تظاهر آلاف المحتجين في واشنطن أمس الأول (السبت) للمطالبة بإقرار قانون لإصلاح برامج المراقبة التي كلفت بها وكالة الأمن القومي المتهمة بانتهاك الحياة الخاصة، وهم يرفعون لافتات كتب عليها «أوقفوا الأخ الأكبر» و»أوقفوا التجسس على الجماهير».
وبعد 12 عاماً تماماً على تبني الكونغرس للقانون الوطني (باتريوت أكت) لتوسيع عمل الاستخبارات في مجال مكافحة الإرهاب بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، دعا المحتجون إلى وقف «التجسس الأميركي» و»الأكاذيب».
وتجمع المتظاهرون الذين بلغ عددهم بحسب المنظمين 4500 شخص أمام مبنى الكابيتول مقر الكونغرس، وأطلقوا هتافات ضد وكالة الأمن القومي، من بينها «وكالة الأمن القومي يجب أن ترحل» و»أوقفوا الحكومة السرية وكفوا عن التجسس وكفوا عن الكذب».
كما رفعوا لافتات كتب عليها «كفوا عن مراقبتنا».
وقدم المتظاهرون إلى الكونغرس عريضة وقعها عبر الإنترنت أكثر من 575 ألف شخص تطالب البرلمانيين بـ «كشف الحجم الكامل لبرامج التجسس لوكالة الأمن القومي» المكلفة اعتراض الاتصالات على أنواعها.
وجرت التظاهرة في ذكرى مرور 12 عاماً على إقرار قانون «باتريوت أكت» الذي منح وكالات الاستخبارات صلاحيات موسعة لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي.
وقال رئيس مجموعة الإعلام والتكنولوجيا الحرة، كريغ أهارون أمام الحشد إن «الأميركيين ليسوا وحدهم العالقين في هذه القضية. نحتاج إلى اتخاذ موقف من أجل بقية العالم أيضاً».
وأضاف أن «الأمر لا يتعلق باليمين واليسار بل بالخير والشر».
وأشار تريفور تيم (28 عاماً) من مجموعة الحقوق الرقمية «إلكترونيك فرنتير فاونديشن» السبت إلى أنها المرة الأولى التي يتجمع فيها الناس من أجل الدفاع عن حياتهم الخاصة.
وقال تيم إن «الرأي العام الأميركي غير كثيراً في نظرته إلى وكالة الأمن القومي والخصوصية».
و»إلكترونيك فرنتير فاونديشن» واحدة من حوالى مئة منظمة تجمعت في تحالف متنوع أنشىء للضغط على الكونغرس.
ومع كشف المعلومات عن عمليات التنصت اضطرت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لاتخاذ إجراءات في أغسطس/ آب من أجل ضمان شفافية أكبر في برامج المراقبة، بما في ذلك البرنامج الذي سبب أكبر صدمة للأميركيين ويتعلق بجمع المعطيات من تسجيل اتصالات هاتفية.
وقال أحد الناشطين المشاركين في التظاهرة إن «أوباما قال الكثير والآن نريد أن نرى أفعالاً». وأضاف الشاب الذي كان يرتدي قميصاً كتب عليه «كفوا عن مراقبتنا!»، إنه يطالب بهذا الأمر.
وعلى بعد امتار منه رفع شاب آخر لافتة كتب عليها «افصلوا الأخ الأكبر».
وينوي الكونغرس الأميركي عقد جلسات استماع بشأن برامج المراقبة في الأسابيع المقبلة، بينما طرح عدد من مشاريع القوانين لتعديل هذا النظام.
وفي رسالة وجهها إلى المتظاهرين، قال سنودن «اليوم، لا يجري أحد في أميركا اتصالاً بدون أن يكون له تسجيل لدى وكالة الأمن القومي. اليوم لا عملية شراء عبر الإنترنت تدخل إلى أميركا أو تدخل منها بدون أن تمر على وكالة الأمن القومي».
وأضاف إن «ممثلينا في الكونغرس يقولون لنا إن هذا ليس مراقبة وهذا خطأ».
وأشاد عدد كبير من المتظاهرين بسنودن اللاجئ في روسيا حالياً، ورفع كثيرون منهم لافتات كتب عليها «شكراً سنودن».
العدد 4069 - الأحد 27 أكتوبر 2013م الموافق 22 ذي الحجة 1434هـ