أكد الأمين العام لمركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أحمد نجم ان التحكيم في أسواق المال بدول مجلس التعاون موضوع قد يتصف بكثير من الجرأة والاقدام كون مجمل أسواق المال لم تولِ التحكيم اهتماماً يتوافق مع مبدأه الاتفاقي وإرادته الحرة إذ لا يتصور إجراؤه تسلطاً أو اكرهاً، مبينا بأنه إذا اعتبرنا أن اسواق اوراق المال مكاناً للاستثمار وليس ساحة للمضاربة فإن ذلك يحتم تطوير قوانين الاصلاح والشفافية لتسهيل التعرف على اتجاهات أداء البورصات بشكل أدق، وتوفير منظومة لفض المنازعات بالوسائل البديلة ومنها التوفيق والتحكيم.
جاء ذلك خلال اطلاق مركز التحكيم التجاري الخليجي يوم الأحد الماضي (18 أغسطس/ آب 2013) فعاليات مؤتمره السنوي بصلالة والذي جاء تحت عنوان "التحكيم في منازعات أسواق المال الخليجية تحت رعاية وزير التجارة والصناعة علي بن مسعود السنيدي وبحضور وزير الدولة ومحافظ ظفار محمد بن سلطان البوسعيدي وعدد من الشخصيات والفعاليات الهامة.
وأوضح الأمين العام لمركز التحكيم التجاري الخليجي أن تحقيق التكامل النقدي للمنظومة الاقتصادية الخليجية يتطلب توحيد العملة الخليجية بعملة واحدة يتم التعامل بها، وهذه الدرجة العالية من التكامل يتطلب إيجاد بنك مركزي واحد للمنطقة وتوحيد الأسواق والسياسات المالية وترسيخ مفهوم الادخار والاستثمار، منوهاً بضرورة المحافظة على درجة استقرار الأسواق الخليجية والعمل على توحيدها حتى يتمكن المستثمرون من اختيار المشروعات الأكثر كفاءة وعائدية مما يحفز الانتاج والكفاءة على مستوى الاقتصاد الكلي، واضفاء المزيد من العمق والسيولة على الأسواق، بجانب أن الأخذ بالتحكيم بمجموع حرياته سيشجع جذب استثمارات خارجية غير مباشرة، خاصة أن حرية الاتفاق وحرية اختيار المحكمين تعتبر مخالفتهما في أدبيات التحكيم سبباً لابطال الحكم.
وأضاف نجم إن الحالة المجزأة للبورصات الخليجية باختلاف الثقافات الاستثمارية وأدوات فض المنازعات في أسواق المال وقواعد الادراج والتداول تجعلها صغيرة أمام البورصات الأمريكية أو الأوروبية أو الآسيوية عند توحيدهما مستقباً.
وأختتم نجم كلمته بالإشارة إلى أن التطلعات كبيرة خلال الفترة القادمة أن تأخذ الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بعد تشكيلها للهيئة المشرفة على توحيد أسواق المال الخليجية نظرة حول قبول اللجوء إلى قواعد التحكيم بمركز التحكيم الخليجي ولو بصورة خاصة مبدئية في بعض المنازعات الفنية ذات المبالغ الكبيرة بين متعددي الأطراف من الشركات الخليجية المستثمرة.
وكما قدم شكره للمؤسسات والهيئات المشاركة في هذا المؤتمر وبنك عمان العربي الداعم لهذا المؤتمر ولجريدة عمان لرعايتها الاعلامية.
وأفتتح المؤتمر بكلمة لوزير التجارة والصناعة علي بن مسعود السنيدي اكد فيها على ان تنظيم المؤتمر بالتعاون بين مركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وغرفة تجارة وصناعة عمان (فرع محافظة ظفار) يأتي في وقت تحرز فيه اقتصاديات دولنا الخليجية تقدماً مضطرداً وتوجه فيه اهتماما خاصاً لجذب استثمارات القطاع الخاص المحلي والاقليمي الدولي.
وأشار السنيدي أنه في ظروف العولمة وتحرير نظم وإجراءات الاستثمار والتجارة في الخدمات على المستوى العالمي تبرز الضرورة لتبني القوانين التي تطبق على العلاقات ذات الطابع الدولي المتصلة بأسواق الأوراق المالية وذلك من أجل تأسيس علاقات اقتصادية دولية متناغمة تكون على توافق ومع مجموعة القواعد الاجرائية للتحكيم التجاري التي تتبناها لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (يونسترال) ولما للتحكيم التجاري من فعالية تسوية المنازعات خارج أنظمة المحاكم الرسمية.
وأعرب عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس فرع الغرفة بمحافظة ظفار الشيخ عبدالله بن سالم الرواس خلال كلمته عن ترحيبه بالحضور وتشرف الغرفة باستضافه المؤتمر للعام الثامن عشر على التوالي والذي يشارك فيه أبرز القضاة والمختصين ومديري الادارات القانونية في الشركات والمستشارين والخبراء القانونيين في مجال التحكيم التجاري من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية.
وهذا يدل دلالة واضحة على نجاح الملتقى ونجاح الجهة المنظمة وهو مركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون في اداء رسالته.
وبدأ الملتقى جلسة العمل الاولى تحت عنوان "التحكيم في منازعات أسواق الأوراق المالية تجارب ودراسة مقارنة".
وقد ترأس هذه هذا الجلسة المحامي عبدالحميد الصراف من دولة الكويت.
و قدم ورقة العمل الاولى في المؤتمر الامين العام لمركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون احمد نجم عبدالله النجم والتي حملت عنوان ( تباين التشريعات بدول مجلس التعاون الخليجي من التحكيم في أسواق الأوراق المالية) وقد تضمنت هذه الورقة أربعة محاور رئيسية بدأها أولاً بجوهر التحكيم وطبيعته قضايا التحكيم التجاري والمحور الثاني تحدث فيه نجم عن مدى اعتبار تحكيم أسواق الأوراق المالية تحكيماً من عدمه حيث قسم المتحدث فقهاء التحكيم إلى ثلاثة اتجاهات. الاتجاه الرافض حيث لاحظ جانب من الفقه ان نظام التحكيم في سوق الأوراق المالية الاجباري يقوم على افتراض قبول المتعاملين بالسوق لهذا النظام لا خيار لهم في اللجوء اليه ولا تؤدي فيه ارادته أي دور فهو مفروض عليهم بنص القانون.
والورقة العمل الثانية في الجلسة الأولى (التحكيم في منازعات الأوراق المالية والسلع وتحدث في هذا الشأن المستشار مجدي ابراهيم قاسم المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للتوفيق والتحكيم التجاري رئيس محكمة الاستئناف بالقاهرة وقد تناول المتحدث العديد من الأمثلة بشيء من التفصيل حول العديد من القضايا في المحاكمات التجارية وطبيعة العمل القضائي في مثل هذه المنازعات.
وفي الورقة الأخيرة من الجلسة للأولى للمؤتمر قدم أحمد حسين المسجل العام لغرفة البحرين لتسوية المنازعات (الفصل في منازعات المؤسسات المالية والدولية ذات الطبيعة التجارية) وقد عرض أحمد حسين في هذه الورقة تجربة غرفة البحرين لتسوية المنازعات كنموذج تحدث فيه عن الرؤية الاقتصادية ودعم بدائل حل المنازعات وتشريعات غرفة البحرين واختصاصاتها.
الجلسة العمل الثانية من اليوم الأول للمؤتمر حملت جلسة العمل الثانية عنوان «النظام القانوني للتحكيم في أسواق أوراق المال الخليجية» وقد أدار هذه الجلسة المحامي سعيد بن سعد الشحري حيث تم تقديم ثلاثة أوراق عمل، حملت الورقة الاولى عنوان «النظام القانوني للتحكيم لدى هيئة الأوراق المالية والسلع بدول الامارات العربية المتحدة» تحدث فيها خالد محمود محمد مدير إدارة التنفيذ والمتابعة بهيئة الاوراق المالية والسلع بدول الامارات العربية المتحدة عن التحكيم الاجباري والاختياري والتحكيم الداخلي والدولي وطبيعة التحكيم التجاري بشكل تفصيلي في دولة الامارات العربية المتحدة كما تناول بعض صور التحكيم وبعض التقسيمات التي قام بها الفقه في تناوله لموضوع التحكيم التجاري.
وفي الورقة الثانية من جلسة العمل الثانية في المؤتمر قدم خالد بن عبدالله المديد مدير إدارة التمثيل القضائي بهيئة السوق المالية بالمملكة العربية السعودية ورقة عمل عن (طبيعة التقاضي للحق العام والخاص في سوق المال بالمملكة العربية السعودية)، وعرض المتحدث معلومات عن تاريخ تأسيس هيئة السوق المالية السعودية وصلاحياتها والادارات التي تتكون منه الهيئة ونظام السوق المالي ومواده التي تقع في عشر فصول واللوائح التنفيذية والتنظيمية في هيئة سوق المال.
واختتمت جلسة العمل الثانية أوراقها أحمد يوسف جاسم الحجي مدير إدارة التحكيم في هيئة أسواق المال الكويتية.
وتناول فيها المتحدث نظام تحكيم هيئة أسواق المال الكويتية مستعرضاً تاريخ أنظمة التحكيم التجاري في دولة الكويت.
وكانت الجلسة النقاشية لليوم الأول حول القانون الواجب التطبيق على العلاقات القانونية المتصلة بأسواق الأوراق المالية ذات الطابع الدولي".
العملة الخليجية
متى ترى النور العملة مجلس التعاون . . يورو خليجي ؟ .