العدد 4034 - الأحد 22 سبتمبر 2013م الموافق 17 ذي القعدة 1434هـ

موسكو تتهم الغرب بـ «العمى والابتزاز» بشأن سورية وسقوط قذيفة هاون على السفارة الروسية في دمشق

اتهمت روسيا أمس الأحد (22 سبتمبر/ أيلول 2013) الغرب بـ «العمى» حيال سورية وبالسعي إلى «ابتزاز» موسكو بشأن هذا الملف في الوقت الذي سقطت فيه قذيفة هاون أطلقها مقاتلون معارضون في حرم السفارة الروسية وسط دمشق.

ومع قرب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتواصل الاتصالات بغية استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تدمير الترسانة الكيماوية السورية بحلول منتصف العام 2014، تستمر روسيا على موقفها الرافض لتضمين هذا القرار أي تلويح باستخدام القوة، وهو ما يسعى إليه الغرب.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس (الأحد) إن «شركاءنا الأميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا (ويقولون) إنه إذا لم تدعم روسيا قراراً في مجلس الأمن على أساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، وذلك في مقابلة مع «تشانل وان» (القناة الأولى) أوردتها وكالات الأنباء الروسية.

وأضاف «إن شركاؤنا يعميهم الهدف الآيديولوجي بتغيير النظام (السوري)»، في حين تسعى روسيا إلى «حل مشكلة الأسلحة الكيماوية في سورية».

وأشار لافروف إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي أعلنت السبت تسلمها من دمشق لائحة كاملة بترسانتها، «على وشك اتخاذ قرار» بشأن سورية، لكن العملية مهددة بسبب «الموقف المتصلب لبعض الشركاء الغربيين».

وأضاف «أنهم بحاجة إلى الفصل السابع الذي ينص، في حال انتهاك القوانين الدولية، على إجراءات قمعية بما فيها عقوبات وإمكانية اللجوء إلى القوة».

وألمح لافروف إلى استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سورية في إطار وجود دولي لتوفير أمن عمل الخبراء في مواقع الأسلحة الكيماوية، قائلاً «نحن على استعداد لإشراك عسكريينا، الشرطة العسكرية، في هذه الجهود».

وتريد واشنطن وباريس ولندن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخداماً محتملاً للقوة، في حال عدم التزام دمشق بموافقتها على اتفاق روسي أميركي لتدمير ترسانتها الكيماوية.

وكان لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أعلنا في 14 سبتمبر/أيلول اتفاقهما على تدمير الترسانة السورية بحلول منتصف العام 2014.

من جهة أخرى حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الإقليميين للنظام السوري، الغرب من أي تدخل عسكري في سورية.

وقال روحاني متوجهاً إلى الغربيين «لا تسعوا إلى حرب جديدة في المنطقة لأنكم ستأسفون على ذلك»، وذلك في خطاب ألقاه الأحد لمناسبة عرض عسكري في جنوب طهران.

وأضاف «لا يمكن إطفاء الحرب بالحرب. يجب إطفاؤها بالسياسة والحوار». وتابع «نعتقد أن على الجميع بذل الجهود لوقف الحرب الأهلية في سورية ومنع الإرهابيين من تعزيز قواهم في المنطقة»، متمنياً أن «تجلس مجموعات المعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة».

ميدانياً، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من بيروت «سقطت قذيفة أطلقها مقاتلون معارضون اليوم في حرم السفارة الروسية في حي المزرعة».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في السفارة تأكيده «سقوط قذيفة هاون على أرض السفارة الروسية بدمشق دون وقوع ضحايا»، مشيراً إلى أن «السفارة تعمل بشكل طبيعي».

وتتألف السفارة من مبنى ضخم وباحة واسعة محاطة بسور أسمنتي مرتفع. وتتخذ السلطات السورية إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة الواقعة في منطقة سكنية تضم عدداً من المقرات التابعة للأجهزة الأمنية.

والسفارة الروسية هي واحدة من بعض البعثات الدبلوماسية الأجنبية التي ما زالت موجودة في دمشق، بعد إغلاق غالبية الدول الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية، ممثلياتها في دمشق منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس/آذار 2011.

وأوضح عبد الرحمن أن الحادث «يأتي في إطار قذائف الهاون التي كانت تستهدف السفارة ومحيطها، وهي المرة الأولى تسقط إحداها في حرم السفارة».

ويتكرر سقوط قذائف الهاون على أحياء من دمشق بشكل شبه يومي، في هجمات يتهم نظام الرئيس بشار الأسد مقاتلي المعارضة بالوقوف خلفها.

العدد 4034 - الأحد 22 سبتمبر 2013م الموافق 17 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً