل منهما 7 انتصارات خلال الموسم.

وكان لقب السباقات الأربعة الأخرى من نصيب زميل شوماخر البرازيلي فيليبي ماسا (فوزان) وزميل الونسو الايطالي جانكارلو فيزيكيلا والبريطاني جنسون باتون سائق هوندا الذي حقق الفوز الاول في مسيرته (113 سباقا) على حلبة هنغارورينغ المجرية، كما كانت حال ماسا أيضا.

وانشغلت أوساط هذه الرياضة منذ انطلاق الموسم بموضوع اين ستكون وجهة شوماخر بعد انتهاء منافسات البطولة؟، وخصوصا ان عقده مع “الحصان الجامح” فيراري ينتهي هذا العام، فذهب البعض إلى القول ان “البارون الأحمر” سيواصل مسيرته في الفريق الذي توج معه بطلا للعالم 5 مرات لأنه يعتبر نفسه في “منزله”، فيما رأى البعض الآخر انه سيضع حدا لمسيرته؛ لأنه لم يعد يملك القدرة على المنافسة في ظل وجود سائقين شباب كألونسو ورايكونن.

وبعد انتظار طويل عرف العالم قرار شوماخر خلال جائزة ايطاليا الكبرى، المرحلة الخامسة عشرة إذ أعلن انه سيضع حدا لمسيرته مع نهاية البطولة، املا ان يودع رياضة الفئة الأولى بلقب ثامن يكرس من خلاله “اسطورته”، إلا أن محرك “248 اف 1”

هجره خلال جائزة اليابان المرحلة قبل الأخيرة، ولأول مرة منذ 6 أعوام، بسبب انكسار احد صماماته ما منح الونسو فرصة اقتناص نقاط السباق العشر لينفرد بصدارة السائقين بفارق 10 نقاط ما أطاح بامل “شومي” الذي كان يمني النفس بمنح فيراري لقبها الخامس عشر عند الصانعين، بعد أن اهدى الفريق الايطالي 6 القاب، الا انه لم ينل مبتغاه.

واحتفظ الونسو بلقبه بطلا للسائقين فيما احتفظ فريقه الفرنسي رينو بلقب الصانعين، باحتلال الاسباني المركز الثاني خلال جائزة البرازيل الكبرى، المرحلة الثامنة عشرة الأخيرة الذي توج بلقبها ماسا أمام جماهيره العريضة.

ودخل الونسو الذي انطلق من المركز الرابع، سباق انترلاغوس وهو بحاجة إلى نقطة واحدة ليتوج باللقب العالمي، اذ كان يتقدم على شوماخر بفارق 10 نقاط، إلا أن الاسباني احرز المركز الثاني، فيما اكتفى شوماخر بالمركز الرابع بعدما انطلق من المركز العاشر.

وتعرض إطار سيارة شوماخر خلال السباق لثقب ما جعله يتقهقر في ذيل الترتيب قبل ان يشق طريقه نحو المراكز المتقدمة على أمل مساعدة فيراري للحصول على لقب الصانعين، وخصوصا أن زميله ماسا كان مسيطرا على السباق.

وذهبت محاولة شوماخر إدراج الرياح إذ حصدت رينو التي كانت متقدمة بفارق 9 نقاط قبل السباق 11 نقطة بعد أن احرز السائق الثاني فيزيكيلا المركز السادس، مقابل 15 نقطة لفيراري، ليصبح رصيد رينو 206 نقاط وفيراري 201، فتوجت الأولى بطلة للصانعين للمرة الثانية على التوالي وفي تاريخها كمصنعة للهيكل والمحرك.

وودع “البارون الأحمر” رياضة الفئة الأولى مكتفيا بمركز الوصيف تاركا مكانه لرايكونن الذي قرر التحول من ماكلارين مرسيدس إلى فيراري، في حين لجأ الفريق البريطاني-الألماني إلى البريطاني لويس هاميلتون الذي أصبح أول سائق اسود يجلس خلف مقود سيارة فورمولا واحد على حساب الاسباني بدرو دي لاروزا الذي حل في منتصف الموسم بدلا من الكولومبي خوان بابلو مونتويا الذي قرر التخلي عن مغامرته في هذه الرياضة والعودة الى الولايات المتحدة لخوض غمار سباقات “ناسكار”.

ورفع هاميلتون عدد السائقين البريطانيين إلى 4 ولأول مرة في تاريخ هذه الرياضة، بانضمامه إلى سائق هوندا باتون وسائق رد بول ريسينغ المخضرم ديفيد كولتهارد وسائق التجارب لدى هوندا انطوني ديفيدسون.

أما بديل الونسو في رينو سيكون الفنلندي هيكي كوفالاينن الذي كان السائق الثالث في الفريق الفرنسي خلال الموسم الماضي.

وكان 2006 العام الأخير لإطارات ميشلان في رياضة الفئة الأولى بعدما قررت الانسحاب نتيجة لقرر الاتحاد الدولي لسباقات السيارات فرض مزود واحد للإطارات انطلاقا من العام 2008، ما دفعها لاتخاذ قرار التوقف في نهاية الموسم الماضي وهي في القمة بعدما ساعدت الونسو ورينو على الفوز بلقبي السائقين والصانعين.

وأصدرت ميشلان بيانا اوضحت فيه سبب انسحابها: “سنحت الفرصة مرات عدة لميشلان لتوضيح شروط التزامها في سباقات فورمولا واحد من خلال أن فورمولا واحد تعتبر إحدى الرياضات الميكانيكية ذات تكنولوجيا عالية المستوى، وفي هذا الصدد فإن الشركة المزودة بالإطارات عامل مؤثر جدا في انجازات السائقين. إن الحرية التي منحت للفرق لاختيار الشركات المزودة لها بالإطارات أساسية، وعليه فإن وجود المنافسة بين شركتين على الأقل ضرورية، انه الأساس الوحيد لكي تكون هناك منافسة فنية حقيقية بين شركات الإطارات وكذلك تطورها وذلك لما فيه الاهتمام الكبير للجمهور”.

تجنب أزمة حقيقية

وتجنبت هذه الرياضة أزمة حقيقية في 2006 بعدما توصل الاتحاد الدولي “فيا” ورابطة المصنعين الخمسة الكبار رينو ومرسيدس وبي ام دبليو وهوندا وتويوتا إلى اتفاق وبعد عناء طويل لتنتهي المعركة التي دارت عن كيفية إدارة رياضة الفئة الأولى.

وكانت مشكلات البطولة والمسئولين عنها بدأت عندما هددت الفرق الخمسة بالانسحاب من البطولة وتشكيل بطولة موازية ابتداء من 2008، بسبب عدم رضاها عن المردود المالي العائد من الحقوق التجارية والنقل التلفزيوني، والنسبة التي تحصل عليها الفرق الصغيرة على رغم أدائها المتواضع.

وعلق رئيس “فيا” ماكس موزلي على الاتفاق قائلا “كل المسائل التي كانت عالقة بين رابطة المصنعين والاتحاد الدولي تم حلها”، مضيفا “تجميد تطوير المحركات اعتبارا من 2007 أصبح منجزا، يجب ان نقلل من الكلفة وهذا أمر أساسي. نحن الآن متفقون بشكل كامل على المبادئ الأساسية لمقاربة مستقبل هذه الرياضة”.

وانضم بوركهارد غويتشيل مدير الرابطة والمستشار الأساسي عند بي ام دبليو الى موزلي، مؤكدا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يتضمن كل المسائل وسيتم كتابة نص الاتفاق الذي سيدار بموجبه رياضة الفئة الاولى لمدة 5 سنوات على الأقل في المستقبل القريب.

وتنتهي اتفاق كونكورد الحالية التي تربط الفرق بالاتحاد الدولي وبالشركة المالكة لحقوق هذه الرياضة برئاسة ايكليستون في نهاية العام 2007 لكن جميع الفرق قد تعهدت البقاء 5 سنوات إضافية والاتفاق الأخيرة التي تم التوصل إليها في ميونيخ تؤكد عودة الانسجام بين الطرفين.

وحددت الأهداف بين الطرفين حول توجه رياضة سباقات فورمولا واحد لتكون اقل كلفة بحيث تتضمن العنوانين الرئيسية للتعديلات التي سيتم تطبيقها اعتبارا من العام 2008 إتاحة الفرصة أمام الفرق المتواضعة التي تفتقر إلى الراعي الرسمي الكبير، الذي يغطي قسما كبيرا من الكلف العالية، للمنافسة بشكل أفضل، كما تقلل الهوة بين فرق الطليعة وتلك الأقل شأنا.

وستبدأ التعديلات التي تهدف إلى تخفضه الكلفة اعتبارا من بطولة العام المقبل، وأولها متعلق بالتجارب إذ يمنع على الفرق أن تستعمل أكثر من سيارتين خلالها، خلافا لما كانت عليه الحال في الموسم المنتهي، إلا انه يحق لها أن تستخدم سائقا ثالثا يقود إحدى السيارتين، كما تم تمديد فترة التجارب الحرة الأولى والثانية إلى 90 دقيقة عوضا عن ساعة.

وتم رفع عدد مجموعة الإطارات الطقس الجاف التي يحق لكل سائق أن يستعملها خلال الأيام الثلاثة من 7 إلى 14 مجموعة.

أما في ما يخص المحركات فيتم استخدام المحرك ذاته (من حيث النوعية) الذي استخدم في آخر سباقين من بطولة 2006 حتى نهاية موسم 2010 تحت قانون تجميد تطوير المحركات?

العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً