رأى وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، أن الاهتمام بالديمقراطية وقضايا حقوق الإنسان، أصبح من القضايا ذات الاهتمام الجانبي لدى دول منطقة الشرق الأوسط.
وقال القربي، خلال ورقة قدمها في الجلسة العامة الرابعة بمؤتمر الأمن القومي «حوار المنامة» يوم أمس السبت (7 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، تحت عنوان «استقرار الشرق الأوسط: التدخل والوساطة والتعاون العسكري»، إن «من المؤسف» أن قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، أصبحت جانبية الاهتمام في المنطقة، في مقابل مكافحة الإرهاب.
وركّز القربي في ورقته على الحديث عن اليمن، والتحولات التي شهدها بعد أحداث الربيع العربي في العام 2011، داعياً «أشقاء وأصدقاء اليمن»، إلى مواصلة تقديم الدعم المعنوي والمادي واللوجستي إلى اليمن والشعب اليمني، معتبراً أن تجربة اليمن في ثورات الربيع العربي، هي «الأنجح» من بين كل الثورات.
فيما طالب المجتمع الدولي بأن يواصل دعمه لليمن، «ونتوقع من أصدقاء اليمن المحافظة على الإنجاز الذي تحقق لليمنيين».
وأشار إلى أن «اليمن يرسم طريقه نحو المستقبل، ويقف على أعتاب مرحلة جديدة، وصياغة عقد جديد لشعبه، ولهذا تعرض اليوم لمحاولة بعض القوى لإجهاض هذه المسيرة، إما لحماية مصالحها، أو لوقف عجلة الانتقال لعهد جديد في اليمن، إلا أن الرئيس والشعب اليمني لن يسمحوا بذلك، وعلى أشقاء اليمن الحرص على هذه الفرصة التي يمتلكها اليمن».
وأضاف «نحن نتحدث عن الاستقرار في المنطقة، ويجب أن أؤكد هنا أن اليمن يشكل عنصراً مهماً لاستقرار العالم، لتحكمه بأحد أهم المضايق، وهو مضيق باب المندب، ولتواجد القاعدة فيه، ولتحكمه في أحد أهم خطوط الملاحة البحرية، هذا بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية، وخصوصاً أن 18 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية».
وتابع «ان اليمن وهي تقدر الدعم المعنوي الذي يلقاه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والحكومة، والذي ظهر في الاتصالات والإدانات للانفجار الذي وقع قبل يومين، إلا أن ذلك ليس كافياً، إذ يجب أن يواكبه دعم للجيش والدعم للاحتياجات الإنسانية، وأن يتم ذلك قبل فوات الأوان».
وأردف قائلاً: «اننا ونحن نتحدث عن أمن الشرق الأوسط والمنطقة، يجب أن نتذكر أن منطقة الشرق الأوسط تتوحد في الإرث، والتداخل الجغرافي والسكاني لا يمكن تجاهله، ومنطقتنا تكتسب أهمية خاصة بسبب موقعها الجغرافي، الصعوبات التي تواجهها دول المنطقة، والمؤثرة على استقرارها، يجب أن نعترف بأن بعضها داخلي، إضافة إلى ان بعضها بسبب عناصر خارجية». وقال: «لقد سمعنا اليومين الماضيين الالتزام من أميركا وبريطانيا، بضمان استقرار المنطقة بوجود قواتهما الأمنية، إلا أن ذلك لا يترجم على أرض الواقع بالسرعة المطلوبة».
وتطرق في حديثه الى المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، مؤكداً أن «ما يهمنا هو إنجاز بنود المبادرة الخليجية، وهناك اعتبارات تنظر إليها الحكومة لإنجاز مهمة الحوار الوطني، قبل نهاية العام الجاري، ليتم بعدها صياغة الدستور اليمني، وإجراء الانتخابات النيابية والبلدية».
وأبدى وزير الخارجية اليمني استغرابه من سهولة انتقال «المجموعات الإرهابية» بين دول المنطقة، في حين لا يتمكن «المواطن الفقير البريء» من الانتقال من بلد إلى آخر. وقال إن هذا يثير «علامات استفهام» بشأن الأجهزة الأمنية في دول المنطقة.
العدد 4110 - السبت 07 ديسمبر 2013م الموافق 04 صفر 1435هـ