العدد 3932 - الأربعاء 12 يونيو 2013م الموافق 03 شعبان 1434هـ

البازار ورجال الدين يلعبون دوراً مهماً بالسياسة في إيران

رأى خبراء أن تجار البازار في طهران ورجال الدين الذين كانوا رأس الحربة في الثورة الإسلامية في 1979، ما زالوا يلعبون دوراً مهماً في إيران وإن كان هذان المعقلان للتيار المحافظ لم يعودا عنصراً أساسياً في السياسة.

والعلاقات بين الطرفين تاريخية. فالبازار الذي بقي لفترة طويلة الموقع الرئيسي للتجارة والسلطة الاقتصادية، مول طبقة رجال الدين ونشاطاتها بما في ذلك تقديم الدعم لعائلات الناشطين المؤيدين للثورة الذين اعتقلوا في سجون الشاه محمد رضا بهلوي في السبعينات.

ولعبت إضرابات التجار في 1978 و1979 دوراً أساسياً في سقوط نظام الشاه.

وفي قم مركز رجال الدين الشيعة التي تبعد 150 كلم جنوب غرب طهران، يعترف طلاب الدين ببعض التراجع في تأثيرهم خصوصاً على الشباب.

وقال أحد هؤلاء قرب ضريح فاطمة معصومة لـ «فرانس برس» إن «التأثير (رجال الدين) تراجع لأن بعض المسئولين السياسيين هم رجال دين، لا يحترمون هم أنفسهم ما يدعون إليه».

وأضاف الطالب الذي يبلغ من العمر 30 عاماً ورفض كشف اسمه «إنهم لا يدفعون التلفزيون بشكل كاف إلى بث برامج إسلامية ولا يبذلون نشاطاً كافياً لفرض احترام الحجاب».

وفي هذا السياق، فإن الأطباق اللاقطة المنتشرة على أسطح المباني محظورة رسمياً في إيران. وتدعو السلطات ورجال الدين السكان إلى عدم متابعة القنوات الأجنبية أو التي تبث باللغة الفارسية من الخارج.

أما شبكة الإنترنت، فتستخدم على نطاق واسع على الرغم من الرقابة المفروضة على مواقع «فيسبوك» و «تويتر» و «يوتيوب» أو مواقع الإعلام الأجنبي.

ورأى إبراهيم سعديان (50 عاماً) الخطيب منذ 24 عاماً أن على رجال الدين أن يستقطبوا الشباب أولاً «لأنهم مؤمنون ويصغون إلى رجال الدين إذا قاموا بدعوتهم».

وفي الانتخابات الرئاسية التي تجرى الجمعة، أعلن جزء من رجال الدين تأييدهم للمحافظ علي أكبر ولايتي الذي يفترض أن يحصل أيضاً على أصوات تجار البازار، ناخبوه التقليديون.

وهؤلاء تراجع نفوذهم أيضاً منذ ظهور التقنيات الحديثة والتطور الثقافي للمجتمع الإيراني.

وقال مسئول المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران محمد صالح صادقيان لـ «فرانس برس» إن «البازار وطبقة رجال الدين لم يعد لهم تأثير مباشر» على المجتمع.

وأضاف أنه تم تجاوزهم بفعل «الشبكات الاجتماعية ووسائل الاتصالات مثل الهواتف النقالة والأقمار الاصطناعية وتطور العادات».

من جهته، قال المحلل المقيم في بروكسل في مجموعة الأزمات الدولية (انترناشيونال كرايزس غروب)، علي واعظ إن التراجع بدأ في التسعينات مع تطور «شبكات جديدة مرتبطة بمؤسسات الجيش والدولة».

ورأى هيراد حاتمي كاتب الافتتاحية لموقع إلكتروني محافظ متخصص بالاقتصاد إن تأثيرهم على الصعيد السياسي يتراجع مع تقدم تجار البازار التاريخيين في السن.

وأشار إلى ظهور مراكز تجارية والوزن المتزايد للدولة لتحل محل الشركات الأجنبية التي غادرت إيران بسبب العقوبات الدولية المرتبطة بالملف النووي.

وذكرت وسائل الإعلام والخبراء أن عدداً كبيراً من المشاريع الحكومية من سدود ومرافئ واستثمار حقوق للنفط والغاز والاستيراد والتصدير، منحت لشركات مرتبطة بحراس الثورة الجيش العقائدي للنظام الإيراني.

وأوضح حاتمي أن «أهل البازار» يبقون مع ذلك أقوياء ككتلة وما زال بإمكانهم إرضاخ الحكومة.

وذكر بإضرابات 2008 و2010 التي قام بها تجار طهران وأجبرت حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد على التخلي عن قرار زيادة رسم القيمة المضافة على الذهب والنسيج.

لكن جواد بائع الشاي في البازار الكبير أشار إلى أن «محلات السوبرماركت الصغيرة على الطراز الغربي غزت طهران وإذا أغلقنا محلاتنا اليوم فلن يكون لذلك تأثير كبير».

العدد 3932 - الأربعاء 12 يونيو 2013م الموافق 03 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً