صرح رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي أمس بعد دخوله مقديشو بأن الجيش الإثيوبي الذي يدعم الحكومة الصومالية، «سيبقى» في الصومال في «الوقت الذي تحتاج إليه» السلطات الانتقالية. وأضاف أنه «تم القضاء على غالبية القوات الإسلامية، والمحاكم الإسلامية زالت من الوجود». في غضون ذلك أكملت القوات الحكومية والإثيوبية السيطرة على المواقع الحيوية في العاصمة وعلى رأسها الميناء والمطار بعد مفاوضات مع زعماء القبائل في المدينة، كما استولت على مبنى السفارة الأميركية السابقة في العاصمة.
في المقابل، أعلن القائد العسكري في قوات «المحاكم» الشيخ محمد إبراهيم بلال أن قواته «لن تستسلم أبداً للإثيوبيين والحكومة» وستشن عمليات في الصومال و «هذا لا يعني أن الحرب انتهت».
مقديشو - أ ف ب، أ ش أ
أعلن رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي أمس في مقديشو أنه «تم القضاء على معظم قوات القوات الإسلامية، والمحاكم الإسلامية زالت من الوجود». وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في منزل أحد أقربائه بالقرب من وسط العاصمة «إن هذا الانتصار (...) يفتح الباب أمام مستقبل جديد لنا لصد الإرهاب (في الصومال) ومنع امتداده إلى إفريقيا برمتها». وأضاف أن «الإثيوبيين سيبقون في الصومال الوقت الذي تحتاج إليهم فيه الحكومة». وأوضح «نحتاج إلى إرساء الاستقرار في الصومال من أجل استقرار جيراننا».
ومن المتوقع أن يتخذ البرلمان الصومالي في وقت قريب قراراً بشأن حال الطوارئ التي أعلنتها الحكومة الانتقالية أمس الأول بعدما دخلت مقديشو مدعومة بالجيش الإثيوبي، وقال وزير الرياضة والشباب في الحكومة الانتقالية مولد معن: «نحتاج إلى حال الطوارئ والأحكام العرفية، وبموجب الدستور فالأحكام العرفية جزء من حال الطوارئ».
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء محمد حسين عيديد: «نحتاج إلى موافقة البرلمان على الأحكام العرفية، وهذا قرار اتخذته الحكومة»، مضيفاً «سنعود إلى بيداوا لتقديم قوانيننا ومناقشتها أمام البرلمان الأحد (غداً)».
وكان جيدي صرح في افغوي قبيل دخوله مقديشو «نحتاج إلى تطبيق الأحكام العرفية مدى ثلاثة أشهر لنزع سلاح جميع الميليشيات».
وانتشر مئات الجنود الإثيوبيين وعدد من الجنود الصوماليين صباحاً في جنوب مقديشو في حين اتخذت مئات الدبابات والشاحنات العسكرية الإثيوبية مواقع عند المداخل الشمالية والغربية للعاصمة. كما سيطرت تلك القوات على مواقع حيوية على رأسها الميناء والمطار بعد مفاوضات مع زعماء القبائل في المدينة.
من جهة أخرى، قامت القوات الحكومية المدعومة من إثيوبيا بالاستيلاء على مبنى السفارة الأميركية السابقة في العاصمة، في محاولة لبسط سيطرتها على المواقع الرئيسية في البلاد.
يذكر أن مبنى السفارة ظل مهجوراً منذ أكثر من عشر سنوات بعد انسحاب القوات الأميركية المهين من الصومال.
وكانت تقارير إخبارية ذكرت أن الحكومة تجري مباحثات مع عدد من زعماء العشائر في العاصمة للوصول إلى اتفاق بشأن ترتيبات تسليم المدينة إلى الحكومة.
في غضون ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص في مقديشو ضد القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الانتقالية والتي دخلت أمس الأول إلى العاصمة.
وقال أحد السكان إن «آلاف الأشخاص الغاضبين شاركوا في تظاهرة في شمال المدينة». وأضاف أن «أشخاصاً يحرقون إطارات في الشوارع ويرددون: لا نريد أن يدخل الإثيوبيون المدينة... يجب أن يبقوا خارجها».
وبشأن هذه التظاهرة قال جيدي: «تمت السيطرة على الأمر فعلاً... إنهم أنصار (الشيخ حسن ضاهر) العويس» الرئيس الأعلى لـ «المحاكم».
في المقابل، أعلن القائد العسكري في قوات «المحاكم» الشيخ محمد إبراهيم بلال إن قواته «لن يستسلموا أبداً للإثيوبيين والحكومة» وسيشنون عمليات في الصومال.
وأوضح بلال من كيسمايو (500 كم جنوب مقديشو) التي تعتبر معقلاً للإسلاميين «يمكنني أن أؤكد لكم أن قواتنا موجودة في جميع أنحاء البلاد وسترون تحركنا في الأيام المقبلة. ما نفعله هو توجيه ضربة ثم الفرار». وأضاف «نحن الآن في كيسمايو، إذا هاجمونا (القوات الحكومية) ووجهوا إلينا ضربات فهذا لا يعني أن الحرب انتهت».
ميدانياً، أفادت مصادر متطابقة أن مقاتلتين إثيوبيتين حلقتا فوق ميناء كيسمايو، وأفاد أحد العاملين في منظمة إنسانية أن «طائرتي ميغ إثيوبيتين حلقتا فوق كيسمايو صباحا. نعتقد أنهما قامتا بطلعات استطلاع»?
العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ