العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ

عرفة يكسوه البياض والكعبة تكسوها حلة جديدة

آل الشيخ يحذر من التظاهر ويدعو للوحدة... وأيام العيد «الاختبار الرئيسي»

مكة المكرمة - أ ف ب، رويترز 

29 ديسمبر 2006

تجمع أكثر من مليوني حاج أمس لأداء الصلاة في صعيد عرفات الذي تحول في غضون ساعات إلى أحد أكثر بقاع الأرض كثافة سكانية، ليشهدوا الوقفة الكبرى عند جبل الرحمة وأداء الركن الأعظم من الحج.

وارتفعت أصوات الحشود التي غطى لون لباس إحرامها الأبيض الشعاب والساحات في عرفة التي تبعد نحو 12 كم عن مكة المكرمة، مرددة «لبيك اللهم لبيك. أن الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك لبيك» رافعة أكفا تتضرع لله طلباً للمغفرة والرحمة والقوة للإسلام والسلام في العالم.

وأوضح مصدر حكومي سعودي أن عدد الحجاج الذين وصلوا إلى السعودية بلغ مليونا و654 ألفا و407 حجاج من خارج المملكة العربية السعودية بزيادة 6 في المئة عن العام الماضي، وأضاف أن 55 في المئة منهم من الذكور والبقية من الإناث. وأن الحجاج يمثلون 187 جنسية ما يجعل من هذا الحشد أحد أضخم التجمعات البشرية وأكثرها تمثيلاً للإنسانية قاطبة.

وفي غضون ذلك، استبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة تبلغ قيمتها 20 مليون ريال (أكثر من خمسة ملايين دولار) مصنوعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود. ويبلغ ارتفاع ثوب الكعبة عن الأرض 14 متراً. ويتضمن الثلث الأعلى منه الخزام وهو بطول 47 متراً وبعرض 95 سم ويتكون من 16 قطعة محاطة بالزخارف الإسلامية.

من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء السعودية»واس» إن حركة المرور «اتسمت بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج على رغم الأعداد الهائلة وتعدد المركبات بأنواعها». وانتشرت أعداد كثيفة من عناصر الأمن لتسهيل حركة مرور الحافلات والسيارات التي تنقل الحجيج والسهر على أمن الحجاج، بينما تحلق مروحيات باستمرار فوق الحجيج.

وتقول السلطات إنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد من يحاولون التسلل إلى مكة من دون تصاريح رسمية للحج.لكن لم تكن هناك مؤشرات تذكر عند جبل عرفات على نجاح الإجراءات الجديدة. ففي الطرق والممرات انتشر المتسولون والتجار والحجاج الذين لا يحملون تصاريح واشتروا خياماً ليناموا فيها ويحتموا من الشمس. وقالت امرأة مغربية تدعى رقية مانوزي :»من المؤسف رؤية مثل هذا القدر من الإخلال بالنظام... الأمور لم تتحسن».

وقال ضابط شرطة يقف بجوار مجموعة من الحجاج ينصبون خياماً بها حقائب للنوم وآنية للطبخ إن السلطات لا تستطيع إن تفعل شيئاً معهم.

من جانب آخر، حذر مفتي السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة عرفة من تنظيم مظاهرات سياسية ودعا المسلمين إلى الوحدة. وقال :»إن الحج ليس مكاناً لترديد الشعارات واتخاذ المواقف وتوجيه الشتائم» مضيفاً أن العالم الآن مليء بالكراهية والشعارات القومية. وأضاف «إن كل ما تقع عليه العين الآن هو القتل والدم والإرهاب بسبب صراعات أيديولوجية خاطئة».

ومع غروب الشمس بدأت الجموع نفرتها إلى المزدلفة إذ قضت الليل أو بعضه هناك قبل التوجه إلى منى في يوم عيد الأضحى الذي يوافق اليوم (السبت).

وبسبب تدني درجات الحرارة في المشاعر أفتى آل الشيخ بجواز استخدام الحجاج البطانيات في ليلة مزدلفة، شرط عدم تغطية الرأس باعتباره من محظورات الإحرام، حسبما ذكرت الصحف السعودية.

وستكون أيام السبت والأحد والاثنين وهي الأيام الثلاثة الأخيرة للحج الاختبار الرئيسي للاستعدادات الجديدة عند رمي الجمرات إذ تكون اكبر الاحتمالات لوقوع حوادث أثناء الحج.

وفي العام الماضي قتل 362 حاجاً في حادث تدافع على جسر الجمرات أثناء موسم الحج الماضي. وكان وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود قال إن من شأن عمليات التطوير التي أجريت هذا العام منع حدوث تدافع على الجسر?

العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً