بعد تجربتها التي دامت لأربع سنوات، تعاود مبادرة "درايش" ضمن مهرجان تاء الشباب الخامس انطلاقتها، وتستثمر بيئتها الفكريّة باشتغال نوعيّ آخر تتّجه إليه في مبحثها لهذا العام، حيث ستعلن عن طبيعة مشاركتها وتفاصيل مشاريعها مساء غد (الأحد) في الساعة الثامنة مساءً بمجمّع السيف التجاري في فعالية بعنوان (شيء يحلم أن يكون)، حيث تجاور المبادرة جمهورها بطرح مشروعها المقبل القائم على إعادة تدوير الخردوات والأدوات المستهلكة أو تلك المرغوب التخلّص منها، وتعلن عن تصوّرها ومخطّطاتها التي اشتغلت عليها في الفترة الماضية برفقة عدد من الخبراء والباحثين بالتعاون حلبة البحرين، وذلك في محاولة لتطوير التعامل ما بين العمارة والبيئة، وفي سياق التوجّه العام للعمارة المستدامة.
(شيءٌ يحلم أن يكون) هي البداية الأولى لدرايش، والتي تشكّل استدراجًا لخطواتها اللاحقة والمتّصلة ببعضها الآخر، حيث أنّها خلال هذا العام تتّجه لتكوين بيئة موضوعيّة تنتهي فيها كل الفعاليات إلى خاتمة فكريّة غير عشوائية، تستفيد من خلالها في قياس مدى الأثر. إذ تبدأ "درايش" باستبدال بشاعةِ الأشياء بقدرتِها على الجمال في فعاليتها هذه وتتحدّى بشاعة الخردوات بإعادة خلقِها وتوظيفها معماريًا لتكون منتجًا صديقًا للبيئة، وتترك للجمهور قرار شكله النهائيّ، وتتواصل معهُ لمناقشة التدوير والمفاهيم الشائعة في مجمّع السيف التجاريّ، وسيمتدّ هذا الاشتغال إلى حقيقة ملموسة في فعاليّة الختام في الثاني عشر من شهر سبتمبر المقبل، عبر فعاليّة "ينتصر للجمال" بعد أن يشتغل المعماريّون والمصمّمون وأصدقاء البيئة طيلة الفترة المقبلة على إنجاز التصميم المعماريّ المُقتَرَح. وفي ذلك محاولة على توطيد العلاقة ما بين المعمار والناس، من خلال فكرة أنّ العمارة قادرة تمامًا على أن تقول الوجه الأجمل من حقيقة الأشياء.
من هذا الحدث، تكشف درايش عن توجّهها هذا العام إلى موضوع (العلاقة ما بين الإنسان والعمارة وأثرها على السلوك البشريّ والتكوين الفكريّ). ومن أجل ذلك، فإنه وللمرّة الأولى، تتعاون مبادرة درايش مع المركز الإقليميّ العربيّ للتراث العالميّ الذي سيقدم للأيادي الشابّة الخبرة العالميّة في مجال التراث والتجربةِ التاريخيّة في العمارةِ وتفاعل الإنسان برُؤاه و فكرتهِ وصدى ذاكرتِه، وتقوم بترتيب أدواتها البحثيّة والنقاشيّة لتقديم فهم عام وقراءة شاملة لتجاوب الإنسان مع المظهر العمرانيّ وعفويّة سلوكه في سياق المكان. كما ترصد المبادرة مؤشّرات الآخر لتفرز المادّة النهائية باعتبارها نتيجة المختبر المكاني الذي ستعقده طيلة فترة التاء.
وتسعى درايش هذا العام لعقد مقارنة بصريّة وتحليليّة، تتناول فيه مرّة المنظور الأوسع للمكان من خلال فكرة محيط جغرافي محدّد، وتسلّط الضوء في المرّة الثانية على الجزء الصغير من المكان بغض النظر عن الرؤية الأوسع لمراقبة علاقة الإنسان بعنصر معيّن أو بتفصيل دقيق، قبل أن تلخّص نتيجتها إلى تحليل الأثر المبسّط ورصد السلوك الإنساني. وتحقّق المبادرة فكرتها عبر مجموعة متنوّعة من الفعاليّات المختلفة والتي تحرصُ فيها على الموازنة بين فكر المعماريين المتخصصين وبين عامةِ مُحبّي العمارة، من خلال مختبريّ (محطة تقود إلى...) و(بتصرفٍ عن المكان) اللذين سيرصدان ردود الأفعال قبالة الفضاءات المعماريّة ويعيدان فرزها في فعاليّة دردشة بالمركز الإقليميّ العربيّ للتراث العالميّ.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان تاء الشباب ينطلق برعاية من وزارة الثقافة، وبدعم: "مجمع السيف"، "جروب بلاس"، "حلبة البحرين الدولية"، "تمكين"، والرعاية الفضية يقدّمها "المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي"، "المسرح الفرنسي"، "بيوكريفل"، أما الرّعاة البرونزيون فهم: "جيبك"، "مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث" و"آي برينت"، كما يتعاون المهرجان مع عدّة جهات هي "درّة البحرين"، "جامعة البحرين"، "مركز تسهيلات البحرين للإعلام"، "لاجون أمواج"، "إليانس فرانسيس" و"برنامج الأمم المتحدة للبيئة"، والشركاء الإعلاميّون هم صحف "الأيام" و"البلاد" و"الوطن" و"الوسط".
يُذكر أن مهرجان "تاء الشباب" انطلق في العام 2009م تحت مظلة وزارة الثقافة بدعم وتشجيع من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة للفكرة التي أطلقها مؤسسه الراحل الأستاذ محمد البنكي لإدماج الشباب في الحراكات الثقافية وتفعيل دورهم في صياغة وتبادل الثقافات، وإيجاد روح شبابية ثقافية في الوسط البحريني.
بلقيس
درايش ... أليس إسم مسلسل تلفزيوني كان يمثله بعض الشباب البحرينيين ؟