العدد 392 - الخميس 02 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ

ضياع حقوق الطفل في عالم المؤتمرات

شهدت المنامة نهاية سبتمبر/ايلول الماضي وبداية اكتوبر/تشرين الأول الجاري انعقاد الدورة الاستثنائية للجنة الفنية الاستشارية للطفولة العربية بحضور 18 دولة عربية، وحشد من الممثلين لادارات الأسرة والمرأة والطفولة وأقسام الطفولة، منظـمة اليونسيف، مكاتب حقوق الانسان في الدول العربية، المجلس العربي للطفولة والتنمية، برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الانمائية، المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين ومنظمة الأسرة العربية... اجتمعوا فناقشوا هموم ومشكلات الطفل العربي، وخرجوا بـ (11) توصية. أهمها الموافقة على الصيغة النهائية لمشروع خطة العمل العربية للطفولة... ولم ينس الجمع طبعاً أن يوصي برصد انتهاكات حقوق الطفل الفلسطيني كافة تحت الاحتلال الاسرائيلي وفقاً للقانون الدولي الانساني.

الاشارة الى زخم هذه الدورة التي عقدت في البحرين والتي من مهماتها أيضاً التحضير للمؤتمر العربي الثالث رفيع المستوى الذي سيعقد العام المقبل هو اشارة الى مستوى المفارقة الواضحة التي تنشأ لدى الانسان المهتم من خلال متابعته مثل هذه الفعاليات والتي كأنها «تؤذن في مالطا». فجامعة الدول العربية تفخر بأن من انجازاتها في مجال حقوق الطفل عقد الكثير من المؤتمرات. واصدار ميثاق عربي لحقوق الطفل العام 1983 هذا قبل عشرين سنة!

ببساطة إن عمر الطفل الذي ولد في عام إصدار هذا الميثاق العربي يجعله الآن رجلاً في العشرين من عمره وربما تزوج ورزق بالأطفال وهو قطعاً يبحث الآن عن حقوقهم الكثيرة التي تمتلئ بها أوراق المؤتمرات والدورات وآخرها المؤتمر العربي رفيع المستوى لحقوق الطفل الذي عقد في القاهرة في الفترة 2- 4 يوليو/تموز 2001 والذي خرج بما اسمه إعلان القاهرة «نحو تفعيل آليات العمل العربي المشترك نحو عالم عربي جدير بالأطفال»، ومؤتمر القاهرة الذي ناقش المرجعية القانونية للعمل في مجال حقوق الأطفال أشار بوضوح الى المعاهدات والاتفاقات الدولية والتي تشكل الحد الأدنى المقبول في العمل من أجل الأطفال ويتصدرها القانون الدولي الانساني وخصوصاً الاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل وكثير من المرجعيات القانونية والاقليمية التي تأخذ حيزاً مرموقاً في المنظمات الدولية وكثير من المجتمعات والحكومات... ونحن نعلم تماماً أن كثيراً من الدول العربية وافق أو وقع معظم هذه الاتفاقات الدولية والاقليمية، وكثير من هذه الدول لا تتضمن قوانينها ولا دساتيرها شيئاً عن حقوق الطفل، ولكنها - أي هذه الدول - ناشطة جداً في حضور هذه «الاحتفاليات» من عاصمة الى أخرى بينما حقوق أطفالها ضائعة فلا هي في القوانين ولا الأعراف ولا في الأمنيات والأحلام...

كيف تتأخر دولة عن تأمين حقوق الأطفال بينما يعلم الجميع بالبداهة ان الأطفال هم رجال المستقبل، كما تعلمنا في كتب المدارس الأولية؟!... تأمين حقوق الأطفال يعني تأمين حقوق المجتمع كله... وطفولة محمية بالقانون الجيد تفرز أجيالاً صالحة لقيادة الحياة في كل المجالات...

الشعارات التي تطلقها المؤتمرات، ويمشي في ركبها الإعلام مثل: عالم جدير بالأطفال وطفولة عربية سوية منتمية ومبدعة وسعيدة... كنا ننتظر أن تطرح هذه الشعارات الأسئلة الصعبة عن الأوضاع السياسية والقانونية التي جعلت من العالم عالماً غير جدير بالأطفال ولا النساء ولا الرجال... وكفانا شعارات... الناس تريد عملاً ايجابياً يتحقق في... الحياة في اللحم والدم?

العدد 392 - الخميس 02 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً