في مؤتمر استضافته حديثاً العاصمة الإيرانية (طهران)، توقع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن تكون أيام «إسرائيل» معدودة، وقال إن «الدولة الصهيونية ستزول»، بعدما كان أعلن في السابق إنه يجب «محو (إسرائيل)» عن الخريطة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أمس الأول «نأمل في أن يجمع العالم قواه لكي يتصرف بحزم لمنع الخطر المقبل في الوقت المناسب». مضيفاً أن مجلس الأمن «اتخذ خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح» في إشارة إلى القرار الدولي الرقم (1737) الذي صدر بالإجماع ونص على فرض عقوبات على إيران. وترأس الوزير الإسرائيلي السابق دان ميريدور لجنة حكومية اقترحت في تقرير من 250 صفحة سياسة دفاعية للعقد المقبل خصصت منه 50 صفحة لفحص السبل الممكنة للتعامل مع التهديد النووي. وناقش ميريدور مع رئيس الوزراء أولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس ورئيس جهاز المخابرات (الموساد) مئير داغان تقرير اللجنة. وتميزت بعض أجزاء التقرير بالسرية لدرجة أن بعض أركان الجيش الإسرائيلي لم يطلعوا عليها. وقال الجنرال في قوات الاحتياط ياكوف أميدرور الذي تعامل مع التهديد النووي خلال مهنته العسكرية أثناء جلسة نقاش حديثة في الأراضي المحتلة، إن أمام «إسرائيل» خيارين»كلاهما جيد، وكلاهما صعب وكلاهما خطير». وأضاف أن الخيار الأول هو وقف إيران بالقوة «وهذا قد يعني عملاً أكثر صعوبة من مهمة تدمير مفاعل تموز النووي في العراق خلال العام1981. فالمفاعلات الإيرانية أبعد بكثير وتحتاج (إسرائيل) إلى معلومات استخبارية دقيقة جداً لكي تتمكن من ضرب شبكة المنشآت المنتشرة في منطقة واسعة» مشيراً إلى أن بعض المنشآت أقيمت تحت الأرض. وحذر من أن مهاجمة إيران مماثل للتوقيع على شيك على بياض لأنه في الدقيقة التي تمتلك فيها إيران القنبلة النووية «سترد علينا».
والخيار البديل هو القبول بواقع أن إيران ستصير قوة نووية والتركيز على وسائل الدفاع عن «إسرائيل». وتحتاج «إسرائيل» إلى «نظام دفاعي فاعل» بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها اعتراض الهجمات الإيرانية. وشدد أميدرور على أنه «لا توجد إمكانية إنسانية لبناء نظام يكون آمناً 100 في المئة». وقال أميدرور إن «إسرائيل» إذاً تحتاج إلى رادع يمكن الإيرانيين من معرفة ما سيواجهونه في حال فكروا بالهجوم عليها، مضيفاً أنها سترد بقوة لدرجة «لن يبقى هناك إيرانيون أحياء ليحصوا عدد موتاهم». غير أن بعض الخبراء يشككون في أن تكون «إسرائيل» قادرة على ردع ما يصفونه بالأيديولوجية التي يعتنقها أحمدي نجاد وغيره من المسئولين الإيرانيين. وكان العامل الرادع مفيداً في عصر الحرب الباردة لأن القادة الأميركيين والسوفييت كانوا عاقلين لكن المسلمين قد يكونوا مختلفين. فهل على «إسرائيل» محاولة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟. وقال أميدرور إن لجنة ميريدور ناقشت الفكرة لكنن الانضمام إلى «الناتو» سيحد من الخيارات. وأضاف «لا أعتقد أنه في أي تحالف عسكري يمكن لجانب منه أن تتصرف من دون موافقة الجانب الآخر وإلا لن تكون (إسرائيل) محمية من النتائج». وأشار إلى «إن رادع (إسرائيل) هو الاعتماد على قدراتنا التي أعتقد أنها فعالة وعلى الجهوزية والقدرة على التصرف بناء على هذه القدرات». ودافع البروفيسور عوزي أراد الذي كان مسئولاً عن دائرة الأبحاث في الموساد وأصبح لاحقاً كبير مستشاري رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو عن فكرة «الرادع الأقصى». وقال إن على «إسرائيل» أن تهدد بقصف «كل شيء وأي شيء له قيمة». وتساءل هل على «إسرائيل» أن تهدد باستهداف قيادتهم؟ مواقعهم المقدسة؟ كل شيء في وقت واحد؟». وأضاف «نعم «. غير أن الجنرال المتقاعد إسحق بن «إسرائيل» والذي يرأس برنامج الدراسات الأمنية في جامعة تل أبيب شكك في أن ينجح مبدأ «الرادع». وقال إن قنبلة نووية تنفجر على متن سفينة في ميناء حيفا ستقتل على الأرجح نحو 5 آلاف شخص. وتساءل «أي قائد إسرائيلي عاقل سيلقي قنبلة نووية على طهران وهو يعلم أن صاروخاً إيرانياً سيأتي إلينا؟»?
العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ