العدد 4056 - الإثنين 14 أكتوبر 2013م الموافق 09 ذي الحجة 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الحج... وأبعاده (3)

قال تعالى: «وَأذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الأكْبَرِ أنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ» (التوبة: 3) .

يقول أحد كبار علماء العالم الإسلامي (رحمه الله): «عند لمسِكم الحجر الأسود بايعوا الله على أن تكونوا أعداءً لأعدائه ولأعداء رسله، ولأعداء الصالحين والأحرار، ولا تخضعوا لأولئك الأعداء (مهما كانوا وأينما كانوا) وانزعوا الخوف والخنوع من قلوبكم».

حديثنا الآن عن بُعد (البراءة الإلهيّة الخالدة) فهذه البيعة لن تتم ما لم تكن هناك براءة مخلصة وصادقة من أعداء الله تعالى وأعداء رسله والصالحين والأحرار، وكما يقول أحد كبار علماء العالم الإسلامي (رحمه الله): «ليس حجاً ذلك الحجّ الخالي من الروح والتحرك والقيام، والفاقد للبراءة والوحدة، وغير الداعي لهدم الكفر والشرك»، فلن تتم البيعة مع الله تعالى ما لم نتحرك ونسعى لإعلان براءتنا من أعدائه من شياطين الجن والإنس، وأيّ فرصة أفضل وأقوى من هذه الفرصة العظيمة ونحن مجتمعون في الحجّ الأعظم، وهنا أتذكر قول أحد كبار العلماء: «إن من أروع صور الحضور للمسلمين في الساحات هو التجمّع المليوني في موسم الحجّ»، فهذا التجمّع الكبير سيزلزل كيان الشيطان بكل ما للكلمة من معنى لأن الشيطان هو من يقيدنا بقيوده ويحاول تقريبنا إلى أعداء الله تعالى ولذا يقول أحد كبار العلماء (رحمه الله): «لنحطم الأصنام في مكة المكرمة، ولنرجم الشياطين في العقبات، حتى نؤدي بذلك حجّ خليل الله، وحجّ حبيب الله»، فالتحرر من القيود الشيطانيّة لا يتم إلا بإعلان البراءة الصادقة منه ومن باقي أعداء الله تعالى عبر تحطيم الأصنام ورمي الجمرات.

حسين علي عاشور


هل دق المسمار في النعش الأميركي!

مبانٍ ومستودعات بدت مهجورة تسكنها أشباح وهي خاوية على عروشها، عدا بضع إطارات لمركبات متكدسة أمام كل مبنى مهجور مع هبات ريح بين الفينة والأخرى تتطاير فيها بقايا أعشاب متموجة في مشهد غير مألوف في أكبر دولة احتلت العالم بالسفن الشراعية واليوم بالتكنولوجيا الحربية يحج إليها الرؤساء والقادة في السنة مرة لكن ليس في البيت العتيق بل في البيت الأبيض، وربطت عملات العالم بعملتها الدولار!.

لكن هذا المشهد المرعب يشبه مقطعاً مثيراً في إحدى ضواحي أفلام الفرد هيتشكوك، بينما هو ليس كذلك بل مشهد حقيقي لأكبر مدينة أميركية يدق في نعشها الإفلاس ولعل الرقم 18.5 أي 19 مليار دولار هو الرقم الصعب والشبح في حياة هذه المدينة والذي ذكره حاكم ولاية ميشيغان يمثل حجم الدين بل مرض السرطان الذي أصيبت به مدينة ديترويت الأميركية المدينة الزاهرة منذ مطلع القرن العشرين في تصدير المركبات الأميركية الفارهة للعالم والتي تسمى بمدينة السيارات «موتور سيتي» حيث تعتبر مهد شركات السيارات الثلاث الكبرى في الولايات الأميركية فورد وكرايسلر وجنرال موتور!

حيث كان ورؤساء العالم والأميركان بدءاً من الرئيس الراحل فورد وانتهاءً بأوباما يتنافسون على ركوب سياراتها الفارهة، اليوم يقابله 78 ألف مبنى متداعٍ قابل للسقوط أمام فساد المستثمرين.

ديترويت ليست المدينة الأولى التي سقطت أوراق التوت عنها ليكشف حاكمها وبقرار جريء عن سوأتها، فاليونان حبلى مثقلة بالديون والتي بلغت أضعافاً مضاعفة بهذا الرقم المخيف (350 مليار يورو) ولايزال الاتحاد الأوروبي متردداً يغطي محنتها بورقة توت هنا وورقة توت هناك لا لشيء إلا لسبب واحد فقط وهو كالمثل الدارج «هل يعمر ديرة ويخرب ثلاث دول»، وهو أن إعلان إفلاس اليونان يعد كارثة كبرى لا تحتمل أي فقدان قيمة ديون لبنوك وشركات مالية لثلاث دول هي إيطاليا وإسبانيا والبرتغال.

مهدي خليل


الأدوية المضادة للفساد

كما قيل مراراً وتكراراً فإن العامل السلبي الرئيسي المعوق للتنمية الحقيقية في العالم الثالث هو تفشي الفساد الإداري والمالي، والذي يتمثل بصورة رئيسية في استغلال المنصب، وعلى الأخص المنصب العام، لتحقيق أغراض شخصية، أكانت مالية أم معنوية، واستمرار بقاء هذا المرض المزمن بدون علاج سيجذر التخلف بأعذار سطحية الغرض منها تلميع الصورة بدلاً من رفع الغطاء عن الصورة الحقيقية المزيفة.

والسؤال هو: لماذا تتلكأ دول العالم الثالث عن علاج هذا المرض، ما الموانع، هل الأدوية غير متوافرة؟

أليست الوقاية خير من العلاج، لماذا لا يعلم أصحاب المناصب أن استغلالهم لمناصبهم سيؤدي إلى تعقب قانوني، لماذا هذه الجرأة على استغلال المنصب بدون خوف ولا وجل؟

تثار هذه الأسئلة لسبب وجيه جداً، وهو أن مع طرح كل هذه الأسئلة نظرياً فإن صاحب المنصب في العالم الثالث عملياً لا يخاف ولا يهاب لأنه مصان بدعم يحميه من المساءلة.

إذن هناك سور حماية لمستغل المنصب لأغراض شخصية، وبرأيي المتواضع العلاج يكمن في هدم سور الحماية هذا، حيث سيجد صاحب المنصب الرسمي نفسه بدون حماية من المساءلة والاستجواب والقصاص إذا ثبت عليه سلوك الفساد في الإدارة، وبالنتيجة فإنه سيتراجع عن هذا المسلك، ومع مرور الزمن سينتشر هذا السلوك بين جميع من يعملون في الإدارة العامة كما نراه اليوم في العالم المتقدم، وإذا حدثت هذه المعجزة فليس لنا إلا أن نرفع التهاني إلى دول العالم الثالث لشفائها من هذا المرض العائق للتنمية، أما إذا استمر الحال على هذا المنوال فليس لنا إلا أن نعزي أنفسنا ونراوح مكاننا في خانة التخلف، وننتظر الفرج من القدر.

عبدالعزيزعلي حسين


مسرح الجريمة

تمارس الأجهزة الأمنية مهماتها سواء في مجال منع الجريمة أو في مجال ضبط مرتكبيها من خلال العمل على جمع الأدلة والقيام بالتحريات اللازمة للحصول على الأدلة الجنائية الكفيلة بكشف الحقائق وإنزال العقوبة بمرتكب الجريمة.

ولا جدال في أن أي تنظيم إجرائي قانوني لا يمكنه تحقيق الأهداف المرجوة منه ما لم يواكبه جهد شرطي على مستوى عال لتنفيذ كل أعمال البحث والتحقيق الجنائي، وخصوصا في مجال مسرح الجريمة باعتباره مرآة للجريمة التي تم ارتكابها، من خلال ظروف ومتغيرات وما يتخلف عادة عند ارتكاب الجرائم من آثار في مسرح الجريمة، والتي لها أهميتها البالغة في كشف الحقيقة وفحص هذه الآثار واستخلاص النتائج منها، وتعد الوسيلة التي تتم من خلالها كشف شخصيات الجناة ومعرفة كل أبعاد الجريمة وظروفها وملابستها ودوافع ارتكابها، ومن هنا وحفاظا على الأدلة الجنائية يكون محظورا على أي أحد الوصول إلى مسرح الجريمة حفاظا على هذه الآثار الدالة على مرتكب الجريمة.

وإعمالاً لحق الشرطة الذي منحها لها قانون الإجراءات الجنائية فإنها تقوم فور الإبلاغ عن الجريمة بالانتقال إلى مكان الواقعة ومعاينة الآثار المادية للجريمة، والتحفظ عليها وإثبات حالة الأماكن والأشخاص وكل ما يفيد في كشف الحقيقة، ويتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالمحافظة على مكان الحادث بوضع الحراسة اللازمة حول مسرح الجريمة ومنع دخول أي شخص إليه، خشية طمس معالم الجريمة سواء بقصد أو من دون قصد، وفي حالة الحوادث والجرائم كالقتل مثلاً، فإنه بعد معاينتها الجثة، تقوم بإبقائها في المكان لحين حضور الطبيب الشرعي، وعمل الإجراءات المتبعة في المعاينة كالمصور الجنائي لتصوير الإصابات والجروح والآثار المتخلفة عن المجني عليه وعلى ملابسه والوضع الذي هو عليه ويتولى الطبيب الشرعي فحص الجثة، ومن هنا يجب مراعاة خصوصية المحافظة على الأدلة الجنائية، حيث أكدت المادة 53 من قانون الإجراءات البحريني أهمية المحافظة على مسرح الجريمة.

فالآثار التي يحتويها مسرح الجريمة لها أهميتها البالغة في كشف الحقيقة وفحصها يعد الوسيلة التي يمكن من خلالها تحديد كيفية ارتكاب الجريمة والوصول لمرتكبيها، لذا لابد من وضع تدابير احترازية حول مسرح الجريمة، تتمثل في عدم السماح لأحد بخلاف الجهات الشرطية والمعاونة لها بالدخول لمسرح الجريمة، وهو أمر يستدعي من الجميع، مساندة أجهزة الشرطة في عملها ومراعاة التدابير الاحترازية.

وزارة الداخلية


أَنْعِـــم بأوال

جَادَ النَسيمُ عَليكِ قَريِحَتي

فتَرَنْمتْ أشْواقِي يَومَها بالفجرِ

أَوال أنتِ صِرتِ قصيدتــي

أنْعـِم بكِ وفيكِ يحلو الـسمر

خَال الرَبيعُ جمالكِ متبخترا

بل صوّب الحُبّ شراعه بالسِحْر

ياساكنَ البحرين سلامُ خالــصٌ

قِفْ وعبّر بِوصْفكَ على الأثرِ

هذي المُحّرّق تاريخُها ينبض لؤلؤا

وتلكَ المنامة لها من وَجْدِها الظفر

وطُف بالنعيمِ والسنابسِ مرةً

تَلقَى المَحبّة مكللة بالدُرَرِ

ووجّه شِراعُ السفينةِ راحلاَ

صَوْب البلادِ والزنج متنعماً بالصورِ

كِرامٌ هُمُ أهــل الدرازِ وسارُ

أعظِم بكرّانةَ وجنوسانَ أرضُ البحرِ

حتى تلوج بأرضِ التفاني سترةِ

تُزيّنها نجومُ من حولها كالزُهرِ

ثمّ زغردْ لجدعليِّ وأنتَ بها

تناغيك القلوب محيطةِ كسرب الطيرِ

طابتَ بها أهل الشهامة بُديّعـــاَ

وأنْعـِم بالرفاعِ وسار وفي الحجرِ

وبالديرِ وسماهيجُ تصبحُ شعلةَ

تســمو بـها الروحُ في سُوحِها الخُضرِ

ولم أنسَ أرضُ الفخار عالياً

ولا رأس رمانَ مفخرةُ لذوي الفخرِ

أوالُ ، لكِ التحايا من قَلْبنا

مهما أطَلنا الوصفَ لن تُجدي الصورِ

علي السبّاع

العدد 4056 - الإثنين 14 أكتوبر 2013م الموافق 09 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً