العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ

أمير قطر حمد بن خليفة وضع بلاده على الخريطة العالمية

عندما وصل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم في قطر بعد انقلاب غير دموي على والده، تسلم بلداً مغموراً شبه مفلس، أما الآن، فهو يغادر بلداً ثرياً حوله أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم و لاعب أساسي على الخريطة العالمية.

وباتت قطر في عهد الشيخ حمد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال وصاحبة أعلى دخل للفرد في العالم، فيما يبلغ عدد مواطنيها ربع مليون نسمة بالكاد ومساحتها 11437 كيلومتراً مربعاً.

وأوجد الشيخ حمد ماكينة اقتصادية ضخمة تحول الاحتياطي الغازي في الرمال ومياه البحر (ثالث احتياطي بعد روسيا وإيران)، الكثير من المال.

وعزز الشيخ حمد التحالف مع الولايات المتحدة التي لديها في قطر إحدى أكبر قواعدها الجوية في العالم، ومقر القيادة الوسطى لجيشها.

وحمد الأسمر ذو النظرة الجدية والذي كان مكتنزاً قبل أن يخسر الكثير من وزنه الزائد في السنوات الأخيرة، شخص مثير للجدل.

فمن انفتاحه على إسرائيل في بداية الألفية ودعمه لحزب الله وحماس وعدائه للسعودية، ثم المصالحة معها ودعمه الكبير لانتفاضات الربيع العربي وللإخوان المسلمين وابتعاده عن إيران في الملف السوري، أدار الشيخ حمد حراكاً لا يهدأ وحول الدوحة العاصمة السياسية للخليج، وربما للعالم العربي، في ظل ضمور دور القوى الإقليمية التقليدية مثل مصر وسورية وحتى السعودية.

وغالباً ما يقدم حمد بن خليفة على أنه «بطل الربيع العربي» الذي دعمه شتى أنواع الدعم، بما في ذلك عسكرياً في ليبيا، وبالسلاح في سورية.

أما الدعم القطري الأبرز فقد يكون الدعم الإعلامي من خلال قناة «الجزيرة» التي أطلقها الشيخ حمد بعيد وصوله الحكم مؤسساً لمرحلة جديدة من الإعلام الإخباري العابر للدول العربية.

ولطالما اعتمد الشيخ حمد على دعم شخصين محوريين: زوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ورئيس وزرائه المحنك الشيخ حمد بن جاسم الذي يتوقع أن يغادر منصبه مع تسلم الشيخ تميم الحكم.

ولد الشيخ حمد في 1952، وتابع دروسه في مدرسة ساندهيرست العسكرية البريطانية الشهيرة التي تخرج منها في 1977 وعين في 1977 ولياً للعهد ووزيراً للدفاع.

وكان يصعب على كثيرين فهم التوجهات المتعددة والتي تبدو أحياناً متناقضة في السياسة القطرية تحت قيادة الشيخ حمد.

في المقابل، أدخل الشيخ حمد إصلاحات محدودة على النظام السياسي، ورغم وعود متكررة بتنظيم انتخابات برلمانية، ما زالت قطر لا تحظى بمجلس تمثيلي منتخب مع صلاحيات حقيقية. وتقتصر التجربة الانتخابية في قطر حتى الآن على الانتخابات البلدية.

وقال مصدر دبلوماسي غربي لـ «فرانس برس»: «لم يكن الشيخ حمد أبداً مرتاحاً لفكرة كونه انقلب على والده. ربما أراد أن يذكره التاريخ بأنه الحاكم الذي سلم الحكم طوعاً وليس الذي انقلب على والده».

العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً