تتكثف الاتصالات الدبلوماسية سعياً لإعداد أرضية متينة لمؤتمر «جنيف- 2» حول سورية، وفي هذا السياق دعا وزراء الخارجية الأوروبيون أمس الإثنين (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) المعارضة إلى المشاركة في المؤتمر، فيما شدد الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي على وجوب أن يضم المؤتمر «كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري».
ويفترض أن يكون وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى (الإثنين) في باريس ممثلين لجامعة الدول العربية تمهيداً لاجتماع «مجموعة أصدقاء سورية» المقرر اليوم (الثلثاء) في لندن والذي ستشارك فيه المعارضة السورية.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقب لقائه أمس (الإثنين) رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري «المؤتمر يجب أن يجتمع فيه كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري».
وأضاف «من مصلحة الشعب السوري أن يلتقي الجميع، وأن يجمع الجميع على كلمة واحدة وهي مساعدة الشعب السوري، ليس على الاقتتال إنما على حل الأزمة وبناء دولتهم الجديدة».
ومن المتوقع أن يزور الإبراهيمي هذا الاسبوع سورية وإيران وتركيا وقطر قبل أن ينتقل إلى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والأميركي.
وفي حين أعلن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي إثر لقائه الإبراهيمي الأحد أن المؤتمر سيعقد في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تجنب الإبراهيمي أمس (الإثنين) من بغداد تحديد موعد للمؤتمر.
وقال في المؤتمر الصحافي «نحن في الأيام المقبلة سنقابل كثيراً من الناس وأيضاً الأطراف السورية للوقوف على رأيهم في ما هو الوقت المناسب، ونأمل أن يكون في شهر نوفمبر، وسيعلن الموعد عندما يتم الاتفاق عليه».
من جهته، رأى المالكي خلال لقائه الإبراهيمي بحسب بيان لمكتبه الإعلامي أن «وصول الخيارات العسكرية إلى طريق مسدود وتنامي القناعة بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة، جعل فرص الحل واحتمال نجاح المبادرات السلمية أكثر قبولاً».
وذكر أن العراق «على استعداد تام لإسناد جهود المبعوث الدولي ودعمها بما يحقق حلاً سياسياً مطمئناً لجميع السوريين والمنطقة».
في لوكسمبورغ، أعلن وزراء الخارجية الأوروبيون أمس (الإثنين) أن «الاتحاد الأوروبي يدعو المعارضة إلى القدوم متحدة لتشارك بفعالية في مؤتمر» جنيف 2.
وأضاف الوزراء في بيان صدر في ختام أعمالهم أن الاتحاد «يشجع الائتلاف الوطني (المعارض) على لعب دور أساسي في المفاوضات».
وجاءت دعوة الاتحاد الأوروبي بعدما أعلن الائتلاف إرجاء اجتماع داخلي كان مقرراً اليوم (الثلثاء) إلى مطلع نوفمبر لأنه يتزامن مع اجتماع أصدقاء سورية الذي سيشارك فيه رئيس الائتلاف أحمد الجربا.
وتأتي التحضيرات لمؤتمر جنيف بعد صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يقضي بتفكيك الترسانة الكيماوية للنظام السوري، وقد عزز هذا التطور الذي تم برعاية روسية أميركية موقع النظام الذي عاد، ولو من باب تفكيك أسلحته المدمرة مفاوضاً أساسياً للمجتمع الدولي.
وفي هذا الإطار، وصلت منسقة البعثة المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة الهولندية سيغريد كاغ مساء أمس إلى دمشق.
ميدانياً، قتل المقدم السوري المنشق ياسر العبود أمس (الإثنين) في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة طفس في جنوب سورية، وهو قائد لواء ورئيس غرفة عمليات المنطقة الجنوبية، و»من أبرز القادة الميدانيين»، بحسب ما ذكر المجلس العسكري التابع للجيش الحر في محافظة درعا.
وبث التلفزيون السوري الرسمي من جهته نبأ «مقتل المجرم الخائن المقدم الفار ياسر محمد العبود، متزعم ما يسمى لواء فلوجة- حوران»، مشيراً إلى مقتل «العشرات من الإرهابيين المجرمين معه بالقرب من مدينة طفس بدرعا وتدمير أوكارهم وأدوات إجرامهم».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (الإثنين) أن الحرب ستتواصل في سورية في حال أعيد انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً العام 2014.
وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده في باريس «في حال أعتقد أنه سيسوي المسائل بترشحه لإعادة انتخابه أقول له التالي: أعتقد من الأكيد أن هذه الحرب لن تنتهي في حال بقي موجوداً حيث هو الآن».
وبشأن الدور الإيران في عملية السلام في سورية قال كيري إن من الصعب تصور قيام إيران بدور إيجابي في محادثات السلام المقرر عقدها في جنيف دون أن تؤيد خططاً للحكم الانتقالي في سورية. وقال كيري بعد محادثات أجراها في باريس مع نظيره القطري خالد العطية إن إيران لم تدعم بالفعل تنفيذ ما تم التوصل إليه في جولة المحادثات الأولى في جنيف. وأضاف للصحافيين «ولهذا فإنه من الصعب للغاية تصور قيام إيران بدور إيجابي في ظل عدم استعدادها تأييد الغرض من التفاوض». وتابع «إذا قبلوا (محادثات) جنيف 1 ويريدون القيام بدور إيجابي في المساعدة في إقامة حكومة انتقالية فهذه قضية أخرى».
إلى ذلك، نفذ الطيران الحربي السوري أمس (الإثنين) غارات جوية على منطقة جنوب شرق دمشق كان مقاتلو المعارضة تمكنوا من السيطرة على موقع استراتيجي للقوات النظامية فيها خلال اليومين الماضيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهة ثانية، أفاد المرصد عن تعرض مناطق في مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غرب العاصمة لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات على أطرافها بين «الكتائب المقاتلة والقوات النظامية».
وفي تداعيات النزاع السوري، سقطت أربعة صواريخ بعد ظهر الإثنين على مدينة الهرمل في شرق لبنان، مصدرها الأراضي السورية، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة «فرانس برس».
وقال الجيش الإسرائيلي إن قذيفتين أطلقتا في إطار النزاع في سورية سقطتا وانفجرتا الإثنين في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان.
العدد 4063 - الإثنين 21 أكتوبر 2013م الموافق 16 ذي الحجة 1434هـ
ولد الديره
بشاركون وادا ما شاركو مالييهم البوط العسكري السوري يدعس عليهم ف الميادين السوريه