العدد 4040 - السبت 28 سبتمبر 2013م الموافق 23 ذي القعدة 1434هـ

روحاني يستأثر بالأضواء في نيويورك وينجح في الانفتاح على العالم

من على منصة الأمم المتحدة، أمام نظرائه، وفي ستوديوهات التلفزيون أو على «تويتر»، استأثر الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني طوال أسبوع في نيويورك، بالأضواء خلال الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة.

ولدى مغادرته نيويورك، تردد على كل شفة ولسان سؤال واحد في أروقة الجمعية العمومية للأمم المتحدة: هل تنبئ خطوة الانفتاح التي قام بها روحاني، رجل الدين المعتدل الذي يعتمر عمامة بيضاء مع لحية خطها الشيب، بتغيرات فعلية من جانب نظام أقدمت المجموعة الدولية على عزله بسبب برنامجه النووي؟

فالتناقض واضح من حيث الشكل مع سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي كان يدأب على إلقاء الخطب النارية. وقد حمل أحمدي نجاد الذي أنكر حصول المحرقة أو أيد نظريات المؤامرة في شان اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، الدبلوماسيين الأجانب في السنوات الأخيرة على مغادرة قاعة المجلس على الفور لدى اعتلائه المنصة.

ولم يحصل شيء من هذا القبيل الثلثاء عندما تحدث روحاني الذي يسعى إلى تخفيف العقوبات التي تكبل اقتصاد بلاده، بنبرة معتدلة عن السعي إلى صيغة «ننظم في إطارها خلافاتنا».

وعلى هامش الجمعية العمومية، عقد لقاءات ثنائية كثيرة، مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بداية الأسبوع، ومع نظرائه الباكستاني والتركي والنمسوي والتونسي واللبناني والياباني أيضاً.

ومن شبكة «سي.إن.إن» إلى صحيفة «واشنطن بوست»، نسق روحاني في الوقت نفسه حملة إعلامية ناجحة. ولأن المفاوضات حول الملف النووي متوقفة منذ ثماني سنوات، أعرب روحاني لـ «واشنطن بوست» عن الأمل في التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل «في غضون ثلاثة أو ستة أشهر».

وعقد مع كتاب افتتاحيات ورؤساء مجموعات إعلامية لقاء في فندق كبير مواجه لمبني الأمم المتحدة. وقد اغتنم هذه الفرصة ليشرح لماذا لم يعقد اللقاء المنتظر مع الرئيس باراك أوباما.

واستخدم روحاني أيضاً موقع «تويتر» في حملة الانفتاح التي بدأها. فعلى حسابه باللغة الانجليزية اختار مداخلاته الكثيرة بعناية فائقة. لكن المضمون كان خفيفاً أحياناً. ففي صباح أحد الأيام، نشرت صورة للرئيس في المقعد الخلفي لسيارة «في طريقه إلى مانهاتن».

وانتظر الرئيس الإيراني الجديد (64 عاما) أيضاً المجيء إلى نيويورك، حيث أثار سلفه موجة من الاستياء، لابداء رأيه بشأن المحرقة. وقال إن «كل جريمة ضد الإنسانية، بما فيها الجرائم التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، تستحق الشجب والإدانة».

وقال علي رضا نادر المحلل في مؤسسة «راند كوربوريشن» للبحوث «يعرف ما يقلق الولايات المتحدة، ويعرف أيضاً كيف يجتذب الآخرين وكيف يستخدم الدبلوماسية».

وأضاف أنه «يتفهم هواجس الغربيين ووسائل الإعلام أكثر بكثير من معظم المسئولين الايرانيين»، مذكراً بأن روحاني أنهى قسماً من دروسه في اسكتلندا.

وتدارك «لكن البلدين لديهما مصالح مختلفة والجاذبية وحدها لا يمكن أن تؤدي إلى اتفاق دبلوماسي».

هل ينبغي اختصار الأسبوع الذي أمضاه الرئيس الإيراني في نيويورك بـ «القيام بحملة علاقات عامة» بارعة، كما جاء في تغريدة ساخرة للسفارة الإسرائيلية في واشنطن؟

اعتبر مارك دوبوفيتز المدير التنفيذي لـ «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» أن «من وجهة نظر روحاني، سجل هذا الأسبوع نجاحاً باهراً، وبلغت انعطافة روحاني ذروتها».

لكنه لاحظ «انقضى الأسبوع ويمكن أن تكون هذه الانعطافة قصيرة المدى»، مذكراً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيزور الاثنين البيت الأبيض.

ويصف رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي الرئيس الإيراني الذي التقاه هذا الأسبوع بأنه صادق. وأضاف «بصراحة، انطباعي هو أن الرئيس روحاني مستعد للتعاون التام مع المجموعة الدولية».

وردا على أسئلة وكالة «فرانس برس»، تحدث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن «تغيير في الموقف واضح جداً جداً» لدى الإيرانيين»، مشيراً إلى «أسبوع من كسر الجليد».

وقال «يجب أن ننتظر لنرى كيف ستقترن الأقوال بالأفعال».

وفي الدقيقة الأخيرة، وفي طريقه الى المطار، اجرى روحاني اتصالا هاتفيا بباراك اوباما في البيت الأبيض. وهو اتصال تاريخي وأول محادثات مباشرة بين الرئيسين الأميركي والإيراني منذ أكثر من 30 عاماً.

وبعد دقائق، اختتم الرئيس الإيراني الجديد إطلالته الدولية الكبيرة الأولى منذ انتخابه في 14 يونيو/ حزيران بصورة على «تويتر» يبدو فيها يستعد للجلوس مبتسماً على مقعده داخل الطائرة.

العدد 4040 - السبت 28 سبتمبر 2013م الموافق 23 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:58 ص

      الرجاء تصحيح

      اجري اوباما اتصال هاتفي مع نظيره الايراني الشيخ روحاني و ليس بالعكس

اقرأ ايضاً