على رغم اجتياح الحر الشديد لبرلين وباقي المدن الألمانية في أسبوع لافت لتغير حالة الطقس المعتادة، إذ وصلت معدلات الحرارة إلى خمس وثلاثين درجة مئوية، لم يُثنِ الألمان عن متابعتهم لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما من أمام بوابة براندبورغ التاريخية حيث أغلقت الشوارع بقوات الشرطة تصل إلى ثمانية آلاف في استعدادات ملحوظة تعطلت فيها بعض الشوارع.

أوباما الذي ألقى خطابه رافعاً أكمام قميصه من شدة الحر لم يتوانَ في طرح مشروع بلاده مع روسيا في خفض الأسلحة والترسانة النووية في أوروبا، إلا أن المعارضين الألمان خرجوا قبل خطابه بيوم منددين بسياسة إدارته مع موضوع برنامج مراقبة الانترنت السري التي تم حديثاً كشف النقاب عنها.

ورأى البعض من الشارع الألماني كالطالبة الجامعية، هايدي نيومان (20 عاماً) التي تدرس في إحدى الجامعات ببرلين إن ما قاله أوباما في خطاب برلين لن يغير من الواقع شيئاً، قائلة: «لا أكترث فيما قاله أوباما على رغم إعجابي به كرئيس... هناك استياء بسبب برنامج مراقبة الانترنت السري... خرجت مظاهرات عندنا احتجت على ذلك».

في حين علقت مارتينا فيسر (28 عاماً) والتي تعمل في أحد المقاهي في وسط برلين، «بصراحة أوباما شخصية محبوبة في ألمانيا ولا أعتقد أن في خطابه شيئاً يزعجنا».

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت في مقابلة مع محطة «آر تي إل» يوم الإثنين الماضي إنها ستطلب من أوباما تفاصيل بشأن برنامج مراقبة الانترنت السري الذي أثار استياء الشارع الألماني، وتكلمت عنه الصحافة الألمانية بانتقاد شديد.

ويأتي خطاب أوباما بعد مرور 50 عاماً على إلقاء الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي كلمته في برلين التي قال عبارته الشهيرة: «أنا برليني»، في إشارة لدعم الولايات المتحدة لألمانيا الغربية آنذاك.

وبحسب الصحافة الألمانية فإنه من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي بأخته الكبرى غير الشقيقة «أوما» خلال زيارته لبرلين.