العدد 4040 - السبت 28 سبتمبر 2013م الموافق 23 ذي القعدة 1434هـ

(العربة) ثاني عروض الصواري.. أخفاق كبير واللوم يصيب المخرج والشويخ

تتواصل عروض مهرجان مسرح الصواري التاسع على صالة البحرين الثقافية حيث كانت ليلة الأمس ثاني عروض المهرجان بعرض مسرحية (العربة), وهي من تأليف واخراج الفنان طالب الدوس, ومن انتاج مؤسسة الجارح .
تتحدث المسرحية عن قرية يعود إليها مهاجر تركها منذ فترة طويلة بحثا عن حياة أفضل بعد أن ضاقت به سبل العيش لكنه يعود هذه المرة بوجه آخر بعد أن أصبح رجلا فاحش الثراء يعود إلى القرية محملا بأطماعه ساعيا إلى بث الفرقه والفتنه بين أهلها لتفكيكها ومن ثم السيطرة عليها من خلال إعلان جائزة قيمة لمن يكتشف شخصية المرأة المغتصبة, مسرحية تتازمن أحداثها مع الأحداث التي يمر بها الوطن العربي من نزاعات طائفية ودينية وعرقية.
حالة من الأحباط أصابت جمهور (العربة) بعد الإنتهاء من العرض المسرحي لعدة أسباب, فدائما ما يكون المخرج هو السبب الأول في حالة أخفاق أي عمل فني, عدم حصول الممثلين على كفايتهم من التدريبات كانت واضحة من خلال ضعف الأداء والصوت وفقد الحس الحركي, ومن الواضح أن ضخامة الديكور اللامبرر لها, كانت عائق كبير ومن أسباب أخفاق العمل.
ولأنها الأكثر خبرة وذات موهبة جميلة, حصلت الفنانة لمياء الشويخ على اللوم الأكبر بجانب المخرج, بسبب خيبات الآمال ربما بسبب ضعف الأختيار أو الأداء.
وكالة أنباء البحرين تواجدت بعد الإنتهاء من العرض للأخذ برأي المخرجين المسرحيين حول عرض مسرحية (العربة) وكان للفنان والمخرج عبدالرحمن محمود رأيه: بصراحة لم أعجب بالعرض, حيث كان ممل وبه الكثير من التكرار, ومن الواضح أن مخرج العمل لم يأخذ الوقت الكافي من التدريبات لضعف مستوى الممثلين, وأخص بالذكر الفنانة لمياء الشويخ, فهي فنانة مسرحية ممتازة, ومن الواضح أن مخرج العمل وهو الملام الأول الذي دفن موهبتها, والمشكلة الأخرى التي واجهت الممثلين هي قطع الديكور الضخمة التي بات من الواضح أن الممثلين لم يأخذوا كفايتهم لكيفية التعامل معها, وكانت قطع ثقيلة وضخمة جدا ولا مبرر لها.
الفنان عبدالله ملك ذكر حول العرض المسرحي: أعتقد بأن مخرج العمل طالب الدوس يحمل بعض الأفكار برأسه أوصل البعض منها والبعض الآخر لم يستطع إيصاله, حاول أن يقدم العرض بشكل مختلف ومغاير عن المألوف أخفق بعض الشيء ولكنه حاول, أما بالنسبة للفنانة لمياء الشويخ صاحبة الخبرة الأكثر بين الممثلين المشاركين أعتقد بأنها لم تنجح من أن تنتقل خلال أداءها من حالة إلى أخرى كالأم والبنت والأخت, كما هو الوضع بالنسبة للممثل حسن صقر الذي قام بدور الأبن والزوج والأخ.
أما بالنسبة لقطع الديكور فقد كانت ضخمة جدا ولا مبرر لها, وكان من الممكن في حال حدوث أي خطأ صغير لحدثت كارثة, فكان تعامل الممثلين مع هذه القطع الضخمة هي أحد الأسباب الكبيرة في ضعف أداء الممثلين, في النهاية محاولة جيدة وجهد يشكر عليه الممثلين والمخرج.
كما كانت لنا وقفة مع الفنان والمخرج القدير خليفة العريفي الذي قال: لم أعجب بالعرض بتاتا, فأنا أرفض وبشدة أن تعمل مجموعة على مسرحية باللغة العربية الفصحى وهي لا تمت بأي صلة باللغة العربية, فالأخطاء النحوية كانت كثيرة جدا, فأنا شخصيا عندما أسمع هذا الكم الهائل من الأخطاء اللغوية, أنسحب من مشاهدة العرض, ولكنني أكملت مشاهدته لأرى ماذا ستقدم لنا الفنانة لمياء الشويخ من جديد, فهي من الفنانات المسرحيات التي تمتلك حضور جميل على المسرح, ولها مشاركات مسرحية سابقة جميلة جدا, ولكنها لم توفق من خلال هذا العمل, والسبب باعتقادي أن العمل قد كتب بشكل سريالي, والمخرج كذلك أخرج العرض بشكل سريالي أيضا, والممثلين الشباب لم يتأقلموا على مثل هذا النوع من الأعمال المسرحية, ولذلك فأن رأيي الشخصي بأن الجميع قد أخفق في هذا العمل.
تستمر عروض المهرجان على صالة البحرين الثقافية لتقدم لنا الليلة في تمام الساعة 8 مساء عرض مسرحية (نافذة), تأليف الفنان عبدالله السعداوي, سينوغرافيا وإخراج ياسر القرمزي, ومن تمثيل: عمر السعيدي, فتحية ناصر, ياسر القرمزي.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:14 م

      صادق

      مسرحية تتزامن أحداثها مع ما يمر به العالم العربي من نزاعات طائفية ومذهبية وعرقية ..
      ---
      هكذا إذاً؟ نزاعات طائفية وعرقية ومذهبية؟ هذا ما تريدون أن تصورونه للناس؟
      لا يا حبيبي، الناس أوعى منكم و أذكى بكثير. هي ليست نزاعات طائفية وعرقية ودينية. إنها مطالب إصلاحية ديمقراطية لانتزاع العالم العربي من مخالب الاستبداد والتسلط. يحاول المتسلطون جهدهم لتحويل تلك الحركات التحررية إلى نزاع طائفي أو افتعال أعمال إرهابية للتشويش وتحويل الأنظار وهم ينجحون أحياناً. ولكن العاقبة للمتقين.

اقرأ ايضاً