العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ

تميم... ولي عهد شاب يتسلم زمام الأمور في أكبر مُصدِّر للغاز بالعالم

يتسلم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني البالغ من العمر 33 عاماً فقط زمام الأمور في قطر التي يفترض أن يتخلى والده الشيخ حمد بن خليفة عن السلطة فيها اليوم (الثلثاء) بعد أن حولها إلى أكبر مصدر للغاز المسال في العالم وإلى لاعب أساسي على الساحة الدبلوماسية العالمية.

وتمكن تميم الطويل القامة والقوي البنية، خلال السنوات الأخيرة من فرض نفسه بشخصيته القوية مستنداً إلى ثقة والده، وبالطبع أيضاً إلى والدته الشيخة موزة بنت ناصر المسند البالغة النفوذ، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية وسياسية.

وكان الشيخ حمد وصل إلى السلطة في 1995 إثر انقلاب غير دموي على والده، وعين في بادئ الأمر نجله الأكبر من الشيخة موزة الشيخ جاسم، إلا أنه في ما بعد عين مكانه الشيخ تميم الذي بدأ نجمه يلمع في السنوات الأربع الأخيرة تزامناً مع قرار اتخذه الشيخ حمد في قرارة نفسه بالتخلي عن السلطة بحسب مصادر مطلعة.

وأعلن الديوان الأميري أمس الإثنين (24 يونيو/ حزيران 2013) أن الشيخ حمد بن خليفة سيتوجه بخطاب إلى القطريين صباح اليوم (الثلثاء) الذي أعلن يوم عطلة رسمية، فيما أكدت مصادر متطابقة أن الأمير سيتخلى عن السلطة لصالح نجله. وأوضح مسئول قطري لوكالة «فرانس برس» أن الأمير «سيتخلى عن صلاحياته» للشيخ تميم، بدون أن يوضح ما إن كان ذلك يعني أن الشيخ حمد سيحتفظ بمنصب شرفي.

والشيخ تميم خريج مدرسة ساندهيرست العسكرية البريطانية الشهيرة، وله زوجتان وست أبناء، سن الكبرى بينهم سبع سنوات. أما نجله الذكر الأكبر فيبلغ من العمر خمس سنوات.

ويتولى ولي العهد قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده، ورئاسة اللجنة الأولمبية كما أنه نائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الاقتصادية والاستثمار، إضافة إلى أنه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر. ويعشق الشيخ تميم التراث والإرث الثقافي الخليجي وقد بنى لنفسه قصراً تراثياً ساحراً في الصحراء.

ومن المتوقع أن يتزامن تسلم الشيخ تميم زمام الأمور في هذا البلد الذي فرض نفسه على الخريطة العالمية وبات أغنى بلد من حيث دخل الفرد، مع انتهاء دور شخص محوري آخر في السياسة القطرية هو رئيس الوزراء النجم والبالغ النفوذ الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، بحسب مصادر متطابقة.

ومن المتوقع بحسب مصادر سياسية ودبلوماسية ومسئولين قطريين أن يشكل الشيخ تميم حكومة لا يرأسها الشيخ حمد بن جاسم الذي يرأس مجلس الوزراء منذ 2007 ويشغل منصب وزير الخارجية منذ 1992.

وقال المحلل السياسي المتخصص في شئون الخليج، نيل بارتريك لوكالة «فرانس برس» أن الشيخ تميم يمسك منذ مدة «بملفات سياسية خارجية حساسة»، أن والده «جس النبض الداخلي والدولي إزاء إمكان وصول ابنه إلى منصب الأمير أو على الأقل ليتولى منصب رئيس الوزراء النافذ».

من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» إن «الشيخ تميم تسلم تدريجياً الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية». وذكر هذا المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أن «تميم قوي الشخصية تمكن من فرض نفسه ضمن الأسرة، خصوصاً أنه لم يكن ولي العهد الأول ولا الخيار الأول لولاية العهد». وللشيخ تميم إخوة أكبر منه سناً بما في ذلك من أم أخرى.

وبحسب المصدر الدبلوماسي، «يتمتع تميم بعلاقات ممتازة مع الغرب، خصوصاً مع واشنطن وباريس»، وهو من محبي فرنسا والثقافة الفرنسية شأنه شأن والده، كما أنه أيضاً مثله يتكلم الفرنسية بطلاقة.

وفي السياق الإقليمي، يتمتع الشيخ تميم بحسب هذا المصدر بعلاقات جيدة مع السعودية «وهو أمر أساسي لاستمرار لعب قطر دوراً سياسياً قيادياً في المنطقة» على قول المصدر. وكانت علاقات قطر والسعودية متوترة جداً في بداية عهد الشيخ حمد، إلا أن الأخير تمكن في النهاية من تحقيق مصالحة تاريخية مع الشقيقة الكبرى بين 2007 و2008، وهو أمر صب على عكس توقعات الكثيرين في رصيد النفوذ القطري الذي لم تعد تراه السعودية معادياً لدورها.

وأكد المصدر الدبلوماسي أنه «ليس من المتوقع أن يشكل صعود تميم إلى السلطة أي تغيير في سياسة قطر أو تموضعها الإقليمي».

وأوضح بارتريك في هذا السياق أنه «ليس من المتوقع أن يتخذ الشيخ تميم قرارات كبيرة بدون العودة إلى والده».

كما ذكر أن الشيخ حمد سبق أن أنجز تغييراً أساسياً في تموضع بلاده في المرحلة الأخيرة عبر الابتعاد عن إيران في الملف السوري، «على الرغم من حقول الغاز المشتركة الضخمة بين البلدين».

من جهته، قال مصدر خليجي مقرب من دوائر الحكم في قطر إن «تسليم تميم السلطة خطوة جريئة جداً وغير مسبوقة في الخليج في هذا الشكل»، ما قد يتسبب ببعض المخاوف لدى دول الخليج المتمسكة بقوة بتقاليد انتقال السلطة المحافظة، إلا أنها «مخاوف في الشكل وليس في المضمون». وبحسب هذا المصدر، فإن رئيس الوزراء حمد بن جاسم «يقول منذ مدة للمقربين منه إنه سيغادر منصبه» إلا أنه «من الصعب جداً تخيل انتهاء (دور) هذا الرجل البالغ التأثير والنفوذ والذي كان الشخص الأساسي في الاستثمارات القطرية في الخارج» وبالتالي «قد يبقي له دوراً في الكواليس».

العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:06 ص

      ولد بوري

      ما شاء الله دولة بشعبها يتسلم السلطة اصغر حاكم في العالم اتمنى انك تكون مخلص الى شعبك الابي

اقرأ ايضاً