اكدت اوكرانيا اليوم الأربعاء (27 نوفمبر / تشرين الثاني 2013)انها ما زالت تسعى الى توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي بشروط افضل، وذلك عشية قمة الشراكة الشرقية في فيلنيوس.

وقال رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف "اعلن بكل مسؤولية ان عملية المفاوضات حول توقيع اتفاق شراكة مستمرة وان العمل الذي يهدف الى تقريب البلاد من المعايير الاوروبية لا يتوقف يوما واحدا".

وهو اول اجتماع للحكومة الاوكرانية منذ اعلان ازاروف الاسبوع الماضي رفض كييف هذا الاتفاق التاريخي بين الجمهورية السوفياتية السابقة والاتحاد الاوروبي.

وبرر رئيس الوزراء القرار حينذاك "باسباب محض اقتصادية"، مؤكدا ان هذه الخطوة لا تؤثر على التوجه الاوروبي للبلاد.

لكنه اعترف الثلاثاء للمرة الاولى الثلاثاء بان كييف لم توقع الاتفاق تحت ضغط روسيا.

وتضغط موسكو على اوكرانيا لدفعها الى الانضمام الى الاتحاد الجمركي الذي انشأته موسكو مع جمهوريات سوفياتية سابقة اخرى.

واكد الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي اليوم الاربعاء ان الاتحاد الاوروبي اساء تقدير قدرات روسيا على "الابتزاز" و"الضغط" في مواجهة اوكرانيا.

واضاف في مقابلة مع صحيفة غازيتا فيبورجا ان "بروكسل ارتكبت خطأ في تقدير لب المشكلة في العلاقات بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي".

من جهته، قال الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش مساء الثلاثاء ان اوكرانيا ستنتظر شروطا افضل لتوقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي.

واضاف في مقابلة مع شبكات تلفزيونية اوكرانية "عندما نصل (في المفاوضات مع الاوروبيين) الى مستوى مريح لنا ويتطابق مع مصالحنا، وعندما نستطيع الاتفاق على شروط طبيعية، يمكننا الحديث عن توقيع" هذه الوثيقة.

وبدأ اجتماع الحكومة بينما تقوم المعارضة الاوكرانية الموالية لاوروبا بتظاهرات لليوم الرابع على التوالي.

والاثنين، اعلنت يوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة ومنافسة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في رسالة تلاها محاميها سيرغي فلاسنكو انها "بدأت اضرابا مفتوحا عن الطعام لمطالبة يانوكوفيتش بتوقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي".

واضافت في رسالتها "أطلب منكم، اعزائي المواطنين، ان تثيروا موجة غير مسبوقة من التعبئة، كي لا تتمكن مافيا يانوكوفيتش السلطوية من منع عودتنا التاريخية الى اسرتنا الحقيقية" الأوروبية.

وفي خطاب بثته ابنتها يفغينيا الى المتظاهرين مساء الثلاثاء، قالت تيموشينكو ان "هدفنا هو اوروبا. اوكرانيا هي اوروبا. وحدتنا هي اساس فوزنا الكامل.. اما ان يوقع الاتفاق او لا يبقى يانوكوفيتش رئيسا" للبلاد.

وتمضي تيموشينكو منذ نيسان/ابريل 2012 في خاركيف شرق البلاد حكما بالسجن سبع سنوات بتهمة استغلال السلطة، الامر الذي تعتبره انتقاما سياسيا.

وشكل الافراج عنها شرطا رئيسيا فرضه الاتحاد الاوروبي لتوقيع اتفاق الشراكة.

وستنظم المعارضة تظاهرة جديدة اليوم الاربعاء في ساحة الاستقلال التي تحمل طابعا رمزيا كبيرة منذ الثورة البرتقالية الموالية للغرب في 2004.

وتجمع نحو الف متظاهر صباح الاربعاء امام مبنى الحكومة الاوكرانية في وسط العاصمة الاوكرانية. وقد هتفوا "عار!"، بينما انتشر حوال الف شرطي لضمان امنهم.

وحاول عدد من قادة المعارضة بينهم زعيم حزب اودار بطل الملاكمة فيتالي كليتشكو، دخول المبنى لكنهم لم يتمكنوا من دخوله لان كل الابواب كانت مقفلة.

وتضاعف المعارضة ضغوطها على السلطات مع اقتراب قمة الشراكة الشرقية للاتحاد الاوروبي التي تعقد غدا في فيلنيوس وكان يفترض ان يوقع خلالها اتفاق للشراكة مع اوكرانيا.