أعلن تحالف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي اليوم الأربعاء (16 أكتوبر / تشرين الأول 2013) أن ميركل تعتزم غدا الخميس قيادة الجولة الثالثة وربما كانت الحاسمة من المحادثات الاستطلاعية التي يجريها المسيحيون مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر حزب معارض في البلاد ، بشأن تشكيل ائتلاف حاكم يقود البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة.
ومن المتوقع أن يوصي زعماء الحزب المسيحي بزعامة ميركل وشريكه في التحالف الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري والحزب الاشتراكي أحزابهم بإجراء مفاوضات رسمية لتشكيل ما يطلق عليه الائتلاف الكبير ليقود أكبر اقتصاد في أوروبا.
ومن جانبها أشارت ميركل في هانوفر اليوم إلى أربعة مواضيع رئيسية تعتزم التركيز عليها خلال المفاوضات وهي استقرار منطقة اليورو و رعاية الشيخوخة وإصلاح النظام الفيدرالي وسياسة الطاقة ميسورة الكلفة بالنسبة لقطاع الصناعة والمستهلكين.وخلال تعليقاتها ، حذرت ميركل من التهديد الذى تتعرض له فرص العمل في حال تطبيق حد أدنى للأجور وهو الإجراء الذي ينظر إليه الحزب الاشتراكي كشرط للدخول في ائتلاف جديد مع تحالف ميركل المسيحي.
وخلال حضورها مؤتمرا لنقابة التعدين والطاقة في هانوفر قالت ميركل :"أنا أعتقد أنه ينبغي أن يكون كل شخص يعمل بدوام كامل قادرا على العيش من عمله" لكنها أضافت في الوقت نفسه "لكن علينا أن نكون حذرين بحيث لا ندمر فرص العمل".يذكر أن التحالف المسيحي بحزبيه حزب ميركل والحزب البافاري لا يزال يصر حتى الآن على ترك هذا الأمر لمفاوضي الأجور.
وتمثل محادثات الغد مجرد خطوة في عملية طويلة لتشكيل حكومة ألمانية جديدة بعد أن ظهر تحالف ميركل خلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل نحو أربعة أسابيع بوصفه أكبر تكتل سياسي في البلاد لكنه لم يتمكن بالرغم من ذلك من الحصول على الأغلبية المطلقة.ويتعين موافقة مؤتمر الحزب الاشتراكي المحدد له يوم الأحد المقبل على الدخول في مفاوضات مع تحالف ميركل لتشكيل ائتلاف حاكم على غرار الائتلاف الذي تشكل في حكومة ميركل الأولى (2005-2009).وتدور شكوك واسعة النطاق داخل أروقة الحزب الاشتراكي للدخول مرة أخرى في ائتلاف حاكم مع ميركل بعد أن تدنى التصويت للحزب إلى مستوى قياسي في انتخابات عام 2009 وسيجري أعضاء الحزب الاشتراكي الـ470 ألف تصويتا على اتفاق تشكيل ائتلاف حاكم مع المسيحيين.وهذا يعني أن تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا يمكن أن يستمر حتى كانون أول/ديسمبر المقبل ، وقد استغرق تشكيل آخر ائتلاف كبير بين المسيحيين والاشتراكيين 65 يوما من المفاوضات.وقد بدت آفاق تشكيل ائتلاف حاكم كبير بين المسيحيين والاشتراكيين بعد فشل المحادثات الاستطلاعية التي اختتمت مساء أمس الثلاثاء بين تحالف ميركل وحزب الخضر ثاني أكبر حزب معارض في البلاد لبحث سبل تشكيل ائتلاف يجمع بين المسيحيين والخضر.
وقال رئيس حزب الخضر ، جيم أوزديمير ، عقب محادثات استمرت حوالي سبع ساعات بين قادة التحالف المسيحي والخضر في برلين: "كانت هناك مساع جادة لاقامة جسور بيننا ، لكن هذه الجسور ليست مستقرة بشكل يسمح لها الاستمرار لمدة أربعة أعوام (الفترة التشريعية)".