العدد 3931 - الثلثاء 11 يونيو 2013م الموافق 02 شعبان 1434هـ

المناقشات حول تسليم السلاح إلى المعارضة السورية تتقدم على جنيف

ادى التقدم العسكري الذي حققته قوات النظام السوري في منطقة القصير مدعومة بحزب الله على المعارضة السورية المسلحة الى اطلاق حركة دبلوماسية واسعة تتركز حول احتمال تسليح المعارضة، مع ان اي قرار بهذا الصدد من قبل القوى الكبرى لم يتخذ بعد.
من واشنطن الى باريس الى لندن الى انقرة والرياض، تتكثف اللقاءات والاتصالات الهاتفية لمناقشة مسألة التسليح هذه خصوصا بعد تناقل انباء عن عزم قوات النظام على التوجه نحو مدينتي حمص وحلب مستفيدة من الزخم الذي تحقق بسقوط القصير.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الاربعاء (12 يونيو/ حزيران 2013) "يجب ان نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب".

وكان المتحدث باسم فابيوس اعتبر الثلثاء ان الحرب في سوريا وصلت الى "منعطف".
وارجأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري جولة له كانت مقررة في الشرق الاوسط لعقد لقاءات في واشنطن مخصصة للوضع في سوريا مع الرئيس باراك اوباما، كما يلتقي الاربعاء نظيره البريطاني وليام هيغ في واشنطن لبحث الموضوع نفسه.
وكان الوضع في سوريا محور المحادثات الهاتفية التي اجراها فابيوس الثلثاء مع كيري وهيغ ونظيره التركي احمد داود اوغلو، كما التقى الاثنين نظيره السعودي الامير سعود الفيصل.
اما النقطة الاساسية في هذه الاتصالات فهي امكانية تسليم السلاح الى المعارضة السورية المسلحة.
ومع ان الرئيس الاميركي لا يزال حتى الان معارضا لهذا التسليح خوفا من وقوع السلاح بايدي تنظيمات جهادية اصولية في سوريا، فانه عاد قبل ايام وطلب من "فريق الامن القومي بحث كل الخيارات الممكنة" لمساعدة المعارضة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "كل الخيارات مطروحة باستثناء ارسال قوات على الارض".
وتعلن لندن وباريس انهما لم تتخذا بعد قرارا بشأن تسليح المعارضة مع انهما كانتا في طليعة الدول التي دفعت الاتحاد الاوروبي الى الغاء الحظر المفروض على ارسال السلاح الى سوريا في نهاية ايار/مايو الماضي.

الا ان الدول الاوروبية تعهدت عدم ارسال سلاح الى سوريا قبل اوائل آب/اغسطس لافساح المجال امام عقد مؤتمر جنيف-2.
الا ان باريس تشدد على ان مهلة الاول من آب/اغسطس هذه ليست ملزمة قانونا.

وهذا يعني ان كل دولة اوروبية قادرة في حال لم تخرق قوانينها الوطنية تسليم السلاح الى المعارضة السورية التي تطالب بشكل خاص باسلحة مضادة للطيران والدروع.
ويعقد اجتماع السبت في اسطنبول بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة السورية ورئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس حسب ما افادت مصادر غربية.
وقال احد هذه المصادر ان ادريس يعتبر محاورا جديرا بالثقة بالنسبة للغربيين وهو بحاجة الى "الذخائر والسلاح" لتعزيز قوته وكسب ثقة المقاتلين على الارض.
ويتابع هذا المصدر انه مع ان لا احد يستطيع ان يؤكد تماما ان السلاح لن يقع "بالايدي الخطأ" فانه بات لدى الدول الغربية خريطة لانتشار قوى المعارضة على الارض، وهي اختبرت التعاطي مع هذه القوى عندما ارسلت اليها مساعدات انسانية وطبية.
وحتى الان قصرت الدول الغربية مساعداتها الى المعارضة السورية على الاجهزة "غير القاتلة" مثل اجهزة الاتصال والمناظير الليلية والسترات الواقية من الرصاص، اما السلاح فهو يصل في الوقت الحاضر من السعودية وقطر.
واعتبر فابيوس الاربعاء ان الوضع في سوريا بحاجة الى "اعادة توازن لان قوات بشار الاسد مدعومة بحزب الله والايرانيين والاسلحة الروسية حققت تقدما كبيرا خلال الاسابيع القليلة الماضية".
واضاف فابيوس "في حال لم تحصل اعادة التوازن هذه على الارض لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً