رحّب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بإعلان الائتلاف السوري المعارض المشاركة في مؤتمر (جنيف 2).
وقال هيغ في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) البريطاني أمس الإثنين (11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) بشأن سورية وإيران «أرحب بقوة باتفاق أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري على حضور مؤتمر (جنيف 2) على أساس أن (الرئيس بشار) الأسد والمسئولين في نظامه الملطخة أيديهم بالدماء لن يكون لهم أي دور في المرحلة الانتقالية، والدعوة إلى فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين قبل انعقاد المؤتمر».
كما رحب بضم المجلس الوطني الكردي إلى صفوف الائتلاف السوري المعارض، واعتبر أنه «سيزيد إلى تمثيله الواسع للشعب السوري». وأضاف «نحن نواصل الضغط من أجل تحديد موعد لعقد مؤتمر (جنيف 2)، كما أكد المبعوث الأممي والعربي إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، أنه لا يزال يحاول عقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري، وسنقوم على ضوء قرار الائتلاف السوري المعارض المشاركة في (جنيف 2) بتقديم الدعم العملي والسياسي لمساعدته على الاستعداد لقيادة وفد المعارضة».
وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أنه «سيضع أمام البرلمان قريباً اقتراحاً لزيادة الدعم البريطاني غير الفتّاك للمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري برئاسة (اللواء سليم) إدريس، تشمل أجهزة اتصالات ومعدات طبية وخدمات لوجستية منقذة للحياة»، مشدداً على أنه «لن تكون هناك تسوية سلمية للصراع في سورية دون وجود دور قوي للمعارضة المعتدلة المشروعة». وقال «إن أهدافنا ما تزال التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في سورية، وحماية الأمن القومي للمملكة المتحدة أيضاً، والتخفيف من المعاناة الإنسانية اليائسة، ومنع استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، وسنضغط في مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى من أجل فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للمحتاجين، وتأمين حرية الحركة للمدنيين المحاصرين، وإخلاء المدنيين من المناطق المحاصرة، وفتح ممرات آمنة للطواقم والقوافل الطبية، وإنشاء مراكز لتوزيع المساعدات، وتقديم مساعدات عبر الحدود، ورفع الأعباء البيروقراطية المفروضة من قبل النظام».
وأضاف وزير الخارجية البريطاني «سنعمل مع الائتلاف السوري المعارض أيضاً على تحسين إجراءات الحصول على المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرته».
وكان الائتلاف الوطني السوري أبدى الإثنين استعداده للمشاركة في مؤتمر (جنيف-2) شرط أن يؤدي هذا المؤتمر إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة وألا يكون لنظام الرئيس بشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية.
وفي ختام اليوم الثاني من المشاورات في إسطنبول، أعطت مختلف فصائل الائتلاف الوطني السوري في تصويت نظم ليل الأحد الإثنين موافقتها المبدئية على محادثات السلام.
وتعليقاً على هذه الخطوة، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هذه المشاركة ستكون «خطوة كبيرة».
وفي حين تشدد المعارضة على ضرورة رحيل النظام، ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الرئيس الأسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014، معتبرة أن القرار في ذلك يعود «للشعب السوري».
وواصلت المعارضة السورية أمس (الإثنين) مشارواتها في إسطنبول للموافقة على تشكيل حكومة «رئيس وزرائها» الانتقالي أحمد طعمة المكلف إدارة الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
ميدانياً، سيطرت القوات النظامية على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي في شمال سورية، ما قد يمهد لإعادة فتح أبوابه المغلقة منذ نحو عام، بحسب ما أفاد مصدر عسكري سوري وكالة «فرانس برس» الإثنين.
وقال المصدر إن «كل المناطق جنوب شرق المطار باتت في يد الجيش»، مشيراً إلى أن «إعادة تشغيل المطار باتت ممكنة».
يأتي ذلك غداة استعادة القوات النظامية السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية تعرف باسم «اللواء 80»، مكلفة حماية المطار المتوقف عن العمل منذ يناير/ كانون الثاني، والتي كان مقاتلو المعارضة يسيطرون عليها منذ فبراير/ شباط.
من جهة أخرى، قتل تسعة أطفال وأصيب آخرون بجروح أمس إثر سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط دمشق وحافلة تقل طلاباً في حي باب شرقي القريب منه، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي السوري.
وفي ريف حلب (شمال)، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «ارتفاع حصيلة الشهداء في مدينة عين العرب (كوباني) إلى 11 مواطناً بينهم ممرض وعدد من الأطفال (...) إثر تفجير رجل لنفسه بعربة مفخخة بالقرب من مبنى الهلال الأحمر الكردي».
العدد 4084 - الإثنين 11 نوفمبر 2013م الموافق 07 محرم 1435هـ