على رغم كونها الهزيمة الأولى له في الدوري الإسباني لكرة القدم، كان سقوط برشلونة أمام مضيفه أتلتيك بلباو صفر/1 في المرحلة الخامسة عشرة من المسابقة إيذانا بموجة كبيرة من الجدل بشأن مصير برشلونة في الموسم الحالي.

وأصبح السؤال الذي يدور في أذهان الجميع بإسبانيا ويتردد على الألسنة هو «هل هي كبوة عابرة أم سقوط مستمر؟». ومني برشلونة أمس الأول (الأحد) بالهزيمة الأولى له في رحلة الدفاع عن لقبه بالمسابقة وخسر صفر/1 أمام مضيفه بلباو ليتجمد رصيد برشلونة عند 40 نقطة ويظل في الصدارة ولكن بفارق الأهداف فقط أمام أتلتيكو مدريد. والهزيمة هي الثانية على التوالي لبرشلونة هذا الموسم إذ سقط الفريق 1/2 أمام أياكس الهولندي منتصف الأسبوع الماضي ضمن فعاليات دوري أبطال أوروبا ليصبح برشلونة بحاجة إلى نقطة التعادل من مباراته الأخيرة أمام سلتيك الاسكتلندي الأسبوع المقبل حتى يضمن البقاء في صدارة المجموعة الثامنة. وأكدت الهزيمتان أن فريق برشلونة بقيادة مديره الفني الأرجنتيني خيراردو مارتينو يعاني في غياب مجموعة من لاعبيه بسبب الإصابات.

واتسم أداء الفريق في المباراتين بالبطء وغياب الابتكار والإبداع في الهجمات وخصوصا في ظل غياب لاعبه المصاب الأرجنتيني ليونيل ميسي، كما افتقد دفاع الفريق للصلابة وغابت الروح القتالية عن لاعبي برشلونة بوجه عام في المباراتين. وفي المقابل، كان بلباو أكثر تعطشا للفوز وأكثر حماسا وفعالية في مجريات المباراة. ويبدو موقف برشلونة في الدوري الاسباني أكثر خطورة من موقفه في دوري الأبطال، إذ اقتصر الفارق مع أتلتيكو مدريد على الأهداف كما يتصدر الفريقان جدول المسابقة بفارق 3 نقاط فقط أمام ريال مدريد.

وتعرض نيمار لبعض الانتقادات العنيفة بعدما أهدر فرصتين ثمينتين لبرشلونة في مباراة الأحد وقدم عرضا أقل مما توقعته جماهير الفريق. كما نال مارتينو، الذي تولى قيادة الفريق في يوليو/تموز الماضي خلفا للمدرب تيتو فيلانوفا بسبب مرض الأخير، نصيبه من عاصفة الانتقادات إذ تساءلت محطة «راك 1» الإذاعية في كاتالونيا عما إذا كان مارتينو «بالفعل الرجل الذي يعيد لبرشلونة تعطشه وحماسه». وبعد الهزيمة أمام بلباو، قال مارتينو الذي بدا عليه القلق: «برشلونة لم يعتد على الهزيمة في مباراتين متتاليتين. أتينا إلى هنا (في ضيافة بلباو) بهدف محو الصورة الهزيلة التي قدمناها في أمستردام، ولكننا لم نستطع هذا». وأضاف «ما عانينا من قصور واضح فيه كان اللمسة الأخيرة وهو ما لم يحدث معنا من قبل. وبعد الهدف، تسرب إلينا اليأس وتغير سير المباراة بشكل هائل».

ونال مارتينو انتقادات هائلة بسبب عدم إجراء أي تبديل في صفوف فريقه حتى آخر ربع ساعة من المباراة بعدما تأخر فريقه بهدف.

وسيحتاج مارتينو الذي يقضي موسمه الأول مع برشلونة منذ خلف المدرب السابق تيتو فيلانوفا لتحرك سريع لتحديد الأخطاء والعمل على إصلاحها وإلا سيخاطر بالفشل في إحراز أي لقب كبير للمرة الأولى منذ موسم 2007-2008.

لكن هناك شعورا عاما بأنه حين يبلغ الموسم ذروته في ابريل/نيسان أو نحو ذلك فإن الهفوات التي اتضحت هذه الأيام ستكشف بوضوح عن مشاكل الفريق. وبهذا المستوى وهو كارثي كذلك الذي قدمه برشلونة حين سحقه بايرن ميونيخ 7/صفر في مجموع مباراتيهما في قبل نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي فلن يكون مفاجئا أي تراجع للفريق. ولدى برشلونة عدد من اللاعبين المؤثرين الذين غيبتهم الإصابة بينهم الحارس فيكتور فالديس وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي الذي لا ينتظر أن يعود للملاعب قبل منتصف الشهر المقبل. لكن باللاعبين الموجودين من عينة نيمار الذي أهدر فرصتين في مباراة الأحد وكذلك سيسك فابريغاس واندريس انييستا وأليكسيس سانشيز سيكون على برشلونة الفوز بالمباريات ضد فرق مثل بيلباو صاحب المركز الخامس أو على الأقل تجنب الهزيمة.

وستكون المباراة التالية لبرشلونة خارج أرضه أمام قرطاجنة في ذهاب دور 32 بكأس ملك اسبانيا يوم الجمعة المقبل قبل أن يستضيف سلتيك.