استؤنفت المعارك مساء أمس الأحد (22 سبتمبر/ أيلول 2013) في المركز التجاري في نيروبي حيث يتدخل عناصر إسرائيليون إلى جانب قوات الجيش الكيني لإنهاء الهجوم الذي شنته على المركز مجموعة إسلامية. فيما قال الصليب الأحمر الكيني على حسابه على «تويتر» إن عدد قتلى الهجوم ارتفع إلى 68 بعد إخراج تسع جثث أخرى من المبنى.

وأكد مصدر في الشرطة الكينية بُعيد هجوم شنته قوات الأمن على المركز التجاري أن حصيلة الهجوم يمكن أن تكون «أكثر بكثير» من الـ 59 قتيلاً الذين أعلن عنهم رسمياً.

وأضاف المصدر أن عناصر الشرطة الذين دخلوا المركز، رأوا أعداداً كبيرة من الجثث في مختلف أنحاء المبنى. وأوضح المصدر «يوجد عدد أكبر من القتلى في الداخل ولايزال بعض المهاجمين مسلحين ويلقون قنابل يدوية ويطلقون النار على عناصر الشرطة». وأضاف أن الحصيلة «يمكن أن تكون أكبر بكثير».

وفي مساء أمس، قامت مروحية مقاتلة للجيش بعمليات تحليق أكثر قرباً من المركز التجاري حيث لايزال 10 إلى 15 إسلامياً متشدداً كما تقول الحكومة الكينية متحصنين مع رهائن بعد أكثر من 30 ساعة من بدء الهجوم.

وسمع مراسل لوكالة «فرانس برس» دوي انفجار، فيما أكد عنصر في القوات الكينية الخاصة أن المعارك جارية. وقال عسكري كيني إن محاولة سابقة لاستعادة السيطرة على المركز قد فشلت في وقت سابق من النهار. وتحدث مصدر أمني آخر طالباً عدم الكشف عن هويته عن وجود عناصر إسرائيليين إلى جانب القوات الكينية للقضاء على المجموعة الإسلامية.

وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال إن «الإسرائيليين دخلوا لتوّهم وهم يساعدون الرهائن والمصابين» في المركز التجاري المعروف بأن الإسرائيليين يمتلكون جزءاً منه.

ورداً على أسئلة لـ «فرانس برس»، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، بول هيرشسون في القدس المحتلة إنه ليس «من عادته أن يدلي بتعليق على أي عملية أمنية مشتركة يمكن أن تكون جارية أم لا». وألمح مسئول إسرائيلي آخر إلى أن ما يحصل ليس تدخلاً عسكرياً بكل ما للكلمة من معنى بل هو دعم لوجستي.

وبدأ الهجوم السبت فيما كان المركز التجاري مكتظاً بالكينيين والأجانب الذين توافدوا للتسوق. وقُتلت فرنسيتان وثلاثة بريطانيين وجنوب إفريقي واحد وهولندية وكورية جنوبية وهنديان، وكذلك الشاعر الكبير ورجل الدولة الغيني كوفي أونور. وقُتل أيضاً الطبيب البيروفي، خوان جيزوس أورتيز وهو مساعد سابق لمدير صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في كينيا.

وثمة أميركيون وعدد كبير من الأجانب الآخرين، وهم الأهداف المفضلون للمهاجمين، بين المصابين الذين قدرت نيروبي عددهم بـ 175.

وفيما كانت المواجهات مستمرة، واصل الزبائن الخائفون والموظفون المصدومون الذين كانوا عالقين في المركز، الخروج منه ضمن مجموعات صغيرة، مستفيدين من التقدم البطيء لقوات الأمن. وأجلت أجهزة الإغاثة المصابين والجثث.

وحاول عناصر الشرطة والجنود الكينيون، يؤازرهم عناصر باللباس المدني من الأجهزة الأمنية للسفارات الغربية، محاصرة المهاجمين في أروقة المتاجر المتنوعة حيث من السهل الاختباء والتحصن. وهذا أكثر الهجمات دموية في نيروبي منذ هجوم انتحاري شنه تنظيم «القاعدة» في أغسطس/ آب 1998 على السفارة الأميركية وأسفر عن أكثر من 200 قتيل.

وأعلنت منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) أن «أي طلب للحصول على معلومات من جانب السلطات الكينية سيعطى الأولوية من قبل مركز القيادة والتنسيق ومكتب الإنتربول في كينيا». وانتقدت واشنطن الهجوم «الشائن» ووصفت الرئاسة الفرنسية العملية بأنها «اعتداء جبان»، ودانته أيضاً بالإجماع الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن. وطلب نائب الرئيس وليام روتو تأجيل محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية للعودة إلى بلاده من أجل إدارة الأزمة. ويحاكم روتو بسبب دوره المفترض في أعمال العنف التي سبقت الانتخابات الكينية نهاية 2007 وبداية 2008 وأسفرت عن أكثر من ألف قتيل.

وأعلنت حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة أمس الأول (السبت) على حسابها في «تويتر» أن «ما يراه الكينيون في وست غيت هو القضاء العقابي للجرائم التي ارتكبها جنودهم» في الصومال «ضد المسلمين».