قررت محكمة الاستئناف بتونس العاصمة أمس الأربعاء (10 يوليو/ تموز 2013)، الإفراج مؤقتاً عن عدد من كبار المسئولين في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، بالإضافة إلى آخر أمين عام الحزب الحاكم سابقاً.
وقال مصدر قضائي تونسي إن المعنيين بهذا القرار هم عبد العزيز بن ضياء، مستشار الرئيس السابق وعبدالله القلال الرئيس السابق لمجلس المستشارين، ومحمد الغرياني، الأمين العام لحزب «التجمع الدستوري الديمقراطي» المنحل. وأوضح أن قاضي محكمة الاستئناف قرّر أيضاً منع المُفرج عنهم من السفر خارج البلاد، بالإضافة إلى منعهم من «الظهور في الأماكن العامة».
ولفت إلى أنه بموجب هذا القرار سيتمكن محمد الغرياني من مغادرة السجن، في حين سيبقى عبدالعزيز بن ضياء، موقوفاً بسبب قضية أخرى، كما أن عبد الله القلال بصدد قضاء محكومية في قضية أخرى. يُشار إلى أن السلطات التونسية كانت قد اعتقلت عدداً من الوزراء وكبار المسئولين وذلك في أعقاب سقوط نظام الرئيس التونسي السابق بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، ووجهت تهماً عديدة تمحورت غالبها حول ملفات فساد مالي.
في سياق آخر، أعلنت منظمة حقوقية تونسية، أنها قررت مقاضاة الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، بسبب إقالته مفتي الديار التونسية الشيخ عثمان بطيخ.
وقال رئيس «مرصد إيلاف»، عبدالجليل الظاهري في تصريحات إذاعية، بُثت أمس، إن المكتب التنفيذي للمرصد «قرر تكليف المحامية صفاء خليل لرفع قضية إدارية للطعن في قرار الرئيس المؤقت منصف المرزوقي بالإلغاء وإيقاف تنفيذ قراره بعزل مفتي الجمهورية عثمان بطيخ».
واعتبر الظاهري أن «إعفاء الشيخ عثمان بطيخ هو تتمة للمحاولة على السيطرة على الخطاب الديني والمؤسسات الدينية»، واصفاً العزل بـ «الاستباق الانتخابي». وكان الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، قرر يوم السبت الماضي إعفاء الشيخ عثمان بطيخ من مهامه، وتعيين الشيخ حمدة سعيّد خلفاً له، من دون توضيح الأسباب. واعتبر المفتي بطيخ في تصريحات بُثت أمس الأول، أن سبب إقالته من منصبه يعود إلى «مواقفه الرافضة للجهاد في سورية، وهي مواقف مبدئية وشرعية لا تقبل المساومة من أي طرف».
يُشار إلى أن «تجمع العلماء المسلمين»، و «اتحاد علماء بلاد الشام»، انتقدا بشدة هذه الإقالة، واعتبرا أن إقدام الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي على إقالة «مفتي تونس العلامة الشيخ عثمان بطيخ الذي كان دائماً رمزاً للوسطية والاعتدال، لم يأتِ من فراغ بل هو ناتج عن تصدي الشيخ للدعوات التكفيرية والفتاوى الغريبة التي لا أصل لها في الشرع».
العدد 3960 - الأربعاء 10 يوليو 2013م الموافق 01 رمضان 1434هـ