نظم أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمس (الأحد) مسيرات جديدة للمطالبة بعودته إلى منصبه؛ ما يقضي على آخر الجهود لتحقيق مصالحة تجنب حدوث صدام.
من جانبهم، أعلن مسئولون أمنيون كبار لوكالة «فرانس برس» أمس أن قوات الأمن المصرية ستفرق «تدريجياً» و «في غضون بضعة أيام» وبعد «إنذارات عدة» تظاهرات أنصار مرسي الذين يحتلون منذ شهر اثنين من ميادين القاهرة. وقال مسئول كبير في الشرطة وضابط ملحق بوزارة الداخلية رفضا كشف هويتهما إن قوات الأمن ستعمد في البداية إلى «تطويق» الميدانين حتى تفسح في المجال لمن يرغب في المغادرة.
القاهرة - أ ف ب، يو بي آي
دعا أنصار الرئيس الإسلامي محمد مرسي أمس الأحد (11 أغسطس/ آب 2013) إلى تظاهرات جديدة بينما تنتهي مهلة حددتها السلطات المصرية التي تستعد لتفريق اعتصامين في ساحتين في القاهرة بالقوة.
ودعا الائتلاف المعارض للانقلاب والمؤيد للديمقراطية الذي يضم أنصار مرسي، مؤيديه إلى «عشر مسيرات» في العاصمة المصرية «دفاعاً عن شرعية الانتخابات».
وينظم هذا الائتلاف اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وتقوده جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها محمد مرسي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2011 بعد سقوط حسني مبارك.
ويطالب الإخوان المسلمون الذين يكررون أن تظاهراتهم سلمية، بإطلاق سراح مرسي الموقوف مع عدد من قادة الجماعة منذ الثالث من يوليو/ تموز وسيحاكم بعضهم في 25 أغسطس الجاري بتهمة التحريض على القتل، وبإعادة مرسي إلى الرئاسة وعودة العمل بالدستور الذي علقه العسكريون.
من جانبه، دعا شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب أنس الأحد إلى المصالحة الوطنية وأكد أنه دعا كل الأطراف إلى مشاورات اليوم (الإثنين) للتوصل إلى حل.
وذكرت صحيفة «الأهرام» الحكومية أن «مشيخة الأزهر ستبدأ اليوم (الإثنين) إجراء سلسلة اتصالات ومشاورات مكثفة مع عدد من أصحاب مبادرات المصالحة الوطنية تمهيداً لعقد اجتماع موسع برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للخروج من المأزق السياسي الراهن».
ونقلت الصحيفة عن مستشار شيخ الأزهر، محمود العزب قوله إن «الأزهر بدأ في دراسة جميع مبادرات المصالحة التي تقدمت بها رموز سياسية وفكرية مصرية خلال الأسابيع الماضية لدراسة ما ورد بها من أفكار ومقترحات لإنهاء الأزمة والوصول إلى صيغة توافقية يرتضيها جميع المصريين».
لكن احتمال أن يوافق الإخوان المسلمون على هذه المبادرة ضئيل بعدما وقف شيخ الأزهر في صف الفريق أول السيسي بشكل واضح.
وفي مؤشر على تصاعد التوتر وأن تدخل الشرطة بات وشيكاً، أثار انقطاع للتيار الكهربائي ليل السبت الأحد بداية موجة هلع على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التي أعلن بعضها عن بداية الهجوم.
وفي ساحة رابعة العدوية، قال المنظمون لـ «فرانس برس» إنهم أرسلوا على الفور إلى حواجز الآجر وآكياس الرمل، الرجال المكلفين حفظ أمن المتظاهرين - رجال يرتدون سترات برتقالية ويعتمرون قبعات خاصة بالورشات أو بالدراجات ومزودون بعصي - «ليروا ماذا يحدث».
وأضافوا «إنه إنذار كاذب».
من جانب آخر، أعلنت القوات المسلحة المصرية، أمس (الأحد)، أن عناصرها هاجمت بؤرة لمجموعة من «الإرهابيين» بشمال سيناء أسفرت عن سقوط 25 منهم بين قتيل وجريح، كم دمَّرت مخزناً للأسلحة والذخيرة. وقال الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن عناصر من القوات المسلحة قامت في تمام الساعة 9:00 من مساء السبت، «بتنفيذ عملية نوعية ضد مجموعة إرهابية جنوب قرية التومة في مدينة الشيخ زويّد (يشمال صحراء سيناء) ممن تلوثت أيديهم بدماء شهدائنا في الجيش والشرطة بشمال سيناء». وأوضح علي أن العملية أسفرت عن «سقوط 25 عنصراً إرهابياً بين قتيل وجريح إلى جانب تدمير مخزن للأسلحة والذخيرة والذى تستخدمه هذه العناصر ضد القوات المسلحة والشرطة المدنية وترويع المواطنين الأبرياء في شمال سيناء»، مجدِّداً تعهُّد القوات المسلحة «بملاحقة الإرهابيين والقضاء على البؤر الإجرامية حتى يتم فرض الأمن في شمال سيناء وكافة ربوع مصر».
العدد 3992 - الأحد 11 أغسطس 2013م الموافق 04 شوال 1434هـ