توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى غزة أمس في أول زيارة له لهذه المنطقة منذ المواجهات الدامية التي وقعت بين مسلحي حركة «فتح»، التي يتزعمها، ومسلحي حركة «حماس» التي تقود الحكومة كما أفاد مكتبه من دون إيضاح سبب الزيارة.
وجاءت هذه الاشتباكات التي أوقعت 16 قتيلا اثر إعلان عباس في 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة لحلحلة الأزمة السياسية والمالية التي تشل عمل السلطة الفلسطينية. ورفضت «حماس» هذه الدعوة واعتبرتها «غير دستورية».
وكان الرئيس الفلسطيني أكد مجددا حرمة الاقتتال الفلسطيني الداخلي مشددا على ضرورة أن يبقى محرما وأن يجرم كل من يقوم به أو يفتعله أو يشعل نار الفتنة وأن ينال عقابه على ذلك لارتكابه جريمة نكراء لا حدود لها.
وأكد عباس - في تصريحات صحافية عقب أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في مقر المقاطعة بمدينة رام الله - على أهمية الابتعاد عن أية مشاحنات داخلية أو اقتتال حتى تلتفت القيادة لأمور شعبنا وتحقيق أحلامه الوطنية في الحرية والاستقلال وبناء دولته الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف.
ورداً على سؤال عن عملية الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لفت عباس إلى أن لدى القيادة الفلسطينية الكثير من الخيارات والإجراءات لحماية الانتخابات كما فعلت في السابق مشددا على أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وواضحة.
وفيما يتعلق بوعد «إسرائيل» بإطلاق سراح عدد من الأسرى قبل العيد لفت عباس إلى أنه بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في لقائه الأخير معه وعد بدراسة هذه المسألة وأن يقوم بإطلاق سراح مجموعة رمزية قبل العيد إلا أن ذلك لم يحصل راجيا أن يتحقق ذلك قريبا. وتمنى الرئيس الفلسطيني أن يكون العام المقبل عام الاستقرار والسلام في العالم أجمع وعام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وشدد على ضرورة أن يصبر الشعب ويتحمل إلى أن تنتهي معاناته ويعيش حياته الطبيعية أسوة بباقي الشعوب. ولفت خطيب المسجد الشيخ خميس عابدة في خطبة العيد إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من حصار يفرض عليه وعلى سلطته الوطنية مشددا على أهمية وحدة قوى وشرائح الشعب كافة حتى يتعزز صموده في وجه ما ينتظره من تحديات.
وتناول الشيخ خميس عابدة في خطبة العيد معاني التضحية والفداء التي يجسدها العيد لافتا إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من حصار يفرض عليه وعلى سلطته الوطنية. وشدد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية بين قوى وشرائح الشعب الفلسطيني كافة وترسيخ المحبة والتعاضد والتكافل حتى يتعزز صمود الشعب في وجه ما ينتظره من تحديات وحصار مفروض عليه وعلى سلطته الوطنية.
وفي مدينة غزة أكد أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم عقب وضعه - نيابة عن الرئيس محمود عباس - إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول على حرمة الاقتتال الداخلي الفلسطيني وأهمية تعزيز الوحدة الوطنية بين قوى وشرائح الشعب كافة حتى يتعزز صموده في وجه ما ينتظره من تحديات وحصار مفروض عليه وعلى سلطته الوطنية متمنيا أن يحل العيد القادم وقد تحققت الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف. وكان أمين عام الرئاسة الفلسطينية أدى صلاة عيد الأضحى في مسجد التشريفات بمقر الرئاسة في مدينة غزة بصحبة عدد من أفراد القيادة الفلسطينية وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورجال السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة وقادة الأجهزة.
في سياق آخر، حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل «إسرائيل» وقوى خارجية تسعى إلى الانقلاب على نتائج الانتخابات الديمقراطية في الأراضي المحتلة تبعة التوترات الحالية في الشارع الفلسطيني.
واتهم مشعل في حديث لصحيفة «النهار» اللبنانية نشرته أمس حركة «فتح» بأنها تريد الاستئثار بالسلطة مجددا رفضه «خريطة الطريق» التي أعلنتها اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط غير أنه أكد قبول الحركة بدولة فلسطينية ضمن حدود 4 يونيو/ حزيران 1967من غير أن يعني ذلك اعترافاً بدولة «إسرائيل».
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن ينزلق إلى حرب أهلية على رغم أن هناك توترا وبعض الاشتباكات المزعجة والمؤلمة والتي لا يتمناها أي فلسطيني مخلص معتبرا أن هذه الحال استثنائية ولا تمثل الشعب الفلسطيني.
وعن موقف الأوروبيين والأميركيين من «حماس» أوضح مشعل أن الأوروبيين يتصلون بالحركة والحوار معهم مستمر على مستويات مختلفة بينما الأميركيون يحاولون التقرب من الحركة بصورة غير مباشرة وعلى استحياء ولأنهم يعرفون أن «حماس» تمثل الحاضر الفلسطيني ومستقبله فإن الإدارة الأميركية تسعى إلى استكشاف وجهة الحركة من غير أن تجرؤ على الاتصال مباشرة حتى لا تغضب «إسرائيل»?
العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ