واصل العشرات من المواطنين أمس السبت (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) أداء الصلاة في مواقع المساجد المهدمة خلال فترة السلامة الوطنية.

ومن جهته قال مسئول قسم الحريات الدينية بمرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان: «إن الدوافع النفسية والعقلية التي حملت السلطة على هدم 38 مسجداً في فترة السلامة الوطنية تحتاج إلى معالجة عاجلة وفي أقرب فرصة حتى تتمكن البحرين من الخروج من هذا النفق الضيق بإشراقتها المعهودة».

وأضاف «إن سيطرة الطائفية على سيرورة عمل بعض الجهات خطرٌ يهدد أمن البحرين ومستقبلها وإن لم تتعافَ من هذا الوباء الفتّاك فقد ينتشر في كل الوطن ولا تبقي فيه باقية نافعة، وإن الوطن بحاجة ملحة إلى تضافر القوى الوطنية المخلصة كافة في هذه المرحلة الحرجة لعلاج ما مر به من أزمة قاهرة وأخطرها مرض الطائفية الخبيث؛ فلو لا تفشي الطائفية لما هدم 38 مسجداً ولما استخدمت لغة جارحة تفوح منها رائحة الازدراء الديني والاضطهاد الثقافي اتجاه مكون وطني أصيل في الإعلام الرسمي، ولو لا انتشار الطائفية لما تم الفصل والسجن والتعذيب والقتل على أساس الانتماء الطائفي».

وتابع السلمان: «إن إنكار انتشار مرض الطائفية في الدوائر الرسمية عناد لا ينفع السلطة؛ فالشعب قد شخّص المرض وذلك بعد أن رصد مختلف التجاوزات والانتهاكات الفاضحة ووثّقها فلا يمكن أن تصدر إلا من أجهزة قد توغلت فيها النعرة الطائفية. كما لا يمكن تكذيب عشرات التقارير الدولية المعتبرة والصادرة عن المنظمات الدولية والدوائر الرسمية في العالم والتي من ضمنها تقرير الحرية الدينية الدولية للعام 2012 الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية؛ حيث أكد التقرير أن «فئة من المجتمع البحريني تواجه التمييز الرسمي، كما تواجه الاحتجاز، والاستخدام المفرط للقوة».

وجدد السلمان دعوته للجهات المعنية لإعادة بناء كافة المساجد المهدمة في مواقعها الأصلية دون أدنى تغيير وفق جدول زمني معلن عنه، مؤكداً أن الواجب الوطني والالتزام الديني والأمانة التاريخية والأخلاقية والقانوينة والشرعية تحتم على المواطنين عدم التنازل عن شبر واحد من المساجد التي تعرضت للهدم في فترة السلامة الوطنية.