سجَّلت أسعار النفط أمس الاثنين (25 نوفمبر/تشرين الثاني 2013)، تراجعاً في آسيا، أول منطقة بدأت فيها المبادلات أمس غداة إبرام الاتفاق بين القوى الكبرى وإيران، إحدى الدول الكبرى المنتجة للنفط، لاحتواء البرنامج النووي لطهران.
وانخفض سعر برميل «برنت» 2,51 دولار ليبلغ 108,54 دولارات، بتراجع نسبته 2,26 في المئة. أما سعر النفط الخفيف (لايت سويت كرود)، فقد تراجع 89 سنتاً ليصل إلى 93,95 دولاراً (أقل بواحد في المئة).
وبعد خمسة أيام من المفاوضات الشاقة أعلنت إيران والقوى الكبرى ليل السبت الأحد اتفاقاً توافق فيه الجمهورية الإسلامية على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف في العقوبات الاقتصادية.
ويمهّد الاتفاق لمرحلة جديدة من المفاوضات التي تتعلق بصلب الموضوع لمدة ستة أشهر.
وتتابع أسواق النفط منذ أيام باهتمام كبير المفاوضات في جنيف.
وقال محللون إن الاتفاق يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى رفع الحظر عن الصادرات النفطية لإيران وإلى عودة مليون برميل إضافي إلى الأسواق يومياً.
ويرى المحللون أن الأسعار الحالية للنفط تشمل زيادة تتراوح بين خمسة وعشرة دولارات، بسبب المشكلة الإيرانية والاضطرابات الجيوسياسية التي تؤدي إليها في الشرق الأوسط.
لكن المدير في مجموعة «آي إتش إس بورفين أند غيرتز» في سنغافورة، فيكتور شوم قال الاثنين إن «تأثير الاتفاق على العرض العالمي للنفط سيكون محدوداً» في الأمد القصير «لأن الجزء الأكبر من العقوبات سيبقى».
ويؤكد الخبراء أيضاً أن ارتفاعاً في الصادرات الإيرانية إذا رفعت العقوبات عن هذا القطاع، يمكن يتم في مقابله خفض في الصادرات السعودية. وإيران والسعودية عضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وقال ستيوارت إيف من مجموعة «أو إم فايننشال تايمز» لوكالة داو جونز نيوزواير إن الاتفاق «لا يعني أننا سنشهد تدفقا لكميات كبيرة من النفط في الأسواق لأن إيران عضو في أوبك وأي زيادة في كميات النفط الإيراني ينبغي أن تتم في إطار نظام الحصص».
في السياق نفسه، تراجع «برنت» تراجعاً حاداً أمس مع انحسار المخاوف بشأن المعروض النفطي، بعد التوصل إلى اتفاق بين القوى العالمية وإيران مطلع الأسبوع. وكانت العقوبات الصارمة على إيران في العامين الأخيرين قد قلّصت صادرات البلد، عضو منظمة «أوبك» أكثر من النصف، وأضاعت إيرادات شهرية بمليارات الدولارات على طهران، بينما ظل «برنت» فوق 100 دولار للبرميل، على رغم الطلب العالمي الضعيف.
ويوقف الاتفاق الأنشطة الحساسة في برنامج إيران النووي ويعلق العقوبات المفروضة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على عدة قطاعات للاقتصاد الإيراني، وذلك لفترة ستة أشهر كخطوة أولى.
وقال أوليفر جاكوب من «بتروماتركس الاستشارية»، في سويسرا: «سيستغرق الأمر وقتاً قبل أن يحدث رفع كامل للعقوبات المفروضة على إيران؛ لكنه أمر متوقع وإذا توصلوا إلى اتفاق مرحلي آخر في الأشهر الستة المقبلة فسيكون هناك المزيد من رفع العقوبات».
وبحلول الساعة 1040 (بتوقيت غرينتش)، تراجع «برنت» 2.15 دولار إلى 108.90 دولارات بعد أن نزل ثلاثة دولارات إلى 108.05 دولارات في وقت سابق من الجلسة. وهبط الخام الأميركي 1.35 دولار مسجّلاً 93.80 دولاراً للبرميل.
العدد 4098 - الإثنين 25 نوفمبر 2013م الموافق 21 محرم 1435هـ