لكل صورة قصة، ذكرى أو حدث... كثيراً ما يعود بعضنا ليتصفح ألبوماته القديمة، ويستحضر ذكريات مرت عليه في الماضي البعيد. فيعيش اللحظة نفسها التي التقطت فيها تلك الصورة القديمة، ويتذكر شخوصها وما مثلوه بالنسبة إليه. وكثيراً ما تعترينا تلك الحالة التي تدفعنا للبحث عن صورة قديمة بعينها. نبحث عنها لأننا نبحث وراءها عن ذكرى، عن أشخاص مروا بنا في الماضي وفرقتنا عنهم الأيام. وتصبح للصورة قيمة أكبر ومعنى أعمق عندما يتقادم بها الزمن. فكلما كانت الصورة أقدم، كلما أصبحت أغلى وأعز.
عبدالحسين كويتان آمن بكل ما سبق. آمن به لدرجة غريبة دفعته أن يطرق أبواب «الوسط» ليطلب المساعدة في إعادة إحدى الصور القديمة إلى أصحابها.
وكويتان يملك محلاً لبيع وشراء الأثاث المستعمل، وقد اشترى في إحدى الصفقات منذ ستة أشهر مجموعة من قطع الأثاث المستعمل والصناديق القديمة من سوق «الحراج». عثر بينها على صورة قديمة، تعود للأربعينات أو الخمسينات تقريباً. الصورة-التي أحضرها لـ «الوسط» - تضم 3 صبية مختلفي الملامح.
يقول كويتان: «بحثت كثيراً عن أصحاب الصورة، سألت جميع معارفي ولم أتوصل إلى شيء». أما الرجل الذي باعه الأثاث فلم يتذكر من أين اشتراه في البداية، وهكذا أقفلت الأبواب أمام كويتان.
لماذا تريد أن تعيد الصورة لأصحابها يا عبدالحسين؟ إنها صورة عادية جداً، ليست لها أية قيمة مادية، فلماذا تصر هذا الإصرار الكبير على البحث عن أصحابها؟
يجيب كويتان: «عندما أفكر في أن هؤلاء الصبية الثلاثة الآن أصبحوا رجالاً كباراً، ربما فرقت بينهم الأيام، ربما مات أحدهم أو جميعهم، ربما بحثوا عن الصورة لتعيد لهم ذكريات أحبوها. ربما لم يكونوا يريدون التخلي عن الصورة ضمن الأثاث الذي باعوه، ربما وربما كثيرة لن يجيب عنها إلا إيجاد أصحاب الصورة، لذلك أريد البحث عنهم». أصر كويتان علينا أن ننشر الصورة، ونساعده في البحث عن أصحابها وقال: «أريد أن أعيد الصورة إلى أصحابها، أريدهم أن يستعيدوا صورة قديمة لا قيمة لها عندنا، ولكنها قد تمثل قيمة كبرى عندهم...».
العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ