دان رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف اليوم الاثنين (2 ديسمبر/ كانون الأول 2013) "الانقلاب" الجاري في كييف حيث اقفل المتظاهرون المنافذ الى مقر الحكومة بعد تظاهرة حاشدة امس ضد السلطات ومؤيدة للتقارب مع اوروبا.
ونقلت وكالات الانباء الاوكرانية عن ازاروف قوله خلال لقاء مع سفراء الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا "ما يحصل يدل على انه انقلاب. انه امر جدي للغاية. نتحلى بالصبر لكننا لا نريد ان يعتقد شركاؤنا ان كل شيء مسموح".
واكد ايضا ان هجوما على البرلمان كان قيد الاعداد دون مزيد من التفاصيل.
ويطوق متظاهرو المعارضة الاوكرانية الاثنين مقر الحكومة بهدف ارغام السلطة على الرحيل بعد القمع العنيف في نهاية الاسبوع للتظاهرات التي تنظم احتجاجا على قرار الحكومة التراجع عن توقيع اتفاق مع الاتحاد الاوروبي ما اغرق البلاد في اسوأ ازمة سياسية تشهدها منذ عقد.
واعتبر رئيس الوزراء الاوكراني ان التظاهرات "غير مشروعة وخارجة عن السيطرة".
وقال ان "رجال السياسة الذين انضموا الى هذه التحركات زادوا من توتر الوضع الذي اصبح خارجا عن السيطرة".
واضاف "يتم استخدام اساليب غير مشروعة، ويتم ارسال اشخاص لمهاجمة اجهزة السلطة".
من جهته انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين التظاهرات في اوكرانيا التي تحتج على قرار كييف عدم توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي والتقرب من روسيا.
وقال بوتين خلال زيارة لارمينيا ان "الاحداث في اوكرانيا تبدو وكانها مؤامرة مدبرة اكثر منها ثورة".
واضاف "هذا لا صلة له بالعلاقات بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي".
واكد ان "هذه الاعمال خطط لها في الخارج. ونرى كيف تشارك فيها مجموعات جيدة التنظيم".
وفي بادرة مصالحة، قال رئيس البرلمان فولوديمير ريباك انه سيطرح الثلاثاء على جدول الاعمال مسألة طرح الثقة في الحكومة كما تطالب المعارضة.
وقال ريباك المقرب من الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش بعد لقاء زعماء المعارضة "سارفع هذه المسألة الى البرلمان".
واكد البيت الابيض الاثنين ان ما يجري في اوكرانيا ليس انقلابا ووصف قمع المتظاهرين بانه "غير مقبول".
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما "بالطبع لا نعتبر التظاهرات السلمية انقلابات".
وندد الاتحاد الاوروبي باعمال العنف الاخيرة ودعا كييف الى ضبط النفس فيما دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد علاقات اقرب مع هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، التظاهرات المناهضة للحكومة.
وقطع اكثر من الفي متظاهر من المعارضة صباح الاثنين الطرق المؤدية الى مقر الحكومة في وسط كييف عملا بتعليمات صدرت الاحد بهدف ارغام الحكومة على الاستقالة.
وتجمع المتظاهرون وبينهم بطل العالم في الملاكمة سابقا فيتالي كليتشكو حول مقر الحكومة قادمين من ساحة الاستقلال الواقعة على مسافة بضع مئات الامتار وحيث قضى الالاف منهم الليل بعد تظاهرة مؤيدة للاتحاد الاوروبي ومناهضة للسلطة شارك فيها ما لا يقل عن مئة الف شخص الاحد.
كما جرت تظاهرات في مدن اخرى ما يجعل حركة التعبئة حاليا الاكبر منذ الثورة البرتقالية العام 2004.
وقطع مؤيدون للمعارضة بسياراتهم الطرقات في محيط مقر الحكومة.
وردد المتظاهرون "ازاروف الى السجن"، في اشارة الى رئيس الوزراء الاوكراني و"لتحيا اوكرانيا" قبل ان يؤدوا النشيد الوطني.
واعلنت السلطات ان 190 شخصا اصيبوا بجروح بينهم عناصر من الشرطة ومتظاهرون واكثر من 40 صحافيا.
وقال ايفان فيليبوفيتش (51 عاما) وهو صاحب احدى السيارات التي كانت تغلق المداخل المؤدية الى مقر الحكومة لوكالة فرانس برس "لقد سئمنا من حكومة العصابات وقطاع الطرق هذه. كلهم فاسدون".
واضاف "نريد التقارب مع دول عادية، وليس مع روسيا"، ورفع على سيارته علم اوكرانيا والاتحاد الاوروبي.
وكان المتظاهرون يوزعون المشروبات الساخنة على المتواجدين تحت الثلوج.
وكان عدد من الشرطيين يتولون حراسة الطرق المؤدية الى مقر الحكومة صباح الاثنين فيما شاهدت مراسلة وكالة فرانس برس بالقرب من المكان اربع شاحنات لقوات مكافحة الشغب الخاصة.
ودعا قادة المعارضة مساء الاحد الى احتلال الحي الحكومي في وسط كييف حتى استقالة الحكومة والرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
ودخل المتظاهرون الاحد مقر بلدية كييف ومقر النقابات، المبنى الرسمي الاخر الواقع في وسط المدينة.
وكان الرئيس يانوكوفيتش يعقد في الوقت نفسه اجتماعا طارئا في منزله في ضواحي كييف مع وزير الداخلية الاوكراني فيتالي زكارتشنكو.
ونفى الناطق باسم رئيس الوزراء فيتالي لوكيانينكو الاثنين الشائعات التي تحدثت عن احتمال فرض حالة الطوارىء. وقال كما نقلت عنه وكالة انترفاكس "لم يتم التطرق الى هذه المسالة".
واعلنت المعارضة التعبئة بعدما بدلت السلطة الاوكرانية الاسبوع الماضي موقفها فعلقت توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي للتقرب اكثر من روسيا.
ودعت يوليا تيموشنكو رئيسة الوزراء السابقة التي تقضي عقوبة سجن حاليا ويطالب الاتحاد الاوروبي بدون جدوى بالافراج عنها، الى "الاطاحة" بالسلطة الحالية عبر النزول الى الشوارع.
ودعا الاتحاد الاوروبي الاثنين السلطات والمعارضة الى الهدوء بعد اعمال العنف التي شهدتها كييف في نهاية الاسبوع.
وقالت مايا كوسيانسيتش الناطقة باسم كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي "نطالب كل اطراف المجتمع الاوكراني بحل خلافاتها بشكل سلمي". واضافت ان "التظاهرات يجب ان تجري في جو سلمي" مطالبة ايضا مجددا السلطات الاوكرانية بابداء "ضبط النفس" حيال المتظاهرين.
وفي برلين، اعتبرت الحكومة الالمانية الاثنين ان التظاهرات المناهضة للحكومة في كييف تثبت ان الشعب الاوكراني "يميل الى اوروبا". ونقل المتحدث باسم الخارجية الالمانية عن الوزير غيدو فسترفيلي قوله خلال مؤتمر صحافي "اثبتت التظاهرات الالتزام الراسخ الداعم لاوروبا لالاف الاوكرانيين".
وكان المسؤولون الاوروبيون عبروا عن استيائهم الاسبوع الماضي من روسيا التي وضعت كل ثقلها لمنع هذه الجمهورية السوفياتية السابقة من التقارب مع اوروبا.
من جهته دان الرئيس الروسي اثناء زيارته يريفان الاثنين التظاهرات معتبرا انها "لا تشبه ثورة" واشار الى انها غير مرتبطة كثيرا "بالعلاقات بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي".
لكن يانوكوفيتش الذي ابقى على برنامج زيارته الى الصين المرتقبة من 3 الى 6 كانون الاول/ديسمبر، يعتزم زيارة موسكو بعد ذلك لتوقيع "خارطة طريق للتعاون" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والادارة الاوكرانية التي حرصت على التاكيد انها ستبقي على توجهها الاوروبي رغم تعليق عملية الشراكة، اعلنت ايضا انها سترسل وفدا الى بروكسل هذا الاسبوع لبحث التعاون الاقتصادي.