العدد 4081 - الجمعة 08 نوفمبر 2013م الموافق 04 محرم 1435هـ

النووي الايراني: اما اتفاق السبت او جولة جديدة لاحقاً وانتقادات للموقف الفرنسي

جهد الدبلوماسيون اليوم السبت (9 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) في جنيف لرفع العقبات من اجل التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني فيما برزت خلافات بين الغربيين بعد تعبير فرنسا عن تحفظات قوية.

وحذرت ايران من انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بشان برنامج ايران النووي السبت وهو اليوم الثالث من المحادثات، فإن النقاشات ستؤجل إلى جولة جديدة ولن تتواصل المفاوضات الاحد.

وادى اصرار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على طلب التزام اقوى من ايران حول بعض اوجه برنامجها النووي التي يمكن يكون لها استخدام عسكري الى اثارة انتقادات واضحة من مفاوضين غربيين اخرين.

وصرح دبلوماسي غربي للصحافيين ان "الاميركيين والاتحاد الاوروبي والايرانيين عملوا بشكل مكثف طوال اشهر على هذا الاقتراح، وهذه ليست الا محاولة من فابيوس للتدخل في اللحظة الاخيرة للعب دور في المفاوضات".

وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت انه ما زالت هناك "مسائل هامة" عالقة في المفاوضات حول الملف النووي الايراني وذلك عقب لقاء مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في جنيف.

وبعد لقاء منفرد مع ظريف قال فابيوس في تصريح لوكالة فرانس برس "نود التوصل الى اتفاق لكن مسائل هامة ما زالت عالقة تتعلق خصوصا بمفاعل اراك وبمخزون وتخصيب اليورانيوم".

واثارت هذه العرقلة تعليقات في العواصم الاوروبية.واكد وزير الخارجية السويدي كار بيلت في تغريدة على موقع تويتر "يبدو ان المفاوضات في جنيف لا تجري مع ايران بل في صفوف المجموعة الغربية. هذا ليس امرا جيدا".

وفي هذا الاتجاه قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان هناك "خلافات في وجهات النظر" بين الدول الكبرى في المحادثات النووية بجنيف حول ملف ايران النووي.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الطلابية عن ظريف قوله "حول بعض النقاط توصلنا الى اتفاق وحول نقاط اخرى لا تزال هناك خلافات. وكما اشارت وسائل الاعلام هناك تضارب في وجهات النظر ضمن مجموعة 5+1". واعلن ذلك خلال استراحة بعد ساعتين من المباحثات مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.

وفي طهران انتقد نواب ايرانيون السبت تصلب فرنسا في المفاوضات حول الملف النووي الايراني في جنيف متهمين وزير الخارجية الفرنسي بالدفاع عن "مواقف" اسرائيل التي تندد بالاتفاق الذي يجري بحثه.

وصرح المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الايراني حسين تقوي ان "موقف ممثل فرنسا يثبت ان هذا البلد يمارس الابتزاز" في تصحريحات نقلتها وكالة فارس.

واضاف "فيما يريد الشعب الفرنسي تحسين العلاقات بين باريس وطهران، تفضل الحكومة الفرنسية مع الاسف الدفاع عن موقف النظام الصهيوني".

واعرب النائب المحافظ الاخر اسماعيل قصاري ان تعرب فرنسا "عن مواقف النظام الصهيوني، ما يثير تشاؤم ايران بخصوص المفاوضات".

لكن مصدرا في الوفد الفرنسي "نريد تجنب بهجة الكأس نصف الملآن" مذكرا بابرام اتفاق عام 2003 لكنه فشل.

وياتي توقع اتفاق في جنيف على مستوى الامال التي اثارها في حزيران/يونيو انتخاب الرئيس حسن روحاني في ايران الذي تبنى نبرة معتدلة وانجز مذاك عدة مبادرات انفتاح نحو الغرب معربا عن ارادته حل الخلاف النووي سريعا من اجل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد بلاده.

ورأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه "علينا ان نفعل ما بوسعنا لانتهاز اللحظة والفرصة للتوصل الى اتفاق لم ينجح العالم في التوصل اليه منذ فترة طويلة"، حيث بدا مصمما على تقريب وجهات النظر بين الغربيين.

غير انه ابدى حذرا مؤكدا انه حاليا من المستحيل التأكيد "على حصول اتفاق هذا المساء". وتابع "لكن وان لم يحدث فعلينا الاستمرار في الاسابيع المقبلة بالبناء على التقدم المحرز".

وتوالت منذ الصباح المشاورات المكثفة برئاسة وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون بتفويض من الامم المتحدة. كما جرت مناقشات ثنائية وثلاثية.

وتتمحور المحادثات "البالغة التعقيد" بين ايران ومجموعة الدول الكبرى 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين والمانيا) حول "اتفاق مؤقت" حول البرنامج النووي الايراني قبل العمل على اتفاق نهائي.

وتشتبه الدول الست بان تكون ايران الخاضعة لعقوبات دولية صارمة، تسعى لامتلاك لاسلاح الذري تحت غطاء برنامج مدني وهو ما تنفيه طهران.

وبحسب الاقتراح الذي يشمل فترة تجربة من ستة اشهر ولم يعلن مضمونه، توافق ايران مقابل تخفيف العقوبات على تعليق كلي او جزئي لتخصيب اليورانيوم الذي يجري حاليا بنسبتي 3,5 بالمئة و20 بالمئة ويمكن ان يسمح بانتاج سلاح ذري اذا بلغت نسبة التخصيب 90 بالمئة.

ويدخل مفاعل المياه الثقيلة في اراك (الفرع الثاني في الية انتاج سلاح نووي باستخدام البلوتونيوم) الذي تحدث عنه فابيوس في الخدمة في الصيف المقبل. وبعد تشغيله سيكون من الصعب جدا وقفه بحسب الخبراء.

من المسائل الاخرى التي ينبغي حلها مصير مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لدى ايران. وافادت وسائل اعلام ان طهران قد توافق على تجميد انشطة الات الطرد المركزي الاكثر تطورا لديها طال ستة اشهر كبادرة حسن نية.

اما اسرائيل فحذرت بقوة من الاتفاق مع ايران الذي لا يؤدي الى تفكيك برنامجها النووي.

وصرح مسؤول اسرائيلي كبير لفرانس برس "مع كل تفاصيل اضافية تجمعها اسرائيل حو الاتفاق الذي يصاغ في جنيف يتفاقم اضطرابها حيال الاستعجال في توقيع اتفاق على هذه الدرجة من السوء للعالم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً