تَجدّدَ نفوق كميات كبيرة من الأسماك صباح أمس (الخميس) على ساحل جزيرة النبيه صالح وبعض سواحل خليج توبلي.
وأرجع الصيادون والتكتل البيئي البحريني أسباب ذلك للتلوث البيئي الكبير الذي يتعرض له الخليج من مياه المجاري غير المعالجة والدفان. ويُذكر أن الخليج وللعام الثالث على التوالي يتكرر فيه النفوق مع بداية كل صيف. وقدر الصيادون والهواة أعداد الأسماك النافقة بما يتجاوز الطن. وأن أكثر الأسماك النافقة هي من نوع «الجواف» صغير الحجم. من جهته، لم يستبعد التكتل البيئي البحريني حدوث حالات لنفوق الأسماك خلال الفترة الحالية (المدة ما قبل التوغل في فصل الصيف) من العام الجاري، واعتبر أن هذه الحالات ستتكرر طوال فترة موسم الصيف والأعوام المقبلة طالما بقي خليج توبلي على حاله من دون خطة لتنظيفه وحمايته بيئيا.
النبيه صالح - صادق الحلواجي
نفقت كميات كبيرة من الأسماك صباح أمس (الخميس) على ساحل جزيرة النبيه صالح وبعض سواحل خليج توبلي.
وأرجع الصيادون والتكتل البيئي البحريني أسباب ذلك الى التلوث البيئي الكبير الذي يتعرض له الخليج من مياه المجاري غير المعالجة والدفان، ليسجل الخليج وللعام الثالث على التوالي تكرر هذا النفوق مع بداية كل صيف.
وقدر الصيادون والهواة أعداد الأسماك النافقة بما يتجاوز الطن. وأن أكثر الأسماك النافقة هي من نوع «الجواف» صغيرة الحجم .
وتعود أسباب نفوق الأسماك كما أكده الصيادون إلى تسمم مياه السواحل المطلة على خليج توبلي من بقايا فضلات مياه المجاري بعد معالجتها التي تُلقى وبشكل يومي من محطة الصرف الصحي، إلى جانب أعمال الدفان والتلوث الكبير الذي يشهده الخليج.
ويشار إلى أن حالات نفوق الأسماك جاءت للعام الثالث على التوالي وفي الفترة الزمنية الحالية نفسها في خليج توبلي، وامتدت مع توغل فصل الصيف إلى مختلف السواحل المطلة على الخليج وبالأسباب نفسها.
وأشار عدد من الصيادين والمواطنين في جزيرة النبيه صالح إلى أن الروائح النتنة التي تفوح من خليج توبلي وخصوصا خلال فترة المساء أصبحت أكثر قوة وتركيزا، وهي ناتجة عن مياه المجاري التي يضج بها الخليج يوميا، علما أن دفان جسر سترة الجديد فاقم من حجم المشكلة بسبب عدم وجود المساحة الكافية لتجدد تدفق المياه للخليج.
ومن جهته، لم يستبعد التكتل البيئي البحريني حدوث حالات لنفوق الأسماك خلال الفترة الحالية (المدة ما قبل التوغل في فصل الصيف) من هذا العام، واعتبر أن هذه الحالات ستتكرر طيلة فترة موسم الصيف والأعوام المقبلة طالما بقي خليج توبلي على حاله دون أدنى حلول لتنظيفه وحمايته بيئيا.
وعلق عضو التكتل والناشط البيئي غازي المرباطي على الموضوع، وقال: «إن التلوث البيئي المتعمد في خليج توبلي أصبح متزايدا على رغم صدور قرار عن مجلس الوزراء لتشكيل لجنة لدراسة تداعيات القضية من مختلف الجهات المعنية، منوها إلى أن هناك أعمال دفان وردم جائرة مازالت مستمرة في الخليج، فضلا عن استمرار إلقاء مياه الصرف الصحي الضارة فيه.
وأضاف أنه «كان متوقعا أن يشهد الخليج منذ فترة نفوقا جديدا، وذلك ضمن مراحل متقدمة في نفوق الأسماك خلال الأيام المقبلة وخصوصا أن هناك ارتفاعا في درجات الحرارة، التي ستتسبب في تهديد مباشر للحياة البحرية والفطرية الموجودة في الخليج، ولاسيما أن الخليج ملوث أساسا بسبب ما ألقي فيه من المخالفات جراء تشغيل محطة الصرف الصحي».
وليس من المستغرب وفقا للمرباطي أن يشهد الخليج في الأيام المقبلة حالات نفوق في الأسماك والأحياء البحرية الأخرى الموجودة فيه. وقال إن «من خلال متابعتنا لمجريات الأمور في الخليج لاحظنا في الآونة الأخيرة اتساع رقعة التلوث، ما يترتب عليه اتساع المساحة القاعية الملوثة في الخليج. بالإضافة إلى وجود البقعة السوداء المنتشرة التي هي بصدد الاتساع بصورة أكبر مستقبلا».
وحمٌل الناشط البيئي الحكومة مسئولية ما يحدث في خليج توبلي. وأبدى استغرابه من التعاطي مع هذا الملف الحيوي بأسلوب وصفه بـ «حركة السلحفاة».
وذكر أن البيئيين تابعوا اهتمام مجلس الوزراء في هذا الموضوع مسبقا، إلا أن البيروقراطية مازالت تلعب دورا في عصر الإصلاح. مطالبا في الوقت ذاته بضرورة وضع حد لما يتعرض له الخليج.
ودعا التكتل البيئي الصيادين إلى «الابتعاد عن هذا الموقع وعدم الصيد منه، تلافيا لأن تنتشر أمراض بين المواطنين لا يُحمد عقباها بسبب التلوث الذي فعلا تمكن من خليج توبلي».
وفيما يتعلق بتأثيرات أعمال الدفان والحفر، بين المرباطي أن تلك الأعمال تسببت في تراكم مواد طينية وتعكير صفو المياه، ما تسبب في وجود سحب بيضاء داخل المياه. وهي عبارة عن غبار الطمي الناتج عن عملية الحفر والردم. لافتا إلى أن الردم والحفر يقضي على التنوع البيولوجي الموجود وتقليص المساحة الإجمالية للخليج. علما أن إنشاء جسر سترة الجديد في الخليج لم يُراعى فيه ملف التنمية المستدامة، بل روعي تخفيف المصروفات لإنشاء الجسر على حساب البيئة، وهو ما يخالف توجهات الدولة في توفير مراحل متطورة في التنمية المستدامة.
وقال إنه «من المؤسف أن نتحدث عن وجود مباشرة مستمرة ورسمية لملف استغرق عشرات السنين لحله، في مراحل طويلة واستشارات مازالت قيد التنفيذ وبصورة بطيئة جدا. وكذلك عدم وجود أمور واضحة عن كيف ستكون معالجة معانات الخليج، وذلك على حساب ازدياد استيائه».
وفي سؤال لـ «الوسط» عما إذا كانت هناك أسباب أخرى تسببت في النفوق إلى جانب التلوث البيئي، أفاد الناشط البيئي أن «السلوك الخاطئ في الصيد يؤدي إلى موت الأسماك، فإن بعض الصيادين يستخدمون شباك الجرف الممنوع استخدامه التي تجرف بالتالي قاع البحر لصيد الروبيان وغيره من الأسماك. وأثناء عملية الصيد بهذه الطريقة تحدث عملية استنزاف لنحو 100 كليوغرام في مقابل 5 أو 6 كيلوغرامات روبيان».
وعن خطوات العمل التي سيعكف البيئيون على العمل بها إزاء تواصل تفاقم مشكلة الخليج، أوضح المرباطي «قمنا مسبقا بعدة أمور حيال الأمر، وسنقوم في الأيام المقبلة بالوقوف على وضع الخليج من الناحية العلمية وقياس مدى تلوثه. وسنعرض النتائج ضمن تقرير سيعلن عنه في وسائل الإعلام بشأن الحال التي وصل إليه». مضيفا «كما سنقوم من خلال دور الصحافة والإعلام بمطالبة الجهات المسئولة في الدولة بضرورة حلحلة هذا الملف وبصورة سريعة جدا».
وعلى الصعيد البلدي، اعتبر نائب رئيس مجلس بلدي الوسطى عباس محفوظ تواصل نفوق الأسماك «نذير شؤم»، قائلا: «هذا يدعو إلى الإسراع في عملية تنظيف الخليج وإزالة البقعة السوداء قرب المحطة التي تجمعت لعدة سنوات مكونة قاعا أسودَ، وفيها يقل الأكسجين يقينا». وبيّن أن الدليل يكمن في أن الأسماك النافقة موجودة في محيط المنطقة السوداء، والغريب أن الأمور على حالها على رغم أن لجنة التحقيق التي خرجت بقرار التنظيف تشكلت العام 2005».
وكان مسلسل نفوق الأسماك استمر في خليج توبلي ضمن امتداد طال مختلف السواحل الممتدة من الخليج مرورا بجزيرة النبيه صالح وجرداب.
العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ