دعت إحدى عشرة دولة في قمة مجموعة العشرين أمس الجمعة (6 سبتمبر/ أيلول 2013) في بيان إلى «رد دولي قوي» على إثر استخدام أسلحة كيماوية في سورية، مؤكدة أن مؤشرات تدل «بوضوح» على مسئولية نظام الرئيس بشار الأسد في هجوم كيماوي.

ووقع على هذه الدعوة التي نشرها البيت الأبيض في ختام قمة سان بطرسبورغ، كل من أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا (التي ليست رسميّاً عضواً لكنها مدعوة دائمة إلى مجموعة العشرين)، وألمانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم توقع البيان.

11 دولة في مجموعة العشرين تدعو إلى «رد دولي قوي» ضد دمشق... وأوباما يوجه كلمة للشعب الأميركي الثلثاء المقبل

تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن في سان بطرسبورغ بشأن سورية

عواصم - وكالات

في مواجهة إصرار روسيا على موقفها من رفض تدخل عسكري، ضاعفت الولايات المتحدة التي أخفقت في توسيع التحالف ضد سورية خلال قمة العشرين، انتقاداتها لموسكو التي حذرت واشنطن من ضرب المواقع الكيماوية.

وتصاعد التوتر بين البلدين اللذين تراجعت العلاقات بينهما إلى أدنى المستويات، استؤنف يعد هدوء لم يستغرق أكثر من بضع ثوانٍ خلال المصافحة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما الذي أكد أن العالم لا يمكن أن يقف متفرجاً إزاء الوضع في سورية وأعلن سيتحدث إلى الشعب الأميركي في هذا الشأن الثلثاء.

وأعلن الرئيس الروسي بعد لقاء مع أوباما أمس أن كل منهما «بقي على موقفه». وقال إن المباحثات استمرت بين «عشرين وثلاثين دقيقة (...) وبقي كل منا على موقفه».

وقبيل ذلك، صرح مساعد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، بن رودز خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ بروسيا «أعتقد ان الروس ليس لديهم ما يضيفونه إلى النقاش في الولايات المتحدة» بشأن النزاع في سورية.

وتقدم روسيا دعماً ثابتاً للرئيس السوري بشار الأسد وتعارض أي تدخل عسكري أميركي. وقد وعدت باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي وتلوح بمخاطر تصعيد عسكري في المنطقة.

ودفع هذا الموقف سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية سامنثا باور إلى اتهام موسكو بتحويل مجلس الأمن إلى «رهينة». وقالت بحدة «ليست هناك إمكانية لتحقيق تقدم في مجلس الامن هذا».

من جهتها، حذرت روسيا الولايات المتحدة من مخاطر توجيه ضربات إلى مخزونات من المواد الكيماوية في سورية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «ننظر بقلق وخصوصاً أن بين الأهداف المحتملة للضربات مواقع بنى تحتية عسكرية تضمن أمن الترسانة الكيماوية السورية». وأضافت «نحذر السلطات الأميركية وحلفاءها من أي ضربة لهذه المواقع الكيماوية والمناطق المجاورة لها»، معتبرة أن ذلك سيشكل «منعطفاً خطيراً» في الأزمة السورية.

وواصلت روسيا تعزيز مواقعها بالقرب من سواحل سورية.

ستتوجه سفينة حربية روسية جديدة باتجاه الساحل السوري بعد تحميل «شحنة خاصة» من ميناء نوفوروسيتسك على البحر الأسود. وقال مصدر في قيادة أركان البحرية الروسية إن سفينة الانزال نكولاي فيلتشنكوف التي ترسو في ميناء سيباستوبول ستتوقف الجمعة في نوفوروسيتسك قبل أن تبحر إلى المتوسط.

ووقف رؤساء الدول والحكومات في مجموعة العشرين لالتقاط صورة تذكارية على عجل في ختام قمتهم في سان بطرسبورغ الروسية. وفصل بين الرئيسين أوباما وبوتين في هذه الصورة الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو.

وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن «القوى منقسمة بشكل متساوٍ تقريباٍ».

وصرح مصدر رفيع المستوى أن المناقشات لم تسمح بتحقيق تقدم لكنه أكد أن بوتين حرص على عدم زيادة التوتر.

من جهته قال البيت الأبيض إن إحدى عشرة دولة في قمة مجموعة العشرين دعت في بيان إلى «رد دولي قوي» على إثر استخدام اسلحة كيماوية في سورية، مؤكدة أن مؤشرات تدل «بوضوح» على مسئولية نظام الرئيس بشار الأسد في هجوم كيماوي في 21 أغسطس.

ووقع على هذه الدعوة التي نشرها البيت الابيض في ختام قمة سان بطرسبورغ، كل من أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا (التي ليست رسمياً عضواً لكنها مدعوة دائمة إلى مجموعة العشرين).

وأورد البيان «ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالأسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق في والذي أسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال».

وصباح الجمعة كان البعض مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يحاولون إنقاذ ما يمكن انقاذه. فقد التقى الأمين العام للمنظمة الدولية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ترى أنه لا حل للنزاع إلا سياسياً.

وعبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الجمعة في فيلنيوس عن أمله في أن تقوم الأمم المتحدة بـ «تسريع» عمل الخبراء الذين حققوا في سورية حول استخدام أسلحة كيماوية.

فيما أعلن الرئيس الفرنسي أنه سينتظر تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن الهجوم قبل توجيه أي ضربة إلى النظام السوري، مؤكداً أن فرنسا لن تستهدف سوى أهداف عسكرية. في وقت أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لوكالة «فرانس برس» على هامش القمة أنه يتوقع من اجتماع نظرائه الأوروبيين في فيلنيوس أن تقر أوروبا «كحد أدنى» بمسئولية نظام دمشق في «المجزرة» المرتكبة.

أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد حث العالم على سرعة تقديم المساعدات الإنسانية لسورية، مؤكداً أن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد سورية.