خرجت البحرين بميدالية وحيدة بعد ختام دورة الألعاب الآسيوية الثانية للشباب التي اختتمت مساء الجمعة الماضي بمدينة نانجينغ الصينية، إذ استطاع منتخب ناشئي كرة اليد من تحقيق الميدالية البرونزية على حساب المنتخب السعودي في مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع وبنتيجة 22 مقابل 21، ليؤكد ناشئونا تواجدهم على الساحة الأسيوية وتطور كرة اليد البحرينية، ولتسجل هذه الميدالية بان مشاركة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية لم تكن مشاركة شرفية وإنما من اجل المنافسة، وليؤكد اتحاد اليد برجالاته أنهم عند حسن الظن والثقة لتشريف البحرين خير تشريف بعد أن وقع اختياره من قبل المسئولين باللجنة الاولمبية البحرين للمشاركة في هذه الدورة، ونستعرض خلال الأسطر القادمة انطباعات تحقيق الميدالية البرونزية الاولمبية الاولى.

وأشاد مدرب منتخبنا عادل السباع بالأداء الذي قدمه لاعبونا خلال مشاركتهم الخارجية الاولى رغم انه كان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان، وأضاف انه راض عما تحقق من نتائج ومن مستويات فنية قدمها اللاعبون كبداية لهم على المستوى الخارجي.

وأشار الى أن اللاعبين استطاعوا على رغم حداثة سنهم وقلة خبراتهم التواجد على منصة التتويج وهذا ما يحسب لهم ويدل على مدى حماسهم وإصرارهم على الظهور بالشكل المشرف، متطلعاً بان يظهر المنتخب بصورة فنية أفضل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عن القارة الآسيوية المقبلة.

وأوضح أن المنتخب واجه منتخبات تفوقه خبرة واكبر منه سناً بجانب تميزها بالبنية الجسمانية ولم يحل ذلك دون تحقيق المركز الثالث في سلم الترتيب وهو مركز ايجابي مقارنة بخبرة لاعبينا. وعن أصعب المواجهات التي واجهها المنتخب في الدورة أشار عادل السباع لمواجهة العراق في الدور الثاني التي انتهت بفارق هدف لمنتخبنا ومن ثم مواجهة السعودية في مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وأوضح أن مواجهتي قطر وكوريا كانتا من المواجهات الصعبة والتي كان منتخبنا فيها من تحقيق نتيجة ايجابية فيها ولكن قلة الخبرة حالت دون ذلك، وشدد خلال حديثه أن هناك عدة مكتسبات أفرزتها المشاركة الآسيوية منها زيادة خبرة اللاعبين والاحتكاك مع منتخبات قوية وعلى هرم مكتسبات الدورة الآسيوية هو تحقيق ميدالية اولمبية وهي غير مسبوقة لكرة اليد البحرينية.

وبخصوص المواجهة الأخيرة أمام السعودية أشار السباع الى أن المواجهة غلب عليها الحرص والخوف في كلا الجانبين ولكن إرادة منتخبنا بتحقيق الفوز فاقت إرادة المنتخب السعودي على رغم عقوبات الإيقاف لمدة دقيقتين لبعض اللاعبين وفي أوقات مهمة من مجريات المواجهة، وبالنسبة لما بعد دورة الألعاب أشار الى أن الجهاز الفني سيرفع تقريره لمجلس الإدارة للاطلاع عليه، وسيكون المنتخب في الفترة المقبلة أمام عدة خيارات لإعداده للاستحقاقات القادمة.

مشيداً في نهاية حديثه بالأداء الذي قدمه لاعبيه والدعم الكبير الذي حظي عليه المنتخب من قبل إدارة الاتحاد واللجنة الاولمبية البحرينية وبالتسهيلات التي حظي عليها وفد كرة اليد من قبل البعثة الإدارية البحرينية بالدورة.

السلاطنة: تأثرنا بالإيقافات

احد ابرز رجالات المواجهة الأخيرة أمام المنتخب السعودي وتحقيق الميدالية البرونزية بالدورة هو محمود السلاطنة الذي استطاع إحراز 5 أهداف من مجموع أهداف منتخبنا، إذ وفق كثيراً في تنفيذ رميات السبعة أمتار. إذ اعرب عن بالغ سعادته في تحقيق الميدالية البرونزية في مشاركته الخارجية الاولى مع المنتخب، وأشار الى أن مواجهة السعودية جاءت متقاربة المستوى الفني ظهرت بندية كبيرة على رغم الأخطاء الفردية التي وقع فيها اللاعبون على مستوى الدفاع والهجوم.

وأوضح أن منتخبنا تأثر كثيراً بإيقافات الدقيقتين مما أتاح الفرصة للمنتخب السعودي التقدم بالنتيجة إضافة لتفعيله دور لاعب الدائرة الذي منح الأفضلية لمنتخب بلاده مستغلاً الخلل الدفاعي الذي عانى منه منتخبنا، وأضاف السلاطنة أن عودة الروح وإحساسهم بالمسئولية عاد باللاعبين لجو المواجهة وقلبوا المجريات مجدداً لمصلحتهم عبر التوازن بين الدفاع والهجوم، إذ ان عودة قوة الدفاع أتاح الفرصة للتسجيل مرة أخرى لأخذ زمام الأمور على رغم أن الفارق هو هدف واحد حافظ عليه منتخبنا حتى أطلق الطاقم الإماراتي صافرة النهائية.

مشيراً أن المنتخب عانى بعض الفترات من الخوف مما أوقعهم في دائرة الإرباك والتسرع في التصويب على مرمى الخصم، إلا أن التقيد بالتعليمات بعد الوقت المستقطع الأخير حوّل مجرى النتيجة لمصلحتنا.

آل سعيد: 8 لاعبين

وعن الخسارة قال مدرب المنتخب السعودي فاضل آل سعيد انه راض كل الرضى عن المستوى الذي قدموه لاعبيه دون استثناء، وانه مؤمن بان الرياضة تعطي لمن يعطيها وهذا ما دلت عليه النتائج النهائية لمنافسات كرة اليد ضمن الألعاب الأسيوية، وأضاف أن العمل الحقيقي لإعداد المنتخب لم تتعد مدته الشهر والنصف إذ ان هذه الفترة غير كافية للوصول لأفضل الحالات أو تقلد أي من ميداليات المراكز الثلاث الاولى، وان الوصول للمربع الذهبي هو انجاز في حد ذاته للمنتخب في ظل الظروف التي عايشها.

وأشار فاضل آل سعيد الى أن توقيت استبعاد اللاعبين لمدة دقيقتين وفي أصعب الأوقات هو احد مسببات الخسارة من البحرين في مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع وبفارق هدف إضافة لعدم وجود البديل الفاعل الذي يستطيع خلق الفارق أمام الخصم.

وتابع وقوله أن خاض مواجهات المنافسات بثمانية لاعبين فقط إذ كانت الخيارات محدودة، وان البحرين استطاع التفوق لامتلاكه لاعبين يجدون الحلول في الأوقات المهمة بجانب تميز حراسة منتخب البحرين في المواجهة.

تكرار السيناريو

النتيجة النهائية التي جاءت عليها منافسات كرة اليد بدورة الألعاب الآسيوية مشابهة لما آلت إليه نتائج البطولة الآسيوية لمنتخبات الناشئين التي أقيمت في العاصمة الإماراتية ابوظبي العام 2010 والمؤهلة لكأس العالم التي احتضنتها الأرجنتين العام 2011، إذ احتل المنتخب القطري المركز الاول وجاءت المنتخب الكوري في المركز الثاني ومنتخبنا في المركز الثالث على حساب المنتخب السعودي، إذ احتاج منتخبنا بعد انتهاء وقت المباراة الأصلي والأوقات المستقطعة لاحتلال المركز الثالث اللجوء لرميات الترجيح والتي ابتسمت لاحمر وها هو السيناريو يتكرر في دورة الألعاب الآسيوية بتفوق يد الأحمر وبفارق هدف فقط وبنفس القيادة الفنية المكونة من المدربين الوطنيين عادل السباع ومحمد المراغي.

العمري: صرف مكافآت الفوز

أشاد الأمين المالي للبعثة البحرينية في الألعاب الآسيوية احمد العمري بالانجاز الذي حققه لاعبونا والخروج بالميدالية البرونزية، وأضاف أن اللاعبين كانوا عند حسن ظن الجميع بعد المستويات الفنية التي قدموها طوال مشواره الآسيوي على رغم ما تعرضوا له من خسارتين، وان الخسارتين لم تثنيهم عن تحقيق الانجاز الوحيد للبعثة البحرينية في دورة الألعاب، وأوضح العمري أن مكافآت الفوز قد رصدت من قبل اللجنة الاولمبية البحرينية وأنها ستصرف للأعضاء المنتخب بالتنسيق مع الاتحاد البحريني لكرة اليد بعد العودة للبحرين.

مواجهتا فارق الهدف

مواجهة منتخبنا هي الثانية التي تنتهي بفارق هدف وحيد، إذ استطاع لاعبونا من تجاوز المنتخب العراقي بنتيجة 26 مقابل 25 وهو الفوز الذي منح منتخبنا بطاقة التأهل للمربع الذهبي، فيما المواجهة الثانية التي انتهت بفارق هدف هي مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع مساء أمس أمام المنتخب السعودي والتي أنهاها أبطالنا بنتيجة 22 مقابل 21 والتي حقق من خلالها الميدالية البرونزية.