رمت كتلة «تضامن» بثقلها في انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين (الغرفة)، مشعلةً فتيل التنافس قبل بدء الانتخابات التي ستجرى منتصف شهر مارس/ آذار 2014.
ويرأس التكتل رجل الأعمال خالد الزياني، الذي شغل منصب رئيس غرفة التجارة الأميركية في البحرين، وتضم بين أعضائها العشرة الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة، التي ترأس شركة راشد الاستثمارية القابضة، وصاحب الأعمال عادل العالي. وقال الزياني في لقاء تم في السوق القديم إن الغرفة كانت تتمتع بثقة كبيرة في الماضي «واليوم نريد أن نعيد هذه الثقة».
المنامة - عباس سلمان
رمت كتلة «تضامن» بثقلها في انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين (الغرفة)، مشعلة فتيل التنافس قبل بدء الانتخابات التي ستجرى منتصف شهر مارس/ آذار العام 2014، طارحة أقوى برنامج حتى الآن والذي يتضمن، من بين أمور أخرى، لمّ الشمل والتشجيع على خلق مؤسسات صغيرة بهدف توسيع القاعدة الاقتصادية.
ويرأس التكتل رجل الأعمال خالد الزياني، الذي شغل منصب رئيس غرفة التجارة الأميركية في البحرين، وتضم بين أعضائها العشرة الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة، التي عملت في وزارة العمل سابقاً، وكذلك ترأس شركة راشد الاستثمارية القابضة، وصاحب الأعمال عادل العالي، وهو شخصية بارزة في مجال المقاولات.
وقال الزياني في لقاء تم في السوق القديم والذي تم تطويره في الآونة الأخيرة إن الغرفة كانت تتمتع بثقة كبيرة في الماضي «واليوم نريد أن نعيد هذه الثقة، ويجب أن يكون لللبحرين مركزها القوي في الخليج بأكمله وفي المنطقة، ولذلك فلدينا برنامج قوي للوصول إلى هذا المنطلق».
وشرح بأننا «كنا نفتخر دائماً بأن غرفة التجارة والصناعة في البحرين هي أعرق غرفة، ونريدها أن تكون أحسن غرفة وأن يكون مستواها ليس أقل من الغرف الأميركية والبريطانية والفرنسية والالمانية... يجب أن نحدث أنفسنا ونقوم بتدريب العاملين في الغرفة ونعطيهم القدرة على تنفيذ الأمور التي نريدها».
وأفاد «نريد أن تكون هناك خدمات مثالية حديثة، مدعومة بقاعدة معلومات كبيرة التي يمكن أن يستفيد منها كل شخص. الروتين يجب أن يتوقف عند حده ويجب أن نغير أنفسنا. أحب أن أؤكد لكم أن علينا واجباً وهو أن نعيد للبحرين أمجادها وعلينا واجب أن نجمع الشمل ونقوي العزيمة حتى نصبح مثلاً للآخرين».
وتابع: «نريد أن يكون مجلس الإدارة قوياً، يضع برنامجاً قوياً، ويضع السياسات لتسليمها إلى الرئيس التنتفيذي لتنفيذها ومراقبته. المجلس الإداري لا يتدخل في أعمال الرئيس التنفيذي، ويجب أن يكون هناك انضباط ولدينا خطة عمل إصلاح للوضع وتطويره. الغرفة يجب أن تكون بدون دخول سياسي أو طائفي، ويجب أن تكون مجمعة للشمل وليست مفرقة».
وأضاف أن الكتلة ستعمل باستقلالية تامة، «ولا نريد أن نرث شيئاً ناقصاً لأولادنا وأحفادنا، بل نريدهم أن يفتخروا بما ورثوا... علينا إصلاح أمورنا، وجمع الشمل وأن نعيد للبحرين أمجادها، والقيام بالواجب لكي تصبح الغرفة أحسن غرفة وليس فقط أقدم غرفة في المنطقة».
أهداف «تضامن»
وتشمل أهداف كتلة تضامن، والتي يتوقع أن تقلب موازين القوى في انتخابات الغرفة، أولاً: العمل على تقوية الترابط بين الغرفة والأعضاء بما يحقق الأهداف العليا للغرفة وهي بناء اقتصاد وطني قوي.
ومن ضمن آليات العمل: تعزيز اللجان القطاعية في الغرفة، وتعزيز دور دائرة الدراسات، وزيادة نسبة الشفافية بين مختلف اللجان من خلال استعراض منجزات كل اللجان على موقع الغرفة، والعمل على تحديث القوانين والتشريعات بما يتناسب مع المصلحة العامة، وتعزيز موقع الغرفة على الساحتين المحلية والإقليمية.
كما تتضمن أيضاً تشجيع المواهب الواعدة والرائدة في المجال الاقتصادي، والاستعانة بالمكاتب المتخصصة للحصول على النصائح والمشورة المتعلقة بأهداف الكتلة، بالإضافة إلى المشاركة في تنمية العنصر البشري المناسب الراغب في خوض غمار الاقتصادي الوطني.
والهدف الثاني الرئيسي للكتلة، التي ينظر إليها بأنها أقوى كتلة نظراً للخبرات التي تتمتع بها، فيكمن في «التشجيع على خلق المؤسسات الصغيرة بهدف توسعة القاعدة الاقتصادية للمملكة»، وهي أصغر سوق بين أسواق دول الخليج العربية.
ويتضمن العمل لإنجاز الدور المتوقع من الغرفة «التنسيق مع الجهات الراعية والممولة مثل صندوق العمل (تمكين)، وبنك البحرين للتنمية «لاحتضان وتمويل هذه المؤسسات، والمساهمة في تقديم دراسات الجدوى والاستشارات والتوجيه اللازم للمشاريع المتميزة».
كما تشمل أيضاً «توفير الاستشارات المالية للمؤسسات المتناهية الصغر، والتنسيق مع الجهات الرسمية لتوفير البنية التحتية اللازمة لتشجيع إنشاء المؤسسات المتناهية الصغر، والبحث عن متعهدين لتبني هذه المشاريع، كلٌ في مجال تخصصه».
أما الهدف الثالث فيتمثل في «العمل على تعزيز وتقوية الترابط الاقتصادي مع دول المنطقة، لاسيما دول مجلس التعاون لدول اللخيج العربية، والدول الإقليمية بما يخدم المصلحة المشتركة».
وتحقيق هذا الهدف سيتم من خلال السعي مع الجهات الرسمية حول إمكانية مراجعة «القوانين والتشريعات التجارية والاقتصادية في دول مجلس التعاون، لضمان تكافؤ الفرص بين مواطني المجلس فيما يخص التبادل التجاري، وتشجيع المشاريع المشتركة بين مواطني مجلس التعاون، والعمل على إقناع الجهات الرسمية إقامة سوق مشتركة بهدف تشجيغ التبادل التجاري بين دول المجلس».
مترشحات الغرفة
ومن ناحية أخرى، أبلغت الشيخة هند «الوسط» على هامش اللقاء الصحافي أن المترشحات لانتخابات الغرفة المقبلة «أثبتن أنفسهن في الدورات السابقة، وأتمنى لهن حظوراً كبيراً في هذه الدورة لأن هناك قطاعات تتطلب الصبر والتركيز بشكل مباشر وقد أثبتن أنفسهم في المجالات السابقة».
وبينت أنها تتوقع «لهن الفوز في الانتخابات، لأن بعضهن لديهن خبرات سابقة ومرشحات، وأنا من ضمنهن. لنا تطلعات مبنية على مجال الخبرة في العمل التجاري». وكشفت الشيخة هند عن احتفال بمناسبة مرور 40 سنة على تأسيس شركة راشد الاستثمارية التي ترأسها.
وبينت الشيخة هند أن التركيز «في هذه الفترة كان على استقطاب استثمارات إلى البحرين وتوفير فرص عمل للبحرينين وهذه كلها يتطلع لها الشارع البحريني، وأنا مقتنعة بعطاء المرأة، بصفتي امرأة، مؤمنة بحقوق المرأة ومساهمتها. كما أعتقد أنه مجال لدفع الاقتصاد بقوة إلى الأمام، وهي فرصة التي يجب عدم التخلي عنها أبداً، وخصوصاً أن هناك بيئة آمنة، وهناك مجال لاستقطاب استثمارات».
ورداً على سؤال بشأن الخطوات التي ستقوم بها عند فوزها بينت الشيخة هند أن أول خطوة ستكون «التواصل مع جميع الجهات، وتعزيز الدور على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. نحن لن نضيف بل سنعزز ما بدأه الآخرون من قبلنا، وسنقوم أيضاً بابتكار أو استحداث آلية جديدة للعمل مع جميع الجهات... وأن الباب مفتوح لنستمع ونتشاور».
وأضافت «بصراحة ليست هناك عوائق أو مشكلة، إذ إن الإخوان متفهمون ولهم قيادة وريادة وأنا أفضل العمل معهم. أتوقع أن يكون لنا نصيب كبير في الفوز... بسبب الإخلاص في الاجتماعات وتبادل الآراء بصراحة والشفافية في العمل، وتم بناء جسور».
كما ذكر أن الغرفة تطورت في السنوات العشر الماضية «تطوراً كبيراً»، إذ إنها واحدة من المتتبعين لها.
هدف الكتلة الرئيسي
من جهة ثانية، أفاد العالي في حديث إلى «الوسط» أن الكتلة لديها ثلاثة أهداف رئيسية أولها «تقوية الترابط بيننا وبين المنتسبين في الغرفة، وذلك عن طريق تحديث التشريعات ووضع اللجان أمام المنتسبين على موقع الغرفة بحيث يكون هناك نقاش ومساءلة مباشرة بين رؤساء اللجان والمنتسبين، بالإضافة إلى اجتماعات مستمرة مع الأعضاء.
أما ثاني هدف رئيسي هو «خلق شركات صغيرة أو متناهية الصغر والذي يعتبر قاعدة أساسية للاقتصاد لخلق وظائف. الغرفة ستعمل على إزالة العقبات لأن الكثير من الشركات الصغيرة لديها مشاكل تمويل، ولذلك سنقوم بتسهيل عن طريق الحديث مع الجهات الممولة لخلق جو من التسهيل للشركات المبتدئة أو الشركات المتناهية الصغر».
كما ينتظر أن تقوم الكتلة، عند فوزها في الانتخابات، بعمل «جهاز إداري للقيام بالنصح والتوجيه... للتسهيل وخلق الجو المناسب لتأسيس شركات صغيرة ومتناهية الصغر، وهي الشركات التي تضم شخصاً واحد إلى 5 أشخاص». «نحن نشجع خلق الصناعة وليس الصرف على تعديل المحل لجلب بضاعة أجنبية وتحويل البلد إلى دولة مستهلكة... لو تم تسخير المبالغ التي تصرف (من تمكين) على الدعاية والديكور والوكالات إلى خلق شركات صغيرة لكان الاقتصاد في أفضل عما هو عليه الآن».
وأفاد العالي أن الهدف الثالث فهو «تقوية العلاقات الإقليمية. صحيح أن البحرين لديها أقدم غرفة ولكن هذا لا يعني أنها أفضل غرفة، وتعزيز علاقات الغرفة مع الغرف التجارية الإقليمية - مثل اتفاقية دول مجلس التعاون الاقتصادي.
وأوضح «هناك بعض بنود غير منفذة، وأخرى منفذة ولكن تحتاج إلى إضافة وإعادة نظر، وستحدث إلى الغرف لتفعيل البنود غير المفعلة. الآن هناك الكثير من الشركات التي تشتكي من عدم وجود المعاملة بالمثل في بعض الدول المجاورة، وسنحاول بكل جهدنا حلحلة هذه الموضوع».
وأضاف «نكن كل تقدير لكل الكتل، ولكن نختلف معها في الوصول إلى الهدف. كلنا نصبو إلى هدف واحد وهو خدمة البحرين، خصوصاً القطاع الاقتصادي، ولكن هناك طرق كثيرة. نحن نختلف مع بعض الكتل في الوصول، فنحن نحب أن نصل إلى هدفنا من خلال هذه الأهداف الثلاثة».
وتطرق إلى التوقعات لخوض انتخابات الغرفة بذكر أن «كل كتلة هدفها الفوز، وسنحاول إقناع القطاع التجاري بسياستنا».
العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ