أُقيمت ورشة "تأتأة"، ضمن فعاليات مبادرة "كلنا نقرأ"، بمهرجان تاء الشباب الخامس "تفاعل... تناغم... تكامل"، في متحف البحرين الوطني، يوم الأحد (8 سبتمبر/ أيلول 2013)، تناولت موضوع آلية تنمية حب القراءة لدى الأطفال، قدمتها اختصاصية العلاج النفسي فاطمة خليل النزر.
وتطرقت الورشة إلى التعريف بطريقة اختيار المادة القصة المناسبة للطفل لكي يقرأها، منها أن تكون قصة موضوعية وواقعية، أحداثها مثيرة ولها حبكة متسلسلة ودلالة معرفية للمكان والزمان وذات نهاية سعيدة، والأهم أن تكون مناسبة للمرحلة العمرية للطفل، والتي صنفتها النزر إلى أربع مراحل هي: الطفولة المبكرة الأولى (0 - 6 سنوات)، الطفولة المبكرة الثانية (6 - 8 سنوات)، الطفولة المتوسطة (8 - 12 سنة)، الطفولة المتأخرة (12 - 15 سنة).
وأضافت النزر أن عوامل أخرى تحدد اختيار المناسب من القصص للطفل، هي: شخصيات القصة ويشترط فيها احتواؤها على ذكر الجنسين معاً بلا تحيز وقلة عدد الشخصيات وبعدها عن المثالية المطلقة، بالإضافة إلى أن تكون الشخصيات مألوفة للطفل، كما يجب اختيار القصص والكتب التي تحتوي على صور ورسوم مشجعة، وذات طباعة جيدة، وإخراج ممتع لحواس الطفل مليء بالألوان، ما له فائدة كبيرة لتنمية الذائقة الجمالية لديه.
وذكرت اختصاصية العلاج النفسي أن للقراءة للأطفال أهدافاً تتنوع بين إثارة خيال الطفل، استثارة فكره، تقوية أعمدة التواصل بينه وبين أسرته، وهي طريق لاكتسابه السلوك المرغوب والمستقيم.
وعرضت النزر أدلة علمية وإحصاءات عالمية تبين مدى أهمية القراءة، ومدى تفاوت مستوى الاهتمام بالقراءة بين العالم العربي و الغربي، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من نقص شديد في الإصدارات والبرامج الموجهة للأطفال بعكس العالم الغربي، ما يعد من أهم أسباب ابتعاد الأطفال عن القراءة لندرة توافر ما يناسبهم، مضيفة أن السبب الآخر لابتعادهم عن القراءة هي التقنيات الحديثة التي غزت العالم بأجمعه، ما جعل القراءة أمراً غير محبب للأطفال في ظل وجود خيارات أخرى للتسلية .
وحرصت على توضيح مبدأ "ابدأ بنفسك"، موجهة الخطاب إلى أولياء الأمور، عملاً بمنطق أن الطفل لا يمكنه الاقتناع بأهمية القراءة إذا كان ولي الأمر لا يقرأ، مبينة بذلك أهمية القدوة لدى الطفل، وكيف لها أن تساهم في تكوين شخصيته ونوع اهتماماته وهواياته.